آخر التطورات - بدون رقابة
تقول مجلة “موند إفريك” الفرنسية في مقالة نشرت يوم 16 يناير، انه على الرغم من الأزمة الأزلية للفلسطينيين تظل حركة فتح أهم مكون سياسي داخل منظمة التحرير، لكنها تأتي في المرتبة الثانية في البرلمان، وفقاً لأخر انتخابات منذ 15 عاماً.
وتعطي هذه المعطيات، صورة لدولة قائمة (السلطة الفلسطينية)، لكنها تخفي بشكل كبير الأزمات الداخلية لهذا الحركة المهددة بالانفجار الداخلي، والتي تأتي نتيجة عدم وجود خليفة لمحمود عباس 86 عاماً، والذي يحكم منذ ربع قرن، وتآكلت شرعيته بشكل كبير، في الوقت الذي تتحول فيه السلطة الى دولة شبحية.
وترى الصحيفة ان “هدف عباس” ليس اختيار خليفه له والذي يجب ان يتم بالانتخاب، بل عرقلة تطلعات محمد دحلان الذي لا يخفي طموحه كخليفة، بالنسبة للعديد من المراقبين، يعتبر دحلان اليوم الرجل القوي في مواجهة عباس”.
اما بالنسبة لـ دحلان، مؤسس حركة الشبيبة، الذي كان له دور اتفاق اوسلوا، وعمل رئيساً لجهاز الأمن الوقائي السابق، تعتبره الصحيفة أكبر متحدي لعباس، ولعب دوراً مهماً خلف الكواليس، ومثل الركيزة الأساسية للسلام بين الإمارات وإسرائيل، هذه المكانة التي اكتسبها دحلان داخل فلسطين وخارجها، والأحقاد القديمة التي تراكمت خلال سنوات من التاريخ عاشت جنباً إلى جنب مع عباس، جعلته يرى رفيقه السابق، كرجل مكروه، ويجب أن يمنعه بأي ثمن.
الديمقراطية وتبخر حلم الدولة
ويعتبر عباس ضعيفاً ومهدد بالانقراض داخلياً، فمنذ الانتفاضة الثانية ورحيل عرفات تتراجع حركة فتح، وتدق الانقسامات داخلها، وتستغل حماس ذلك لملئ الفراغ، كما أن سياسته الخارجية ليس أفضل حالاً، حيث يصبح احتمال قيام دولة فلسطينية مجرد وهم يتبخر.
“على الرغم من هذه الحالة الكارثية، فإن الشاشة الفلسطينية ليست سوداء بالكامل بعد، حيث يظهر بصيص منذ أن نظم “تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح”، بزعامة محمد دحلان، مؤتمره الأول في 15 ديسمبر، بهدف انتخاب قيادة جديدة لـ “مجلس قيادة” قطاع غزة”.
وتقول الصحيفة ان ”هذه خطوة أولى لبدء عملية جديدة ديمقراطية وانتخابية، تم تشكيل مجلس من 65 عضواً مجلس لقيادة غزة، مثل فيها الشباب 51.8٪، والمرأة 26.9٪ ، ومن بين هؤلاء 23 حاصل على درجة الدكتوراه، و11 على درجة الماجستير و10 على درجة البكالوريوس”.
وتستند أهمية الانتخابات في غزة إلى غياب الأمل الديمقراطي بعد أن ألغى الرئيس عباس العملية الانتخابية المقرر إجراؤها في مايو 2021، وعموماً غياب الديمقراطية ذاتها داخل الأحزاب التقليدية، وتراجع الحركات الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك فتح والسلطة الفلسطينية”.
وقالت “من خلال لعب هذه الورقة وبطاقة الانتخابات الحرة، يعتبر دحلان لدى الفلسطينيين مجدداً للحركة”.
حل الدولتين
اما بشأن حل الدولتين، تقول الصحيفة ان حل دولتين منفصلتين الذي أقرته القرارات الدولية، والذي من المفترض أن يضع حداً لـ “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” مرفوض اسرائيلياً، ومات اليوم إكلينيكيا، لا يرى “تيار الإصلاح الديمقراطي” ومعه العديد من المراقبين الأجانب، أي مخرج في الحل القديم “الدولتين”.
وزعمت الصحيفة ان دحلان طرح في هذا السياق مشروعه لدولة ديمقراطية “ثنائية القومية”، سلطة وإدارة مشتركة لجميع مواطنيها متساوون في الحقوق والواجبات. لكن هذا الاقتراح على لسان زعيم فلسطيني يُعتبر بمثابة قنبلة من المحتمل أن تثير صدى قوياً لدى “الاحتلال الإسرائيلي”.