بدون رقابة
منح البرلمان اللبناني ثقته لحكومة نجيب ميقاتي الجديدة التي تشكلت بعد فراغ حكومي دام أكثر من 13 شهرا، بأغلبية 85 عضوًا ومعارضة 15 في جلسة برلمانية استغرقت ثماني ساعات. تتألف الحكومة الجديدة التي تنتظرها مهمات صعبة أبرزها الإنهيار الاقتصادي.
تتكون حكومة ميقاتي من 24 وزيرًا، بينهم إمرأة واحدة، وتولى الحكومة أهمية كبرى، كونها ستقدم على استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، من أجل التوصل إلى اتفاق لتقديم قروض ممن شأنها أن تساعد لبنان المنهار من حل أزماته الإقتصادية التي تتراكم يومًا بعد يوم.
بعد مناقشة البيان الوزاري، وفقا لـ فرانس 24، خلال جلسة طويلة استغرقت ثمانية ساعات، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن 85 نائبًا فقط منحوا ثقتهم للحكومة الجديدة.
أزمة لبنان
لكن اللافت في الأمر، أن أزمات لبنان ألقت بثقلها أيضًا على جلسة التصويت في البرلمان يوم أمس الإثنين 20 أيلول سبتمبر، حيث تم تأجيل التصويت إلى مساء الإثنين بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وقالت سي أن أن عربية، أن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى تأخير تصويت البرلمان اللبناني، على الثقة في الحكومة الجديدة بعدما اجتمع أعضاء البرلمان في قصر اليونسكو بالعاصمة بيروت للتصويت على تشكيل الحكومة الأولى منذ أكثر من عام.
تشكيل الحكومة ومنحها الثقة ليس كافيا لخروج لبنان من أزماته المتراكمة، بل سيكون على الحكومة الجديدة مهمات صعبة وستواجه تحديات كثيرة، أبرزها الانهيار الاقتصادي، الغارق في أزمة وصفها البنك الدولي بأنها الأسوأ منذ 1850.
وقالت مهى يحيى مديرة مركز كارنيغي في الشرق الأوسط: “إن الأولوية للحكومة هي احتواء الانهيار”. ويعتبر محللون لبنانيون ودوليون أن استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات دولية صار أمرًا ضروريًا للبنانيين.
الليرة اللبنانية
كما أن تحقيق استقرار العملة الوطنية من أبرز التحديات أمام الحكومة الجديدة، حيث وصلت الليرة اللبنانية حاجز 20 ألف ليرة مقابل الدولار قبل تشكيل الحكومة بيومين، ووصلت إلى 15 ألف ليرة بعد تشكيلها.
وسيقع على عاتق الحكومة توفير الإحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والطبية لللبنانيين بسبب الشح الذي يطال مواد رئيسة مثل الحليب والخبز.
وبحسب مرصد الأزمات في الجامعة الأمريكية في بيروت، فقد قفزت تكلفة الغذاء بنسبة 700% خلال العامين الماضيين، ويعيش 78% من اللبنانيين حاليًا تحت خط الفقر في مقابل 30% قبل الأزمة وذلك بحسب تقرير للأمم المتحدة.
إضافة إلى ذلك كله، يتعين على الحكومة أن تجد حلولًا لمشكلات الوقود والكهرباء التي تعرّض الصحة العامة للبنانيين للخطر. فأزمة الكهرباء والوقود ألقت بظلالها على سير عمل المستشفيات والشركات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية.
إقرأ المزيد: لبنان في حالة “سقوط حر” ويجب ألا يتحول إلى “قصة مرعبة”
التفاؤل بحكومة نجيب ميقاتي لا يبعث على انهاء الأزمة بسرعة، خاصة وأنها متجذرة في النظام التحاصصي للأحزاب الحاكمة التي هيمنت مرة أخرى على الحكومة. وفي حديث لنجيب ميقاتي قال أن اعادة إحياء المحاصصة السياسية في حكومته مبرر لأن لبنان بأمس الحاجة لتشكيل حكومة للخروج من الأزمات المتعاقبة.
على الصعيد السياسي سيتعين على حكومة نجيب ميقاتي استعادة الثقة المفقودة في الدولة بعد احتجاجات 17 تشرين الثاني 2019 ، وفشل الدولة في إيجاد أي حلول لمشكلات اللبنانيين، وبعد انفجار بيروت الذي لا زال التحقيق فيه يراوح مكانه دون نتائج واضحة.
كما أنه سيتعين على الحكومة الجديدة أن تمهد الطريق للانتخابات التشريعية المقبلة.
وكان ميقاتي قد وعد في خطابه بعد نيل الثقة بتذليل كل العقبات لاجراء الانتخابات النيابية اللبنانية، ووقال انها ستقام في موعدها المحدد.