بدون رقابة
التهديد ببقاء السلطة: السلطة الفلسطينية مهددة بالانهيار ، وفي أحيان أخرى يهدد الفلسطينيون (قيادة السلطة الفلسطينية) أنفسهم بحل السلطة الفلسطينية وترك المسؤولية للإسرائيليين لإدارة شؤون الشعب الفلسطيني ، والعديد من الشعارات ، إذا جاز التعبير ،التي لوح بها الرئيس الفلسطيني محمود على خلال السنوات الماضية.
وفي استعراض لآخر مقابلة تلفزيونية مع الرئيس الفلسطيني ، هي المقابلة التي أجرتها ميسون عزام على قناة العربية، في 7 ديسمبر/كانون الأول 2022. الزميلة عزام تسأل رئيس السلطة عباس ، السيد الرئيس: قلتم إننا ملتزمون بالاتفاقيات التي وقعناها ، وكنتم ألمحتم أكثر من مرة بحل السلطة ، ووقف التنسيق (التنسيق الأمني مع إسرائيل) ؟!
يجيب عباس مشيرا بيديه الى نفسه: “احنا نحل السلطة؟.. لأ طبعاً!” احنا بنحلش سلطة..”احنا السلطة بنيناها بجهدنا وتَعَبنا وشهدائنا، السلطة باقية، والدولة الفلسطينية موجودة”.
انكار تصريحات وثقتها وسائل اعلام: انكر الرئيس عباس البالغ من العمر 87، التصريحات التي ادلى بها ونقلتها وسائل الاعلام العالمية في مناسبات مختلفة. وقال عباس ان الدولة الفلسطينية موجودة. لكن من غير الواضح بالفعل حقيقة وجود الدولة التي يقصدها الرئيس عباس.
فعلى سبيل المثال، المدن الفلسطينية التي تتواجد فيه المؤسسات الرسمية وافراد الامن الفلسطيني مقَطعّة الاوصال بالفعل، وقرابة 700 الف مستوطن في الضفة الغربية يتنقلون بين المستوطنات الاسرائيلية المقامة على سفوح الجبال في كافة المناطق المحتلة عام 1967، وهي المساحة الجغرافية التي يتوقع ان يقام عليها دولة فلسطينية.
ليس هذا فسب، بل انكر عباس كليا انه وضع “استمرار السلطة الفلسطينية”على الطاولة، كخيار ضمن خيارات اخرى في المساومة و او المفاوضة مع الاسرائيليين والامريكيين.
“انه أضعها اه اه.. لا اطلقا”، يجيب عباس بـ”الانكار” انه وضع استمرار السلطة كخيار”.
الاتفاقات مع اسرئيل: يقول عباس ان اهم اتفاق مع اسرائيل، هو اتفاق اوسلو. وقال: “بالنسبة للاتفاق بينّا وبينهم اللي هو اوسلو، ولو نرجع لاتفاق اوسلو.. كل ما ورد فيه، اسرائيل الغتُه” (..) “احنا الان بصراحة في فلسطين دولة كاملة الكيانية، فيها كل شيء.. كل شيء، بس ناقصها شيء واحد.. يخرج الاحتلال، احنا دولة، كاملة ال ال ال.. العناصر، فيها كل شيء، بس نخلص من الاحتلال”.
الخيارات: مضى على تسلم عباس زمام السلطة الفلسطينية 18 عام، خلفا لرئيس السلطة الفلسطنية وزعيم حركة فتح الراحل ياسر عرفات، لا بد من طرح تساؤلات عن والخيارات التي يملكها رأس الهرم الفلسطيني اليوم، نظرا لعدم تحقيق ما يمكن ذكره من انجازات حقيقية.
يجيب عباس، ردا على سؤال حول الخيارات التي لم تطبق الى الان، بالقول:” بالنسبة للخيارات اللي لم تطبق الى الان، بدنا نحاول، كيف؟ انه احنا أولاً بدنا نحاول مع العالم، طبعا اخوانا معنا، اخوانا العرب معنا، ولكن احنا بنحكي مع العالم.. لنقنعه.. بالرواية الفلسطينية.. ليفهم انه في شعب فلسطيني.. ليفهم انه هذا الشعب اله حقوق، وانه موجود منذ الازل، احنا موجدين منذ الكنعانيين”.
يتحدث عباس، بعد مضي 18 عام على تسلمه السلطة، عن “محاولات” سيقوم بها، لم يحدد متى متى وكيف، وفضاء مفتوح لا يضم برنامج واقعي، ولا اوراق لدى السلطة الفلسطينية!
التنسيق الامني: تثير عملية التنسيق الامني التي تجريها السلطة الفلسطينية مع الاجهزة الامنية الاسرائيلي، وهي جهة تحتل الاراضي الفلسطينية، وكذلك مع الولايات المتحدة الامريكية، تساؤلات ورفض شعبي. اذ تلف تلك العملية الكثير من الغموض. والسلطة الفلسطينية متهمة اليوم بالخيانة، على خلفية التعاون الامني مع “الاحتلال”.
بالنسبة للرئيس عباس، ان لديه نظريه بشأن التنسيق الامني، وهي محاربة “الارهاب اينما كان”.
تناقض في دقائق: في بداية المقابلة، اكد عباس انه اسرائيل غير ملتزمة بكل ما جآء في اتفاقية اوسلو، والتي اعتبرها عباس اهم اتفاقية مع اسرائيل. وزعم بعد دقائق في المقابلة ذاتها، انه سيلغي التزامه بالاتفاق الامني مع اسرائيل.
يقول عباس: احنا عنا نظرية.. انه محاربة الارهاب اينما كان.. وهو في نقطة مهمة يمكن ما في حد بيعرفها.. احنا عاقدين اتفاقيات.. لمحاربة الارهاب والعنف مع 85 دولة في العالم.. على رأسها مين؟ الولايات المتحدة.. وكندا وبريطانيا وروسيا واليابان.. واليوم اليوم اخر شي وقعنا مع قبرص.. فإحنا من حيث المبدأ ضد الارهاب وضد العنف.. وايضا مع اسرائيل ضد الارهاب وضد العنف.. واذا استمرت اسرائيل بتصرفاتها ليش اكمل، ليش اكون ملتزم بالاتفاق الامني، فانا بالغي التزامي الامني اذا استمرت اسرائيل تضرب الحائط كل القضايا الانسانية والسياسية اللي بينا وبينهم.
مطالبة بوقف التنسيق والمطالبة بوقفه: شكك عباس في ان يكون التنسيق الامني يضر بمصلحة الشعب الفلسطيني، وطالب بعدم القلق من ان يشكل التنسيق الامني خطرا او تقييدا للفلسطينيين.
ويجيب عباس على سؤوال حول “التهديد بوقف التنسيق الامني، ومطالبة البعض بوقف التنسيق الامني، كونه يرى انه ضد المصلحة الفلسطينية، والبعض يرى ان الفلسطيني لا يستطيع ان يتنفس الا من خلال هذا التنسيق”: لا ابدا بنتنفس لا تخافي، بنتنفس بيه وبلاه (اي من خلاله وبدونه) ما احنا أبلُه كنا نتنفس، وشعبنا موجود بيقارع الاحتلال، كان يقارع بقوة السلاح، هلأ احنا بنقارع بقوة المقاومة الشعبية السلمية التي لا تقل عن السلاح.. الان المقاومة الشعبية في كل مكان .. في كل مكان في فلسطين.. ولها اثارها ولها نتائجها التي يلمسها الاسرائيليون انفسهم”.
انا لا أطبع: يرى الرئيس عباس ان التطبيع من حيث المبدأ مرفوض، ولكنه مع المبادرة العربية التي اطلقت مطلع الالفية الثالثة. تلعثم “عباس” عند الاشارة الى تطبيع عدد من الدول العربية مع اسرائيل مؤخرا.
لقد باركتم تطبيع المغرب مع اسرائيل، وبالنسبة لتركيا كذلك، وزرتم تركيا. لكن ماذا عن علاقاتكم مع اسرائيل، واللقاءات الامنية والسياسية وتقديم العزاء بوفاة اسرائيليين ؟ يجيب عباس، ان اعيش تحت الاحتلال، انا لا اطبع. لكن ايش بسوي اكثر من هيك (..) ايش بئدر اعمل.