حرب بلا رحمة: قدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى “إسرائيل” يوم الثلاثاء، دعمًا قويًا للدولة العبرية في ضوء الحرب والهجمات على غزة. وتطرق ماكرون الى الحفاظ على حقوق المدنيين والسعي لحل سياسي لـ”الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وأجرى ماكرون محادثات مغلقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال له: “أنت لست وحدك”. وأضاف: “يجب أن تكون المعركة بلا رحمة، ولكن ليس بدون قواعد. نحن ديمقراطيون نحارب الإرهابيين، والديمقراطية تحترم قوانين الحرب، وديمقراطيات لا تستهدف المدنيين، في غزة أو في أي مكان آخر”. على حد قوله.
زار ماكرون بعد لقائه نتنياهو القدس حيث قدم التعازي من “دولة صديقة حزينة” على خلفية الهجوم الذي شنته حماس. وقال إن هذا الهجوم هو “صفحة سوداء في تاريخنا”، وأضاف: “بلدانا يجمعهما الحداد”.
مقترحات السيد ماكرون:
– انشاء “تحالفًا” دوليًا لمحاربة “حماس” وتعزيز الاستقرار في المنطقة. يتضمن هذا الاقتراح توسيع نطاق عمل التحالف الدولي الذي انشئ في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا واليمن.
– دعا ماكرون النظام الإيراني وحلفاءه الإقليميين، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، إلى عدم التصعيد.
– أكد ماكرون على أهمية القيام بجهود لإحياء العملية السياسية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال حل الدولتين.
– اعرب ماكرون عن اسفه لمعاناة المدنيين في غزة.
برنامج السيد عباس: بالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال في تصريحات للصحافيين: “الرئيس ماكرون، نناشدكم وقف هذا العدوان”. وجدد السيد عباس تصريحاته وخطته القديمة، حيث دعا إلى تشكيل تحالف دولي لصنع السلام، وطلب تنظيم مؤتمر دولي للسلام.
وأكد ماكرون لعباس أن هجوم حماس على اسرائيل “كارثة على الفلسطينيين أيضا”، وبشأن معاناة الفلسطينيين، قال ماكرون انه “لا شيء يمكن أن يبرر معاناة” المدنيين في غزة. وقارن ماكرون حياة الفلسطينيين بالفرنسيين والاسرائيليين، وقال إن “حياة فلسطيني تساوي حياة فرنسي التي تساوي حياة إسرائيلي”.
لكن اذا كان الرئيس الفرنسي قد دعا الى “حماية إنسانية” فانه لم يذهب الى حد التطرق علنا الى “الهدنة الانسانية” التي يمكن ان تمهد الطريق أمام “وقف اطلاق نار” في المستقبل كما فعلت حكومته.
مهمة الفلسطينيين: ويرى الرئيس الفرنسي أن مستقبل الفلسطينيين يرتبط بمكافحة “للإرهاب لا هوادة فيها ولا لبس”، مشددا على الاعتراف المتبادل بحقوق كل من اسرائيل والفلسطينيين.
وصرح ماكرون “لن يكون هناك سلام دائم إذا لم يحصل اعتراف بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في أن تكون له أرض ودولة. لن يكون ثمة سلام دائم إذا لم يعترف الشعب الفلسطيني وسلطاته بدولة إسرائيل وأهمية وجودها وأمنها”.
ويغادر ماكرون لاحقا الى عمان حيث يلتقي الاربعاء “على الارجح” بحسب الاليزيه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني و”ربما قادة آخرين” من المنطقة، على أن يعود إلى فرنسا في اليوم نفسه.
تأتي زيارة ماكرون بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. وكان أعلن في الايام الماضية انه يريد التوجه الى اسرائيل حين تكون زيارته “مفيدة”.
احداث على على هامش زيارة ماكرون لعباس: نظم عدد محدود من الفلسطينيين احتجاجات في رام الله ضد إيمانويل ماكرون الذي استقبله محمود عباس، يوم الثلاثاء، واعتبر المشاركين زيارة الرئيس الفرنسي “نفاقًا”.
وانتقد المتظاهرين “ازدواجية المعايير في السياسة الفرنسية” عندما تتعلق بالقضية الفلسطينية. وفقا لتقرير نقلته قناة TFIالفرنسية. واشارت القناة في تقريرها، الى مكانة الرئيس محمود عباس بالنسبة للفلسطينيين، وقالت ان عباس مرفوض بأغلبية كبيرة من الفلسطينيين.
المتظاهرون الذين التقاهم مراسل قناة TFIالفرنسية، يعتبرون زيارة الرئيس ماكرون لمحمود عباس “نوعًا من النفاق”. ويعزو المتظاهرون هذا الرأي جزئياً إلى فقدان الرئيس الفلسطيني نفسه للمصداقية. حيث يُشار إلى أن “الفلسطينيين في الضفة الغربية يشيرون في كثير من الأحيان إلى محمود عباس بأنه ‘المنفذ الوكيل للاحتلال'”. ويُقدر أن “78٪ من الفلسطنيين لا يرغبون في استمراره”.