بدون رقابة
نشرت صحيفة يديعوت وثائق تؤكد دعم ياسر عرفات، خلال قيادته للسلطة الفلسطينية، للعمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي. واحدة من الرسائل الامنية الموجهة الى عرفات، تشير الى ان الاجهزة الامنية الفلسطينية دافعت عن خلايا المقاومة ووفرت لهم الحماية.
وتزعم الصحيفة ان الوثائق حصل عليها الجيش الاسرائيلي خلال عملية السور الواقي قبل نحو 20 عام. وتضيف الصحيفة ان الوثائق استخدمت خلال محاكمة مروان البرغوثي وسببت له مفاجئة.
محتويات الخبر
مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية
وخلال اعادة احتلال الجيش الاسرائيلي لمدينة رام الله في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في عملية اطلق عليها الاحتلال الاسرائيلي “السور الواقي” عثرت قوات الاحتلال الاسرائيلي على الوثائق من احدى مقرات السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وتناولت الصحيفة عن المشاركة الفعلية لاجهزة الامن الفلسطينية في الانتفاضة الثانية ضد الجيش الاسرائيلي.
وتقول الصحيفة، “كان أحد الأسئلة الرئيسية التي أزعجت مؤسسة الدفاع خلال الانتفاضة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين هو مدى مشاركة السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية في الترويج لهجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية”.
عملية السور الواقي، اي في ذروة الانتفاضة الثانية، التي أعاد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال المدن الفلسطينية، أتاحت فرصة لوضع يده على مواد يمكن أن تسلط الضوء على خطط القيادة الفلسطينية انذاك وأفعالها بشأن هذه القضية قبل 20 عامًا.
إنجازات ياسر عرفات
كشفت الصحيفة انه تم تجنيد “وحدة خاصة ميدانية ليلية” لنهب الوثائق من مقرات السلطة الفلسطينية (جمع الوثائق والنهب الفني)، وعملت الوحدة على تحديد مكان المواد، تم تجنيد وحدة الاستخبارات الميدانية الليلة الماضية .
واقتحمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، المنشآت الأمنية والمدنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وتم تخزين العديد من الوثائق حيث وصفتها بـ”ذات القيمة الاستخبارية الهائلة” داخل مقار الأجهزة الأمنية ومباني المكاتب.
اخبر احد مؤسسي الوحدة للصحيفة التي نشرت التقرير، ان الوحدة عملت بناء على متطلبات المخابرات الاسرائيلية، حصلت الوحدة على كمية من الوثائق والخرائط.
وقال حاييم ليفي، أحد مؤسسي الوحدة: ”لقد عملنا وفقًا لمتطلبات دائرة المخابرات، وكانت الوحدة مكونة من مقاتلين ومترجمين. انضممنا إلى وحدات النخبة وداخل الهدف نفذنا العملية الاستخباراتية. وبدأنا في فرز الوثائق ذات الصلة على الأرض التي قد تسلط الضوء على نوايا الفلسطينيين، وصادرنا كمية من الخرائط والوثائق وعدنا بها إلى القواعد “.
وتشير الصحيفة الى ان الجيش الإسرائيلي حصل على كميات هائلة من الوثائق الرسمية والمراسلات والخرائط والأسلحة.
وقال ليفي: “لقد أنشأنا مكان خاص في منطقة بيت إيل، تم فيها وضع كميات كبيرة من الصناديق، بما في ذلك جميع المواد التي جمعناها”. “في وقت من الأوقات، لم يكن المكان كافي، لذلك تم إنشاء مكان أخر في “جليلوت”، حيث توجد الوحدة 8200.”
استندت طريقة فرز المستندات إلى عدد من الخطوات. الأولى – فرز الميداني للمواد التي قد تكون ذات صلة. لأن في تلك المناطق كانت هناك معارك بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين، وكان الفرز تمهيديًا وسريعًا. وكانت تمر الوثائق من خلال مترجمون من مختلف الوحدات في المخابرات. وتم تنفيذ المرحلة الثالثة من الفحص التي أقيمت في جليلوت، وكانت معالجة المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها من خلالها، وكانت تحتوي على معلومات ذات قيمة استخباراتية عالية.
وعملت الوحدة لغرض إنتاج معلومات استخبارية في مواقع تستخدم لأغراض عسكرية وتنفيذ هجمات اسرائيلية. واضاف ليفي للصحيفة “داهمنا المخارط التي تصنع فيها الاسلحة ومختبرات المتفجرات. وفي المعامل كنا نأخذ المواد منها واستطاعت المخابرات معرفة قدرات التنظيمات الفلسطينية في انتاج العبوات والاحزمة الناسفة ومن بين امور اخرى: وضعنا أيدينا على كتيبات التدريب على المتفجرات “.
يحيي الفلسطينيون الذكرى الـ17 لوفاة الشهيد ياسر عرفات
تطلب بعض النشاط أيضًا اقتحام حيث يتم تخزين المستندات الحساسة بشكل خاص. قال حاييم: “كان لدينا فريق خاص مهمته اقتحام “الخزائن”. كان الفريق ماهرًا، واستغرق الأمر بضع دقائق”. واضاف “وجدنا في الخزائن وثائق سرية واموال وقوائم نشطاء عسكريين وكتيبات نظرية الحرب وخطط عملياتية لحماية المقاطعة في رام الله”.
لم تنته مداهمات الوحدة فقط بمنشآت قوات الأمن الفلسطينية ومختبرات المتفجرات التابعة لحماس، بل سيطر الجيش الإسرائيلي في تلك الأيام على أجزاء كبيرة من مقر المقاطعة في رام الله، التي حوصر فيها الزعيم الراحل ياسر عرفات.
ويقول شلومو أوهانا للصحيفة، الذي عمل في تلك الأيام كقائد وحدة في الوحدة، “خلال البحث وجدنا وثائق تربط مباشرة بين عرفات والهجمات ومساعديه الذين كانوا جزءًا من سلسلة الهجمات”. “كل المواد التي حصلنا عليها في أنشطتنا تم نقلها، من بين أمور أخرى، إلى الإدارة الأمريكية من قبل رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون”.
الرسالة التي وجهت الاتهام لعرفات
ومن الوثائق التي استولت عليها الوحدة الاسرائيلية، والتي تربط كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية بالإرهاب ومساعدة المطلوبين، رسالة شخصية في كانون الأول (ديسمبر) 2001 موجهة إلى ياسر عرفات تحمل شعار الامن العام الفلسطيني، أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وجاء في الرسالة أنه بناء على طلب عرفات، تمت مراقبة خلية من تنظيم الجهاد الإسلامي تتواجد في مخيم جنين للاجئين، وأن السلطة الفلسطينية مهتمة باعتقال أعضائها لمنع إسرائيل من اعتقالهم أو تصفيتهم. وجاء في الرسالة أن أعضاء الخلية أبدوا استعدادهم للتعاون مع الاعتقال.
وتوضح الرسالة أن السلطة الفلسطينية حاولت إنقاذ خلايا المقاومة، بما في ذلك تلك المرتبطة بفصائل حركتي الجهاد الاسلامي وحماس، من خلال الاعتقال الدفاعي حتى انتهاء الانتفاضة.
اعتقال البرغوثي
كان من رموز الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مروان البرغوثي. حيث اعتقل في عملية خاصة، في حي الطيرة في رام الله. وتشير عدد من الوثائق علاقة البرغوثي بالأنشطة الإرهابية ونقل الأسلحة والمساعدات المالية للمطلوبين. 
في احدى الوثائق المحررة في آب/أغسطس عام 2001، كتاب رسمي صادر عن حركة فتح منطقة طوباس وموجه الى جبريل الرجوب الذي كان يرأس جهاز الامن الوقائي، يُطلب إعادة بندقية من طراز M-16 صادرها جهاز الوقائي الفلسطيني في المنطقة.
وأوضحت الرسالة أن السلاح مملوك لخالد دراغمة الذي كان مطلوبا للاحتلال الإسرائيلي. يوجد في أسفل الرسالة ملاحظة بخط يد البرغوثي، يخاطب فيها جبريل الرجوب، الذي كان وقتها رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، ويطالبه بالتدخل لإعادة البندقية. وفي وثيقة أخرى صادرها ووقعها البرغوثي، منذ شباط 2002، هناك طلب شخصي لياسر عرفات لدفع مبلغ 5000 دولار لسجين أمني مفرج عنه اسمه جمال عودة، مسجون منذ 11 سنة في إسرائيل، مبلغ 5000 دولار لمساعدة بناء منزل.
واستخدمت الوثائق التي استولت عليها الوحدة والتي تربط البرغوثي بالضلوع في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، كدليل في محاكمته.
عملية السور الواقي
وسلطت الوثائق التي تم ضبطها في “عملية السور الواقي” الضوء على الاحتكاكات الداخلية بين كبار أعضاء قوات الأمن الفلسطينية. إحداها رسالة شكوى وقعها قائد الأمن الوقائي في رام الله في تلك الأيام صبري طميزي.
وفي رسالة من تموز (يوليو) 2001، موجهة إلى رئيس العمليات الرئيسية، أعرب عن أسفه لأن أفراد “القوة 17” في بيتونيا يعملون ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من بين منازل المدنيين الفلسطينيين، رغما عنهم.
وتم ضبط وثيقة أخرى هي تعميم من رئيس الشرطة الفلسطينية، غازي الجبالي، يطالب فيه بالحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وعدم إلحاق الأذى به.
قال العميد يوسي كوبرفاسر، رئيس قسم الأبحاث الأمنية خلال العملية، لصحيفة يديعوت إن “الوثائق التي تم العثور عليها خلال فترة عملية السور الواقي، كانت حاسمة لاكمال الصورة الاستخباراتية المتعلقة بتورط السلطة الفلسطينية في تنفيذ هجمات”.
متابعون
عشرون عاما مرت على عملية الدرع الواقي. لقد غيرت القيادة الفلسطينية في رام الله وتغيرت نهجها في التحريض على الهجمات ضد الإسرائيليين. ت
ويقول “حاييم ليفي” للصحيفة إنه إذا أتيحت له الفرصة، فإنه يرغب في مقابلة أبو مازن. “هو الشخص الذي يتحكم في الخيوط. هناك تعاون معه، واليوم يمنعون الكثير من الأشياء”.
أدى الوقت الذي مضى منذ العملية والثورة التكنولوجية إلى عملية تطورية أيضًا في الوحدة نفسها، والتي تعمل الآن ككتيبة مقاتلين داخل الوحدة 8200، وبطريقة مختلفة تمامًا عن ذي قبل.
يد السلطة الفلسطينية تمتد لتفكك مؤسسة ياسر عرفات.. فما القصة؟
