بدون رقابة
قال مسؤول دفاعي إسرائيلي سابق في مقالة نشرتها صحيفة “اسرائيل هيوم” العبرية، “إن إسرائيل يجب أن تحافظ على سياسة انتقامية صارمة ضد حركة حماس في قطاع غزة، بهدف منع المنظمة التي وصفها بـ”الإرهابية” من تعزيز وضعها في الضفة الغربية، مع احتدام الصراع على السلطة حول من سيخلف زعيم السلطة الفلسطينية المُسن محمود عباس.
ويرى ديفيد هاشم، الذي عمل سابقا مستشارا في الشؤون العربية لسبعة وزراء دفاع إسرائيليين، وباحث مشارك كبير في معهد ميريام، “إن من المصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل بذل كل جهد لمنع القوى المتطرفة المعادية من استغلال حقبة ما بعد عباس لتنمو أقوى في الضفة الغربية، وخاصة حماس.
يرى ديفيد ان على “اسرائيل” ان ترد على عملية اطلاق صواريخ من غزة. وقال “إذا كان هناك إطلاق صواريخ من غزة، فعلى إسرائيل أن ترد على كل هجوم. ولا يمكنها أن تبتعد دون رد”.
يعتقد ديفيد ان الضغط الاقتصادي لا يؤثر على حركة حماس في غزة، وقال أن “التجارب السابقة أظهرت أن الضغط الاقتصادي لا يؤثر على سلوك حماس ولم يثبت نفسه كصيغة يمكن أن توقف عداء حماس وعدوانها”. ويضيف ديفيد ان “حماس أضعف بكثير عسكريًا مما هي عليه في غزة، لكن تحريضها المستمر يدفعها إلى رفع رأسها” هناك أيضًا.
“ليس هناك شك في أن استراتيجية حماس هي توسيع سيطرتها وليس أن تظل محصورة في غزة فقط”. يقول ديفيد، وحسب تقييمه، فإن الهدف الاستراتيجي للحركة هو التغلب على العقبات التي تعترض هيمنتها على الساحة الفلسطينية، والسيطرة على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وهو أمر لن تسمح إسرائيل بحدوثه.
إلى جانب عناوين الاشتباكات بين المشاغبين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في الحرم القدسي خلال شهر رمضان، فإن الموضوع الرئيسي اليوم على الساحة الفلسطينية، هو من سيخلف عباس.
محمود عباس
وقال ديفيد هشام ان “الاحساس اليوم اننا نقترب من نهاية عهد عباس.” ويضيف: “لا شك في أن عباس في منطقة الشفق من حكمه ويقترب من نهاية قبضته على المناصب المركزية الثلاثة التي يتولاها وهي رئاسة السلطة الفلسطينية، رئاسة حركة فتح ورئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “.
في نوفمبر تشرين الثاني سيدخل عباس عمر الـ 87 عاما يرافقه إجهاد بدني شديد، مشاكل صحية مزمنة في، خاصة في القلب والرئة. واشار ديفيد في مقالته ان عباس نجا من نوبة سابقة مع سرطان البروستاتا.
اما عن نهاية حقبة عباس من الحكم، يرى ديفيد ان هناك سيناريويهن رئيسيين قد يتبعان خروجه من السلطة. الاول تغيير سلس نسبيًا للحرس إلى قيادة جديدة تحمل وجهات نظر مماثلة له. والسيناريو الثاني هو مرحلة فوضى عنيفة من الاشتباكات بين من سيخلفونه للوصول الى هرم السلطة ومعسكراتهم. والسيناريو الثاني يضم ايضا حركة حماس التي وصفها بـ”المتطرفة”، وستعمل على استغلال الفوضى للتأثير على العملية وتعزيز مكانتها.
ويدرك عباس اليوم ان نهاية حقبته قاربت على النهاية، وبدأ لاستعدادات لتعزيز سيناريو انتقال سلس للسلطة، بما في ذلك تعيين كبار المسؤولين الفلسطينيين المقربين منه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مثل حسين الشيخ الذي المسؤول عن التعاون والتنسيق مع اسرائيل.
في آذار / مارس، عيّن عباس الرئيس السابق للمجلس التشريعي الفلسطيني، روحي فتوح، في منصب رئيس المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. تعتبر هذه الخطوة مهمة منذ عام 2004، حيث عمل فتوح كرئيس مؤقت للسلطة الفلسطينية بعد وفاة عرفات، مما أتاح انتقالًا سلسًا للسلطة إلى عباس في عام 2005 بعد الانتخابات الفلسطينية. ولم تجر أي انتخابات منذ ذلك الحين.
و خلال السنوات الـ 17 التي قضاها عباس في السلطة منذ وفاة سلفه ياسر عرفات في عام 2004، لم يحقق عباس إنجازات سياسية مهمة باسمه، لكنه حفاظ على الوضع الراهن.
قال هشام إن فترات الجفاف الدبلوماسي لعباس خلال السنوات التي شغل فيها بنيامين نتنياهو منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي تستمر اليوم مع رئاسة نفتالي بينيت، على الرغم من الاجتماعات الأخيرة بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية وعباس.
يسعى عباس إلى أن كل سيناريو من تغيير الحرس ان لا تقترن “بتلطيخ” اسمه والإضرار بإرثه”.. واضاف ديفيد ان “من وجهة نظر عباس، انه من المهم ايضا الحفاظ على مصالح عائلته ونجليه طارق وياسر”.