بدون رقابة
بيرنز اجتمع مع فرج قبل لقائه مع عباس الذي طلب منه التوسط مع اسرائيل لوقف اجراءاتها.
تنسيق مشترك لخفض التصعيد: التقى محمود عباس مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، وبحثا سبل خفض التصعيد الميداني. تأتي زيارة وليام بيرنز قبل نحو يومين من اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارات أميركية مكثفة إلى المنطقة.
لقاء عباس مع بيرنز بعد أيام من مزاعم السلطة الفلسطينية وقفها التنسيق الامني مع اسرائيل، وقتل الجيش الاسرائيلي لاكثر من 30 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري. وقتل الجيش الاسرائيلي نحو 250 خلال العام الماضي.
ماذا يعني تعليق التنسيق الامني: أفاد مراقبون أن السلطة الفلسطينية لم تجرؤ في الواقع على تعليق التنسيق الأمني، ما حدث هو عرض اعلامي، وقد يكون منسق له، لخفض حدة الانتقادات التي تواجه السلطة الفلسطينية التي تعاني من تراجع في شعبيتها بشكل يومي.
تعليق التنسيق الأمني يعني مزيد التصعيد. وبشأن لقاء بيرنز مع رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، فهو في إطار الترتيبات الخاصة استمرار عمل التنسيق الأمني والعمل المشترك للحيلولة دون تدهور الأوضاع الميدانية المتوترة بالفعل.
ماذا طالب عباس: وطالب عباس بيرنز “بالتدخل العاجل للضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها أحادية الجانب، والتزام الاتفاقات الموقعة”، مؤكداً “ضرورة عودة الأفق السياسي على أساس الشرعية الدولية، بما يحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة”.
مزاعم جديدة بحاجة الى الوقت:وذكرت صحيفة اندبندنت عربية، في تقرير بهذا الخصوص، ان واشنطن عارضت قرار وقف التنسيق الأمني، وطالب بيرنز السلطة بالتراجع عن ذلك، فالولايات المتحدة ترى أنه “من المهم جداً أن تحتفظ الأطراف بالتنسيق الأمني، بل وتعميقه” بحسب مساعدة وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بابرا ليف التي قالت إن بلينكن سيتحدث في شأن ذلك مع الجانبين.
وتضيف الصحيفة، أن السلطة الفلسطينية أبلغت بيرنز، وستبلغ بلينكن “رفضها استئناف التنسيق الأمني في ظل استمرار إسرائيل بالقتل اليومي للفلسطينيين واجتياح المدن والبلدات الفلسطينية وهدم المنازل وبناء المستوطنات وتغيير الوضع التاريخي القانوني للمسجد الأقصى”.
ونقلت “اندبندنت عربية” عن مسؤول فلسطيني لم تكشف هويته، إن عباس سيطلب من الإدارة الأميركية خلال اجتماعه مع بلينكن “الضغط على إسرائيل كي توقف بشكل كامل إجراءاتها الأحادية ضد الفلسطينيين، مشدداً على أن ذلك سيكون المحور الأساسي في المباحثات.
وأكد المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، وفقا للصحيفة، أن قضية التنسيق الأمني مع إسرائيل أصبحت “من الماضي، فالمطلوب في هذه المرحلة وقف كامل الأعمال الأحادية الإسرائيلية، وعندها فقط تصبح الأرضية ممهدة للحديث عن العلاقات الثنائية”.
وأوضح أن دعوة الإدارة الأميركية إلى خفض التصعيد “يجب أن تنتج هدوءاً دائماً، وليس لعدة أيام تعود بعدها إسرائيل إلى اجتياح المدن وقتل الفلسطينيين، وهدم المنازل”.
وتعهد المسؤول الفلسطيني “اتخاذ إجراءات أحادية في المؤسسات الدولية كمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وخطوات أخرى في حوزة القيادة في حال استمرت إسرائيل في إجراءاتها الأحادية”.
علاقات امنية لم تتوقف: ومع أن العلاقات الأميركية – الفلسطينية قطعت خلال معظم ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلا أن الاتصالات بين جهازي الاستخبارات في البلدين لم تتوقف حينها.
وقال عباس إن فلسطين “لديها اتفاقات لمحاربة الإرهاب والعنف مع 85 دولة في العالم على رأسها الولايات المتحدة”، مشدداً على أن السلطة “من حيث المبدأ ضد الإرهاب والعنف”.
ومن المقرر أن يلتقي عباس وزير الخارجية الأميركي في رام الله، غداً الثلاثاء، عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب التي يصل إليها، اليوم الإثنين، من القاهرة، حيث بدأ جولة إقليمية.
ومع أن بلينكن سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الملف الإيراني والوضع الداخلي الإسرائيلي، إلا أنه سيطالب الفلسطينيين “باتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد”، وفق وزارة الخارجية الأميركية.
ومنذ يوم الخميس الماضي تواصل القيادة الفلسطينية برئاسة عباس عقد سلسلة اجتماعات يومية لبحث آخر الأحداث، والتطورات السياسية والاتصالات الدولية.