معركة جديدة طفت على السطح بقوة خلال الفترة الماضية محورها القضية الفلسطينية، إذ لا تقل أهمية عن تلك التي تحدث على الأرض بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
اطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شهدت أركانا جديدة، ولعل أهم هذه الأركان هو موقع فيسبوك، الذي بات سيفا مسلطا على أقلام وأفواه الفلسطينيين في الحرب الإعلامية.
انحاز الفيسبوك خلال السنوات الأخيرة بشكل واضح إلى الاحتلال الإسرائيلي، ويظهر ذلك جليا في محاربته للمحتوى الفلسطيني، ومحاولاته المتكررة لمسح الرواية الفلسطينية وحجبها حتى لا تصل إلى العالم الغربي.
القدس وغزة تقابلان إسرائيل وفيسبوك
منذ بدء التصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمتمثل بالاستيلاء على بيوت في حي الشيخ جراح، والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، واندلاع الحرب في غزة، والحراك الشعبي الذي عم مدن الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، بدأت حرب إعلامية بين الفلسطينيين والفيسبوك.
خلال هذه الاحداث تعرض فيسبوك للانتقاد بشأن تحيزه للإسرائيليين ضد الحق الفلسطيني، وقيامه بحظر محتوى الفلسطينيين وتقييد مئات حسابات النشطاء بسبب نشرهم محتوى يدعم القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة.
تخفيض تقييم فيسبوك
خلال العدوان على غزة، انطلقت حملة على الفيسبوك تدعو لمقاطعة المنصة وإعادة تقييم التطبيق من أجل خفض تقييمه.
الحملة التي دعا لها النشطاء نجحت خلال فترة وجيزة بتخفيض تقييم الفيسبوك، من 4.7 نجوم إلى نسب تتراوح بين 2 – 1.5 نجوم على متجري غوغل وآبل.
غزة تتسب بتراجع اعلانات فيسبوك
وذكر موقع (VICE عربي)، أن مبيعات إعلانات فيسبوك انخفضت في الإمارات ومصر والمغرب والسعودية والكويت وقطر والعراق بنسبة 12 %على الأقل في الأيام العشرة التي تلت 7 مايو، وفق وثائق داخلية تم تسريبها من شركة فيسبوك.
ويذكر نفس الموقع، أن الشركة خسرت نحو 56 مليار دولار من قيمتها السوقية في يونيو الماضي، بسبب حملة مقاطعة تعرض لها فيسبوك من شركات أخرى على وقع خلاف بشأن أرباح الإعلانات.
هجرة جماعية من فيسبوك
بسبب ملاحقته للمحتوى الفلسطيني، وانحيازه للرواية الإسرائيلية، لجأ العديد من النشطاء إلى منصات اجتماعية أخرى، تركية وعربية، على غرار Clubhouse وتطبيق باز، بحثا عن حرية التعبير، ورفضا لسياسة الفيسبوك، كما ثام بعض الأشخاص بحذف حساباتهم على الفيسبوك.
كما انتشرت دعوات تطالب المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات بضرورة انشاء منصات اجتماعية عربية تحاكي تطبيق الفيسبوك، بكل لغات العالم، من أجل نصرة القضية الفلسطينية دون ملاحقة أو رقابة على المحتوى.
يقول مهندس برمجيات مصري الجنسية يعمل في فيسبوك إن المستخدمين العرب “فقدوا ثقتهم بـفيسبوك. وأوضح المهندس أن فيسبوك كان أداة مهمة للنشطاء الذين استخدموه للتواصل خلال الربيع العربي، ولكن الرقابة التي تزايدت على المحتوى الفلسطيني خلال الأحداث الأخيرة جعلت المستخدمين العرب والمسلمين متشككين بشأنه.
ليس فيسبوك وحده يحارب المحتوى الفلسطيني
وثقت جهات حقوقية، انتهاكات قامت بها مواقع التواصل الاجتماعي (يوتيوب، واتساب، وانستغرام) انتهاكات بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني.
وفي اطار الحرب المستمرة على المحتوى الفلسطيني؛ اليوتيوب يترجم كلمة (فلسطينيين) لـ (إرهابيين) في الترجمة الاوتوماتيكية لفيديو من منصة اعلامية تركية.
كما قام محرك البحث جوجل وضع الكوفية في خانة الارهاب تزامنا مع العدوان الاسرائيلي على غزة.
وقام تطبيقا تويتر وتيك توك بتعطيل حسابات نشطاء وصفحات إخبارية فلسطينية، وحذف تغريدات مناصرة للقضية الفلسطينية خلال الفترة الماضية.
أما تطبيق واتساب فقام بحظر ارقام لعدد من الصحفيين دون سابق انذار رغم أن كل ما يتم تداوله هو محتوى إخباري فقط.
ملاحقة الانتهاكات
ودعا مركز “صدى سوشال” مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين لتوثيق الانتهاكات التي تعرضت لها حساباتهم والمحتوى الفلسطيني خلال الفترة الأخيرة، سواء بالحذف أو تقييد النشر، حيث يعكف مركز “صدى سوشال” على متابعة هذه الانتهاكات مع الجهات المختلفة.
إقرأ أيضاً : فيسبوك: المخابرات الفلسطينية وراء حملة تجسس إلكتروني