تقوم الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية، التي تقودها المؤسسات الاجتماعية والاندية الرياضية، بادوار كبيرة في محاربة “اسرائيل” وفضح جرائمها.
الشعب الفلسطيني الذي سئم من ضعف دبلوماسيته الرسمية، قرر التحرك بنفسه، لفضح اسرائيل أمام العالم.
وقالت حركة مقاطعة إسرائيل BDS في منشور لها عبر صفحتها على الفيسبوك، أنه تم ” إلغاء مباراة الأرجنتين مع فريق العدو الإسرائيلي”.
اللاعب محمد غنيم
وكان نادي الخضر الفلسطيني – الذي استشهد لاعبه محمد غنيم برصاص إسرائيلي في أبريل / نيسان الماضي – قد أرسل رسالة للمنتخب الأرجنتيني طالبه فيها بإلغاء مباراته الوديّة مع المنتخب الإسرائيليّ. حظيت الرسالة بتغطية واسعة من وسائل إعلام أرجنتينية وأجنبية.
وأضاف النادي في الرسالة التي وجهها للاتحاد الارجنتيني لكرة القدم أن الامتناع عن اللعب مع فرق الاستعمار والأبارتهايد هو دائماً الخيار الأفضل.
وتابع: “لا يمكننا أن نلتزم الصمت بينما يخطط منتخب شهير كمنتخب الأرجنتين للمجيء إلى هنا للعب مباراة “ودية” سيستخدمها نظام الاستعمار والفصل العنصريّ الإسرائيليّ في تلميع جرائمه بحقنا. فهذه المباريات الاستعراضية تدعم حصانة إسرائيل وتعزز قدرتها على الإفلات من العقاب، ما يعني استمرارها في قتل وتشويه لاعبي كرة القدم الفلسطينيين”.
رسالة نادي الخضر للمنتخب الأرجنتيني
السيد كلاوديو تابيا، السادة لاعبي منتخب الأرجنتين، السيدات والسادة في الإدارة
نكتب لكم/نّ اليوم بصفتنا زملائكم/نّ من فريق شباب الخضر الرياضي، بيت لحم، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لنحثكم/نّ على إلغاء “المباراة الودية” التي علمنا أنكم تخططون للعبها مع فريق كرة القدم الإسرائيليّ يوم 6 حزيران 2022.
يأتي وقت كتابتنا لهذه الرسالة وقلوبنا يعتصرها الألم بعد فقداننا لزميلنا في الفريق، ابن الـ19 عاماً، المدافع محمد غنيم. الذي أصيب برصاصة جنديّ إسرائيليّ في ظهره بالقرب من منزل عائلته وليس بعيداً عن جدار الأبارتهايد الإسرائيلي الذي يفتت أراضينا ويسرق مزارعنا ومياهنا ومواردنا ويفصل قرانا ومدننا عن بعضها البعض.
في الأسبوع الماضي، وقبل حتى أن نبدأ بالتعافي بعد فقداننا لمحمد، قتل جنود الاحتلال لاعب كرة القدم الواعد، ثائر اليازوري ابن الـ18 ربيعاً. حيث استهدفت قوات الاحتلال ثائر بالقرب من مستعمرة “بساغوت” الإسرائيلية المقامة على أراضي جبل الطويل في مدينة البيرة. في ذات اليوم، استهدفت قوات الاحتلال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وقتلتها بينما كانت تغطي اخبار الاقتحام العسكريّ الإسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
العام الماضي، كنا في حداد على سعيد عودة، لاعب فريق بلاطة لكرة القدم، الذي قتلته قوات الاحتلال، فسرقت حياته وحلمه في اللعب ضمن صفوف المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم.
وقبل ذلك، كنا في حداد على الكثير والكثير من الشهداء.
في تقاريرها العديدة حول الهجمات الإسرائيلية المميتة بحق الفلسطينيين، قالت منظمة العفو الدولية أن منظومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلية تُظهر “عدم اكتراث مروّع” بحياة الفلسطينيين. وقد أدان آخر تقرير للمنظمة إسرائيل بارتكابها لجريمة الأبارتهايد. وأوضح التقرير أن قتلها للفلسطينيين هو عمل “ممنهج وغير قانوني وتعسفي”. شرح التقرير بالتفصيل كيف يعامل نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ الفلسطينيين وبشكل ممنهج على أنهم “مجموعة عرقية أدنى”، ما يحرمنا كفلسطينيين من الحقوق الإنسانية الأساسية.
أصابت كل واحدة من هذه الأعمال الإجرامية التي ارتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي فريقنا بحالة من الحزن العميق، ولكن أيضًا بحالة مستمرة من التصميم.
لم يعُدْ زميلنا محمد، تمامًا مثل ثائر وسعيد وآخرين، بيننا على أرض الملعب، لكننا نُكرّم روحه من خلال الاستمرار في السعي لتحقيق أهدافنا كفريق وكفلسطينيين في كفاحنا من أجل الحرية والعدالة والمساواة.
لا يمكننا أن نلتزم الصمت بينما يخطط منتخب شهير كمنتخب الأرجنتين للمجيء إلى هنا للعب مباراة “ودية” سيستخدمها نظام الاستعمار والفصل العنصريّ الإسرائيليّ في تلميع جرائمه بحقنا. فهذه المباريات الاستعراضية تدعم حصانة إسرائيل وتعزز قدرتها على الإفلات من العقاب، ما يعني استمرارها في قتل وتشويه لاعبي كرة القدم الفلسطينيين.
ولا نرى أي شيء “ودّي” في ذلك.
نحثكم/نّ على إلغاء هذه المباراة والانضمام عوضاً عن ذلك إلى الأعداد غير المسبوقة من اللاعبين المحترفين والفرق والرياضيين الذين يدافعون عن الحقوق الفلسطينية ويرفضون تلميع جرائم نظام الأبارتهايد الإسرائيلي.
ندعوكم/نّ لحفظ رقم 14 في أذهانكم. كان هذا رقم قميص زميلنا محمد الذي قتل الاحتلال الإسرائيلي حلمه باللعب. ولكن بإلغائكم/نّ هذه المباراة، يمكنكم المساهمة في محاسبة الاستعمار والأبارتهايد الاسرائيلي ومنعه من الاستمرار في قتل أرواح وأحلام اللاعبين الفلسطينيين.
نرجو منكم/نّ تكريم محمد وثائر وسعيد وآخرون كثر. إلغوا مباراتكم مع المنتخب الإسرائيليّ، لأن لا شيء “ودي” في اللعب مع الابارتهايد.