رفض المقترح المصري: أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها محمود عباس، يوم الاثنين، رفض “المبادرة المصرية” التي اقترحتها القاهرة، وتضمنت 3 مراحل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وناقشت اللجنة التنفيذية للمنظمة، التي اجتمعت برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، “ما تم نشره في وسائل إعلامية عن ورقة مبادرة تتحدث عن ثلاث مراحل، بما فيها الحديث عن تشكيل حكومة فلسطينية لإدارة الضفة وغزة بعيداً عن إطار مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد”، في إشارة ضمنية إلى “المبادرة المصرية”. وفقا لتقرير اوردته قناة الشرق.
وقالت اللجنة إنها “قررت رفض المبادرة المصرية، وتشكيل لجنة من أعضائها لمتابعة ما يترتب عليها من مخاطر تمس مصالح الشعب الفلسطيني العليا وحقوقه الوطنية الثابتة، والتمسك بالرؤية السياسية الشاملة التي تؤكد على الموقف الفلسطيني الثابت”.
ولم تأت “المبادرة المصرية” التي كشفت عنها “الشرق”، الأحد، على ذكر وجود دور مباشر من عدمه لمنظمة التحرير الفلسطينية، ضمن الترتيبات المقترحة، ومن بينها إقامة حوار وطني فلسطيني لـ”إنهاء الانقسام”، لكن بيان اللجنة التنفيذية للمنظمة من رام الله، يعطي انطباعاً بأنها اعتبرت ما ورد في المبادرة إغفالاً لدورها.
حماس والجهاد وإسرائيل يدرسون المبادرة: اشارت قناة الشرق، ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عادة إلى العاصمة القطرية الدوحة الأحد، عقب انتهاء مباحثات استمرت 4 أيام في العاصمة المصرية، للتشاور مع قيادة الحركة بشأن ورقة المبادرة المصرية.
وتوجه بعدها وفد من حركة الجهاد برئاسة الأمين العام زياد النخالة، إلى القاهرة، لتقديم رؤيته بشأن وقف الحرب.
نفي انباء رفض المقترح المصري: ونفى مسؤولون من حركتي حماس والجهاد، ما نشرته “رويترز” نقلاً عن مصادر مصرية بشأن رفض الحركتين “اقتراحاً مصرياً بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار”.
وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إنه “لا علم للحركة حول ما نشرته وكالة رويترز”، مجدداً “التأكيد بأنه لا مفاوضات إلّا بوقف شامل للعدوان”. وأشار إلى أن “قيادة الحركة تسعى بكل قوة لوقف العدوان والمجازر على شعبنا بشكل كامل وليس مؤقتاً”.
وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد، محمد الهندي، الاثنين، رداً على التقرير ذاته، إنه “لا علم لنا بما نشرته رويترز”، مشيراً إلى أن الفصائل ستدرس “المبادرة” لإعلان موقفها. وأعرب عن ترحيبه بـ”أي جهد لوقف العدوان قبل الحديث عن تبادل الأسرى”.
وكانت قناة الشرق أفادت في وقت سابق، عن مصادر وصفتها بالمُطلعة لم تكشف هويتها، بأن حركة حماس أبدت موافقة على المقترح المصري بشأن تشكيل حكومة “تكنوقراط” بعد انتهاء الحرب على غزة، لتولي إدارة الضفة الغربية والقطاع، إلى جانب مهام إعادة الإعمار والإيواء.
وفي إسرائيل، كانت المبادرة المصرية على طاولة مجلس الحرب في اجتماعه الاثنين، ووصف مسؤول إسرائيلي المبادرة بأنها “أولية”، ولكنه اعتبر أن تقديم مصر للاقتراح “أمر مهم وإيجابي”.
وسط ذلك، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، بمواصلة القتال ضد حركة حماس، وأبلغ المشرعين من حزب ليكود الذي يتزعمه أن الحرب لم تنته بعد، ورفض ما وصفه بأنه تكهنات إعلامية بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال. وقال إن “إسرائيل لن تنجح في تحرير ما تبقى من الرهائن دون ممارسة ضغط عسكري”.
تفاصيل المبادرة المصرية: وتتضمن المرحلة الأولى من المبادرة التي طرحتها القاهرة، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها “حماس” سراح 40 من المحتجزين الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن خصوصاً المرضى.
وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 أسيراً فلسطينياً من نفس الفئتين، ويتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية، والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة.
فيما تقترح المرحلة الثانية، إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف “إنهاء الانقسام”، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.
وتدعو المرحلة الثالثة من المبادرة إلى وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى “حماس” وحركة “الجهاد”، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.
رفض التهجير القسري
من جهة أخرى، عبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مجدداً عن “رفضها لمحاولات التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج الوطن”، مشيرة إلى أن “هذا الموقف تطابق مع مواقف الأشقاء في مصر والأردن”.
وأكدت اللجنة التنفيذية على “استمرار التنسيق لتوحيد الموقف العربي لمجابهة العدوان الصهيوني المدعوم من أميركا، والذي أثبت نتائجه كما جرى مؤخراً على الصعيد الدولي في الأمم المتحدة”.
وأعربت عن “تقديرها للجهود التي قامت بها اللجنة العربية الإسلامية، والتي شُكلت في مؤتمر القمة العربي الإسلامي الذي عقد مؤخراً في السعودية، من أجل التواصل مع أطراف المجتمع الدولي في العالم”.
وشددت اللجنة التنفيذية، في اجتماعها، على ضرورة قيام المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، باتخاذ كل الإجراءات من أجل سرعة إمداد قطاع غزة بالاحتياجات الغذائية والصحية الحقيقية والكاملة لكافة مناطق قطاع غزة وعلاج الجرحى.