القائمة البريدية
إشترك بالقائمة البريدية

احصل على اشعارات دائما من بدون رقابة عبر بريدك الالكتروني

متاهات القيادة: حالة من الارتباك بين المسؤولين الفلسطينيين حول إدارة الأزمات

قال حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمسؤول عن التنسيق والتعاون مع إسرائيل، في مقابلة خاصة أجرتها معه قناة الجزيرة القطرية، إن تصريحاته بشأن محاسبة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد تم تحريفها، وأضاف أن “السلطة الفلسطينية هي أول من دافعت عن المقاومة”. 

– تصريحات حسين الشيخ المتلفزة المباشرة عبر قناة العربية كانت واضحة وعلنية، حيث قال إن “حماس مسؤولة عن التصعيد الأخير في قطاع غزة، ويجب محاسبتها على ذلك”. يعتبر تراجعه عن هذه التصريحات لا يمكن أن يغير حقيقة ما قاله.

– بعد يوم من تصريحات الشيخ عبر قناة العربية التي توعد فيها حركة حماس بالمحاسبة، ظهر محمود الهباش، المستشار الديني لرئيس السلطة الفلسطينية، على قناة العربية، وتوعد هو الآخر حركة حماس علانية بالمحاسبة القاسية بعد انتهاء الحرب في غزة. وحملها مسؤولية الشهداء والجرحى والدمار الذي لحق بالقطاع عقب العملية التي نفذتها على أهداف إسرائيلية، خارج قطاع غزة يوم 7 أكتوبر.

– تصريحات محمود الهباش كانت أكثر حدة من تصريحات حسين الشيخ،المقرب من رئيس السلطة عباس، حيث هدد “بالمحاسبة القاسية” لحماس، و”حملها مسؤولية كل ما حدث في قطاع غزة”.

– بشأن الانباء التي تحدثت عن اتفاق مع اسرائيل بشأن اموال الضرائب التي تحتجزها، نفى الشيخ ان تكون السلطة قد عقدت اتفاق مع إسرائيل حول أموال السلطة الفلسطينية المحتجزة.  

– قال الشيخ إن المطلوب الآن عزل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو على المستوى الدولي، على حد قوله. وعلى الرغم من مطلب الشيخ، إلا أن السلطة الفلسطينية، خاصة دائرة التنسيق والتعاون مع إسرائيل التي يرأسها الشيخ نفسه، ما زالت تعمل، ولم تهدد السلطة الفلسطينية بوقف علاقاتها الأمنية مع إسرائيل منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

هل ماتت اوسلو بالفعل؟ زعم حسين الشيخ في حديثه عبر قناة الجزيرة، أن اتفاقية أوسلو ماتت ودفنت تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية، مضيفًا أن ما يحدث الآن عدوان إسرائيلي شامل على قطاع غزة.

جدير بالذكر أن السلطة الفلسطينية مستمرة بالعمل مع إسرائيل وفقًا لاتفاقيات أوسلو. التصريحات المتلفزة لا تعدو عن كونها بالونات إعلانية، والوقائع على الأرض تشير إلى غير ذلك. موت أوسلو يعني نهاية السلطة الفلسطينية التي تدير مناطق محدودة في الضفة الغربية.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تحت المطرقة الإسرائيلية، ولا يوجد لديها مليون جندي لمواجهة الحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، قال إن السلطة “لا تريد أن ترى في الضفة مشهد القتل والتهجير الذي يحدث بغزة”.

الصورة الكبيرة: تصريحات حسين الشيخ تعكس حالة الارتباك التي تعيشها السلطة الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فبينما تعلن السلطة الفلسطينية عن رفضها للعدوان، إلا أنها تستمر في العمل مع إسرائيل وفقًا لاتفاقيات أوسلو. 

– حرص مسؤولو السلطة الفلسطينية، التي لا تتمتع بسمعة جيدة بين اطياف الجهور الذي تحكمه في الضفة الغربية،  على عدم الظهور الإعلامي خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. 

– ومع تزايد المطالب من الولايات المتحدة بإجراء تعديلات على السلطة الفلسطينية، والتي تتضمن إجراء انتخابات ومحاربة الفساد، وضمان حرية التعبير وتوسيع حرية وسائل الإعلام، أثار ذلك حالة من الارتباك بين مسؤولي السلطة الفلسطينية، خاصة في الدائرة المقربة من رئيس السلطة الفلسطينية. أدى ظهورهم في مقابلات تلفزيونية إلى العديد من الانتقادات والتساؤلات حول شرعية السلطة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي لم تجر إلا مرة واحدة عام 2005.

– ترغب الولايات المتحدة في أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وفي الوقت نفسه، ترى أنه ينبغي إجراء إصلاحات سريعة، حيث لا تعتبر السلطة مؤهلة لهذا الدور. وقد طلب البيت الابيض من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، البالغ من العمر 88 عامًا، “سلطة متجددة”، أي تجديد الهياكل القيادية من خلال إجراء انتخابات جديدة وشاملة، وتنفيذ إصلاحات فعّالة في مؤسسات السلطة.

بدون رقابة
المزيد من الأخبار