تحدثت صحفية اسرائيلية عن قائمة أبرز الشخصيات التي تنتمي لحركة فتح، والمرشحة لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويمتلك بعضهم علاقات قوية مع تل أبيب وواشنطن، وبعضهم ما زال يؤمن بالكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت دانا بن شمعون في مقال نشرته “إسرائيل اليوم”; “رغم أنه بلغ من العمر 86 عاما، ويعاني من وضع صحي هزيل، فإن رئيس السلطة عباس يمتنع حتى الآن عن تعيين نائب يحل محله مع وفاته، ولكن من تحت السطح، تدور صراعات ساخنة على خلافته“.
وذكرت بن شمعون أن “قيادات فتح لا يتجرأون على الحديث علنا في هذه المسألة الحساسة، وكل زلة لسان من شأنها أن تكلفهم ثمنا باهظا، فطالما تواجد عباس تبقى المعارك داخل البيت، ومع ذلك فإن الهدوء المصطنع تحطم مؤخرا مع الشائعات عن الحالة الصحية لرئيس السلطة، والمرشحون المحتملون بدأوا يستعدون للسباق“.
واشارت بن شمعون، إلى أن “الساحة الفلسطينية متحفزة، وعباس لم يحرص على إعداد آلية مرتبة لنقل الحكم، ما يفاقم المنافسة بين الخلفاء المحتملين، لكنه في خطواته الأخيرة حدد ظاهرا المساق الذي يريد أن يدع القيادة الفلسطينية تسير فيه“.
حسين الشيخ
وأضاف: “مع مقربيه، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ الرقم الثاني في السلطة وماجد فرج (رئيس جهاز المخابرات)، خلق عباس الحلف الثلاثي، ومن تبقى هم ضمن المعسكر المضاد في “فتح” والذي يتماثل مع المسؤول الكبير وأمين سر فتح جبريل الرجوب“، منوهة إلى أن “الارتباطات والولاءات ليست مستقرة والنتيجة كفيلة بأن تفاجئ“.
القيادي في “فتح” وأمين سرها الذي اطلقت عليه بن شمعون بـ “رجل الميدان“، جبريل الرجوب، على رأس المرشحين البارزين لخلافة عباس، وهو يتولى اليوم منصب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، “المنصب الذي يستغله كي يثبت مكانته، وسبق له أن سجنته إسرائيل 17 عاما، وتولى رئاسة جهاز الأمن الوقائي في الضفة، واليوم لا يعد من الدائرة الأولى لرجال سر عباس، وهو معروف بأسلوبه الفظ تجاه معارضيه، ويحظى بالتأييد في أوساط النشطاء الميدانيين لفتح“.
والثاني؛ عضو اللجنة المركزي لـ“فتح” الوزير حسين الشيخ، وقد رفع عباس مكانته مؤخرا وتم تعيينه في منصب أمين سر منظمة التحرير، وهو “ما أكسبه بقدر كبير المكانة الخاصة التي يحظى بها اليوم، وتسلم في السنوات الأخيرة “الملف الإسرائيلي“، وقضى في السجن الإسرائيلي 11 عاما.
وقالت: “من ناحية سياسية، فإن الشيخ يتشارك مع عباس النهج ذاته، هو يفضل الحوار على المواجهة المسلحة ويؤيد التنسيق الأمني مع إسرائيل، واكتسب بالتدريج ثقة عباس ويرافقه في كل لقاءاته، ونجح في أن يكون محبوبا من الولايات المتحدة وإسرائيل“.
مروان البرغوثي
وفي المرتبة الثالثة الأسير وعضو اللجنة المركزية لـ“فتح” مروان البرغوثي، حكم عليه الاحتلال بالمؤبد خمس مرات، ومعتقل منذ 2002.
ونوهت إلى أن “البرغوثي كونه أسيرا، يكسبه هذا شعبية في الشارع الفلسطيني، ولهذا السبب يحاول عباس ورجاله قمع كل مظهر تأييد له“، زاعمة أن “قيادات حركة فتح يرون في البرغوثي تهديدا ويفضلون أن يبقى في السجن“.
والتالي هو رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرج، “ويحظى بتقدير كبير في الدوائر الإسرائيلية، ويقيم علاقات قريبة مع الـ سي.آي.إيه، وهو شخصية قوية ومسيطرة، مقلّ في الحديث في الإعلام، معظم حياته المهنية قضاها في مناصب أمنية، وهو مثل الشيخ يؤيد حرب الإبادة ضد حركة حماس، ويبدي خطا براغماتيا تجاه إسرائيل“.
أما المرشح الخامس، فهو رئيس الوزراء وعضو اللجنة المركزية لـ“فتح” محمد اشتية، وهو “موضع خلاف من ناحية جماهيرية بسبب أداء حكومته“.
والسادس هو القيادي محمد دحلان والذي فصله عباس من “حركة فتح” قبل اكثر من عشر سنوات، ويقيم حاليا في الإمارات العربية، وهو “خصم لعباس ومقرب من الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي“.
ويأتي في ذيل القائمة، نائب عباس في رئاسة “فتح” وعضو اللجنة المركزية لـ“فتح” محمود العالول، وشارك في السبعينيات والثمانينيات في القتال ضد الجيش الإسرائيلي في لبنان، وله سجل مقاومة عسكرية، ويعد رجل ميدان، لكن تنقصه التجربة السياسية، وهو يمثل الخط الكفاحي داخل فتح ضد إسرائيل، ويقود المقاومة الشعبية ضدها.. ابنه جهاد استشهد في الانتفاضة الثانية“.