بعد مخاض عسير، وقبل ساعتين من اغلاق باب التسجيل للانتخابات التشريعية الفلسطينية، حركة فتح تعلن تسجيل قائمتها الرسمية لدى دائرة الانتخابات.
شتاء عاصف شهدته حركة فتح في آخر الأيام والأسابيع، خلافات وإقالات وانسحابات، ليزهر ربيعها 3 قوائم انتخابية، مزقت جسد الحركة المثقل بالكثير من الصراعات بين تياراتها.
الرجوب: المرتدون موجودون حتى في زمن الرسول محمد
تنفست قيادة حركة فتح سيما المحسوبين منهم على تيار محمود عباس الصعداء، بعد الانتهاء من تسجيل قائمة الحركة في سجلات دائرة الانتخابات.
التصريحات التي أعقبت تسجيل القائمة الرسمية للحركة، تؤكد حالة الاحتقان، وحجم المخاض التي مرت بها قائمة الحركة، لتخرج بشكلها النهائي، في وقت رتبت فيه غالبية الفصائل قوائمها بديمقراطية عالية وبعيداً عن الخلافات.
تصريحات “الفريق” جبريل الرجوب – (تم ترفيعه من رتبة لواء الى رتبة فريق) – الذي ترأس وفد فتح لتسليم ملف القائمة لدائرة الانتخابات، أثارت الكثير من الجدل، بعد وصفه الخارجين في فتح بالــ “المرتدين”.
وعلّق الرجوب على تشكيل بعض قيادات حركة فتح قوائم خارج القائمة الرئيسية للحركة: “حركة فتح قوية ومتماسكة والمرتدون موجودون حتى في زمن الرسول محمد”.
عضو اللجنة المركزية للحركة عباس زكي، هاجم هو الآخر، القيادات التي قررت خوض الانتخابات بعيداً عن الحركة الأم، قائلاً: “قائمة فتح سترد على كل من يحاول النيل من الشرعية”.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تحاول سحب بساط الشرعية والصفة الفتحاوية عن أية قائمة أخرى تحاول منافسة قائمة الحركة الرئيسية، التي يقودها قيادات تم إقصاؤهم من فتح.
عباس يقسم مقاعد القائمة على رجاله
تظهر تسريبات قائمة حركة فتح، احتوائها على أسماء يدينون بالولاء والإخلاص لمحمود عباس، فرأس القائمة شهدت تواجد أسماء وزانة من بطانة الرئيس.
“العالول والرجوب وروحي فتوح وأحمد حلس، ودلال سلامة، وعدد من المحافظين”، كلها أسماء تصدرت المواقع الامامية في قائمة فتح التشريعية، التي تحظى بثقة ودعم كاملين من محمود عباس.
إفرازات القائمة، وما خلُصت إليه من أسماء، يرى مراقبون أنها كشفت ما كانت تخفيه الأيام عن أسباب الصراعات والاحتجاجات بين قيادات الحركة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي دفع بالكثير من القيادات للانسحاب من قائمة فتح والنزول بقوائم مستقلة.
ربيع فتح يزهر 3 قوائم انتخابية
تخوض حركة فتح الانتخابات التشريعية ب 3 قوائم على الأقل، الأولى تمثل قائمة فتح الرسمية وتتبع عباس، والثانية يقودها رئيس التيار الإصلاحي في الحركة محمد دحلان تحمل اسم “المستقبل”، وثالثة شراكة ما بين القدوة والأسير مروان البرغوثي تحمل اسم قائمة “الحرية”.
هذه القوائم في الانتخابات، تضع حركة فتح امام تحول تاريخي في مسارها، مع ازدياد الاعداد التي تنادي بالإصلاح داخل الحركة التي أصبحت رهن تحكم رجل واحد، ألا وهو محمود عباس.