بدون رقابة
حملت كعكة عيد الميلاد وملابس جديدة اشترتها هدية، ثم ذهبت إلى بيت خطيبها، لتحتفل بعيده ميلادة الثاني والعشرين وسط أجواء من الحب والفرح.
بعد ساعات من الاحتفال بخطيبها عادت الى بيتها فرحة، والسعادة تغمرها، ثم فتحت هاتفها، ونشرت على صفحتها على الفيسبوك، “كل عام وأنت حبيبي، كل عام وأنت بالقلب مسكنك”.
لم تكن تدرك “دنيا خلف” ان خطيبها “اسامة” كان قد امضى معها الساعات الاخيرة في تلك الليلة، لتستيقظ في الصباح التالي على خبر بدد كل أحلامها التي نسجتها رفقة خطيبها.
الخطيب أصبح شهيدا، بعد اللقاء الأخير الذي جمعهما، حيث كانا ينتظران زفافهما في الــ 29 من الشهر المقبل، أي بعد نحو شهر من الان.
خطيبة أسامة صبح
في فلسطين، لا يخلو بيت من شهيد أو اسير أو جريح، كما أن لكل شهيد حكاية، ولأن لكل شهيد قصة، فالشهيد أسامة صبح، يحمل حكاية خاصة جدا، مرتبطة بالزواج الذي هو حلم منتظر لكل شاب وفتاة.
الشهيد أسامة بات يحمل لقب”العريس المشتبك”، فارتقى شهيدا عقب اصابته برصاص الاحتلال في رأسه أثناء اقحتام منزله ومحاولة اعتقاله.
جنازة الشهيد أسامة صبح
كما هو الحال في وداع أي شهيد فلسطيني يرتقي دفاعا عن فلسطين، كان وداع الخطيبة دنيا لخطيبها الشهيد، الدموع والبكاء والحسرة، كلها اثار فاجعة تسيطر على وجه الخطيبة التي لا تصدق شيئا، فلا أصعب من لحظات الفرح التي تنتهي بكابوس كبير.
فبدلا من أن تلبس دنيا الفستان الأبيض أمام منزل عائلتها لتستقبله عريسا في يوم زفافها، توشحت اللون الاسود ووقفت امام منزل عائلة خطيبها في صورة معكوسة لتستقبله شهيدا وتودعه بلا عودة أو لقاء اخر.
أحلام تتبخر
في فلسطين، كثيرة هي الاحلام التي لا تكتمل، ليس لأنها مجرد أوهام، بل لأنها تصطدم بوحشية الاحتلال.
الشهيد أسامة صبح وخطيبته دنيا هي واحدة من الأحلام الكثيرة التي قتل الاحتلال الفرحة فيها،وحولّها إلى بيت عزاء وبكاء.
إقرأ المزيد: خمسة شهداء بالضفة الغربية.. أحدهم كان يستعد لحفل زفافه