بعد سيطرته على الحكومة لمدة 12 عاما، يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي لحزم امتعته ومغادرة الحياة السياسية، محملاً بالكثير من خيبات الأمل، كان أخرها العدوان على غزة.
في مقابل ذلك، يُنتظر أن تبصر حكومة إسرائيلية جديدة النور قريبا، تضّم ائتلافاً يمينيا متشددا برئاسة زعيم أكثر الأحزاب الإسرائيلية تطرفا وتحيزا نحو الاستيطان، بانتظار مصادقة الكنيست عليها، خلال الأيام القليلة المقبلة.
شكل الحكومة الجديدة
يحظى التيار اليميني المتطرف بثقل راسّخ في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الجديد، الذي يضم، أعضاء المتطرفين من المستوطنين والعسكريين والمتدينين “الحريديم”، برئاسة اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، زعيم حزب يمينا، والذي سيكون رئيسا للحكومة لمدة عامين ضمن اتفاق بالتناوب على رئاستها مع زعيم حزب هناك مستقبل يائير لبيد.
7أحزاب في الائتلاف
اضطر لابيد لتوقيع اتفاقيات منفصلة مع الأحزاب السبعة من أجل بناء الائتلاف. ويضم هذا الائتلاف حزب “أمل جديد” اليميني بزعامة حليف نتنياهو السابق جدعون ساعر وحزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة اليميني القومي أفيغدور ليبرمان.
وانضم أيضا حزب “أزرق أبيض” الوسطي بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس وحزب العمل وحزب ميريتس اليساري.
وثمة تباينات عميقة بين الأحزاب التي ستشكل هذا الائتلاف مثل الموقف من إقامة دولة فلسطينية وموقع الدين في الدولة، بالإضافة إلى قيمها التي تتراوح بين الليبرالية والاشتراكية.
كما وافقت القائمة العربية الموحدة في وقت متأخر الأربعاء على الانضمام إلى الائتلاف.
الحكومة الجديدة وموقفها من الاستيطان
يقول مختصون في الشأن الإسرائيلي إنه من المرجح، أن تشهد الحركة الاستيطانية والتهويدية في فلسطين نشاطا ملحوظا، في عهد رئيس الحكومة الجديد بينيت، الذي يعتبر حامل لواء اليمين الإسرائيلي المتدين، والذي يؤيد بشدة إقامة المستوطنات ومخطط الضم الإسرائيلي لمعظم أراضي الضفة الغربية، وتهويد القدس المحتلة.
مسار بينت حافل بالكثير من سياسات الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية، فضلا عن تحريضه المستمر دوما لخوض الحرب على غزة، وهو يتوافق مع بذلك مع فكر وسياسة نتنياهو.
موقف الحكومة الجديدة من الدولة الفلسطينية
يقول المختص في الشأن الإسرائيلي محمد علان، أن سياسية اسرائيل تجاه الفلسطينيين بعد انتهاء عهد نتنياهو لن تتغير، مبيناً أن برنامج الحكومة الجديدة يحمل نفس أفكار حكومة نتنياهو، وقد تكون أخطر على الفلسطينيين.
وبيّنَ أن بينت يسعى في برنامجه السياسي لضم المناطق المصنفة “ج” (c) والتي يبلغ مساحتها 61%، وترك المناطق “أ” و “ب” للفلسطينيين، مقابل الاستمرار في الاستيطان، كما يعرف عنه رفضه المطلق لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لقناعته أن هذا الأمر يشكل ذلك انتحارا لدولته.
وفي مقال لها في صحيفة الغارديان البريطانية تقول، دانييلا بيليد بعنوان: “لا تتوقعوا أن يغير رحيل نتنياهو مسار السياسة في إسرائيل تجاه الفلسطينيين”.
وتقول الكاتبة إنه سيكون من المشجع الاعتقاد بأن الاضطرابات الهائلة الجارية في السياسة الإسرائيلية بإطاحة بنيامين نتنياهو تشير أيضا إلى تحول زلزالي في الثقافة السياسية، وأنها قد تكون خطوة نحو إنهاء حكم إسرائيل على ملايين الفلسطينيين.