سقوط قذيفة صاروخية في “اسرائيل”، اطلقت من قطاع غزة، حسبما صرح جيش الاحتلال الاسرائيلي مساء يوم الاثنين. بعد ايام من المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الاسرائيلي في القدس ومناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية اعترضت قذيفة صاروخية تم إطلاقها من قطاع غزة نحو“إسرائيل” يوم الاثنين، في أول هجوم من نوعه منذ أشهر مع تصاعد التوتر في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
لم يعلن اي تنظيم مسؤوليته عن اطلاق الصاروخ. لكن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، حذرت من انها قد تتخذ بعض الاجراءات ردا على سياسة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة.
وبعد ساعات من سقوط الصاروخ، الذي لم يتسب بسقوط قتلى، نفذت طائرات حربية اسرائيلية غارات جوية على قطاع غزة.وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي انه استهدف مناطق تابعة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي، في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أن دفاعاتها الجوية تصدت للطائرات الاسرائيلية.
وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان صحفي إن “دفاعاتها الجوية تصدت في تمام الساعة 01,35 من فجر اليوم للطيران الحربي الصهيوني المعادي في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض-جو”.
واعتبر حازم قاسم، المتحدث باسم حركة حماس في غزة في بيان صحفي أن “القصف الصهيوني لبعض المواقع الفارغة محاولة فاشلة لمنع شعبنا الفلسطيني من الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى”.
وتابع “تستمر المواجهة التي هي حق طبيعي لشعبنا ومقاومته مع الاحتلال الغاصب على كل محاور الاشتباك في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل”.
ويأتي هذا القصف بعد إصابة أكثر من 19 فلسطينياً وسبعة إسرائيليين بجروح خلال مواجهات بين لشرطة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى ومحيطها في القدس الشرقية المحتلة، فيما اعتقل 18 فلسطينياً، بعد يومين على مواجهات مشابهة أسفرت عن سقوط أكثر من 150 جريحا فلسطينيا.
تحرك اردني
التوترات الجارية تُعقد علاقات إسرائيل الأمنية مع المملكة الأردنية التي تتولى الوصاية على المسجد الأقصى ويمثل الفلسطينيون غالبية سكانها.
يرى الاردن ان سياسة اسرائيل في الاماكن المقدسة بمدينة القدس تقف عائقا امام فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وابلغ العاهل الأردني الملك عبد الله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأن “سياسة إسرائيل في المسجد الأقصى من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين”.
واستدعى الأردن أيضا القائم بأعمال سفير إسرائيل لتقديم “رسالة احتجاج وتحذير ومطالبة فورية بوقف الانتهاكات للمسجد الأقصى”.
وفي تصعيد للخطاب قال رئيس الوزراء الأردني بشير الخصاونة أمام البرلمان “لا بد لي أن أحيي كل فلسطيني وكلا من موظفي الأوقاف الإسلامية الأردنية الواقفين بشموخ مثل المآذن طولى والمطلقين حجارة وابلا سجيلا على كل المتصهينين المدنسين بحماية حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان مصور صدر بعد تصريحات الخصاونة التلفزيونية “أنظر بخطورة إلى التصريحات التي تتهمنا بالعنف الذي يوجه ضدنا، وهناك من يشجع على رشق الحجارة وممارسة العنف ضدنا. لا نقبل بهذا.
و”اعتبر بينيت ان التصريحات الاردنية تشكل تحريضا ودفع بمزيد من المواجهات. واضاف بينيت: “ان هذا يشكل جائزة بالنسبة للمحرضين وعلى رأسهم حماس الذين يحاولون إشعال فتيل العنف في القدس”.
وتتولى المملكة الأردنية الهاشمية الوصاية على المواقع المقدسة منذ عام 1924.
ورغم أن المملكة أبرمت اتفاق سلام مع إسرائيل وتحافظ على علاقات أمنية قوية معها، فإن الكثير من الأردنيين مستاؤون من إسرائيل ويؤيدون تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة.
ودعا أكثر من 87 نائبا في البرلمان الاردني المؤلف من 130 عضوًا الحكومة يوم الاثنين إلى إلغاء اتفاق السلام الذي لا يحظى بشعبية في البلاد.
تحرك امريكي
قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين إن مسؤولين أمريكيين كبارا أجروا اتصالات هاتفية مع الإسرائيليين والفلسطينيين وممثلين عرب في المنطقة في مطلع الأسبوع، بهدف وقف تصعيد التوتر في القدس.
حيث أصيب ما لا يقل عن 152 فلسطينيا في اشتباكات مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي داخل باحات المسجد الأقصى يوم الجمعة، في أحدث تصاعد التوترات والمواجهات، حيث أثار ذلك مخاوف من الانزلاق إلى مواجهات أوسع نطاقا.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين قضية القدس بأنها “معقدة وحساسة” ، وحث الأطراف المعنية على “ممارسة ضبط النفس” لتجنب “تدهور الوضع أو حتى الخروج عن السيطرة”.
وقال وانغ إنه لا ينبغي “تهميش” القضية ودعا “القوى الكبرى” إلى المساعدة “في تعزيز الاستئناف المبكر لمحادثات السلام” حيث يركز المجتمع الدولي على تهدئة الأزمة الأوكرانية.
تصاعدت المواجهات في القدس المحتلة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين قبل عام، إلى حرب غزة التي استمرت 11 يومًا.