فلسطين – بدون رقابة
أثار اجتماع ابو مازن و بيني غانتس في رام الله، يوم 29 أغسطس 2021، ردود فعل ساخنة لدى النخب السياسية الفلسطينية بأسرها.
من بين ردود الافعال ضد عباس، أنه بدلاً من التوجه الى المصالحة مع حماس، انه فضل العلاقات مع إسرائيل.
وقال “مركز القدس للشؤون العامة” في تقرير يوم الاحد، ان هناك من ألقى اللوم على عباس في تقليل العائق من التوقعات القومية بإنشاء دولة مقابل منافع اقتصادية، وصيغة السلام الاقتصادي لنتنياهو.
محتويات الخبر
حسين الشيخ
حسين الشيخ، رئيس هيئة الشؤون المدنية والتنسيق مع “إسرائيل”، دافع عن الاجتماع، واعتبر ان الانجاز الاكبر هو موافقة “إسرائيل” على تجديد شمل العائلات الفلسطينية التي تقيم اساسا في الضفة الغربية.
واشار التقرير، انه كان ينبغي على حسين الشيخ أن يرفع نواة الإنجاز هذه في مواجهة انتقادات الدوائر السياسية من الاجتماع وفي ظل صمت فتح التي يسيطر عليها ابومازن.
إقرأ أيضاً: عباس: مستعد لإجراءات بناء الثقة مع إسرائيل وملتزمون بالحلول السلمية
من حضر اجتماع عباس
لم يحضر الاجتماع سوى حسين الشيخ وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطيني، فيما كان رئيس الوزراء الدكتور محمد شتية في عداد الاشخاص الذي تم تغييبهم عمدا. ويشير غيابه إلى تعمق الانقسامات في حركة فتح على خلفية معركة الخلافة بعد عباس.
واشار التقرير الى ان الشيخ وفرج، المقربان جدا من ابومازن، يمثلان المعسكر الذي يدعو إلى علاقات طيبة وتعاون مع إسرائيل، على عكس اشتية وكبار مسؤولي فتح مثل محمود العالول، الذين يعارضون العلاقات مع إسرائيل. هنا يكمن الخط الأيديولوجي في معركة الخلافة الفلسطينية بالنسبة للاسرائيليين.
عباس وغانتس
إن أبرز ما في “النضال الدبلوماسي” الفلسطيني في إسرائيل هو مقاضاة كبار المسؤولين الإسرائيليين في لاهاي بجرائم حرب. وفي هذا الصدد ووفقا لمصادر لم يكشف عن هويتها مركز القدس في تقريره، هو إن محكمة الجنايات الدولية لم ترفض القضية ضد إسرائيل في انها قد تكون ارتكبت جرائم حرب على الاراضي الفلسطينية، لكنها قللت دورها عن جدول الأعمال، لأن هناك أمورًا أكثر إلحاحًا للتعامل معها.
علاوة على ذلك ، وزير الدفاع غانتس الاسرائيلي مدرج في قائمة “مجرمي الحرب”، وسيكون من الصعب إقناع المحكمة بمثل هذه التهم الموجهة ضد إسرائيل بعد عقد مثل هذه الاجتماعات الثنائية في رام الله.
لقاء عباس وغانتس
إن نقطة اختبار جدية محمود عباس هي قدرته على إقصاء اشتية وقيادة توجه سياسي جديد. ذات مرة نوقشت تسمية حكومة فلسطينية جديدة برئاسة زياد أبو عمرو ، الذي كان مقبولاً لدى إسرائيل ، لكن “مسنين” فتح منعوه وطالبوا بالإبقاء على اشتية.
وفي الختام ، حضر الاجتماع ماجد فرج ممثل التعاون الأمني مع إسرائيل ، وحسين الشيخ ممثل التنسيق مع “اسرائيل” كذلك ، بينما لم يحضر اشتية، وسيكون هذا الموضوع بمثابة اختبار قدرة محمود عباس على إحداث فرق – حتى وإن كان صغيراً.
الاتجاه الذي تتجه إليه قيادة الضفة الغربية في المستقبل لصالح التعاون مع إسرائيل أو ضد ذلك ومع محاربتها.
إقرأ أيضاً: تهديدات محمود عباس لا جديد في تاريخها و قد يعيد الملف الى طاولة المفاوضات