قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس انه يرفض إجراء الانتخابات التشريعية دون مشاركة القدس وذلك لما وصفه برفض إسرائيل طلبه مشاركة القدس حسب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.
وقال عباس إنه تسلم اليوم الخميس رسالة من الجانب الاسرائيلي تفيد بعدم وجود حكومة إسرائيلية لتقرر إذا كانت تسمح للفلسطينيين بإجراء الانتخابات التشريعية في مدينة القدس أم لا.
وأضاف عباس في بداية اجتماع القيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة برام الله “هذا نص الرسالة نحن (إسرائيل) نأسف يا جيراننا الأعزاء أننا لا نستطيع أن نعطيكم جوابا على القدس… السبب ليس لدينا حكومة لتقرر”.
وتابع عباس قائلا “نحن (إسرائيل) مشغولون في الانتخابات وإذا مشغولون في الانتخابات ما في حكومة تستمر حتى تجري الانتخابات وتشكل حكومة أخرى كما جرت العادة وقالوا هذا هو جوابنا ونأمل أن تقتنعوا به”.
وقاطعت حركة حماس الاجتماع وقالت إنها لن تمنح غطاء لتأجيل الانتخابات. وفي وسط مدينة رام الله، تظاهر المئات للمطالبة بعدم تأجيل الانتخابات.
وفي مدينة غزة تظاهر الالاف يوم الخميس، امام مقر لجنة الانتخابات الفلسطينية، للدعوة الى عدم تأجيل الانتخابات.
وقال عباس”كان جوابنا الحقيقي ما حد بضحك علينا هذا كلام فاضي لا يمكن أن نقبل به ولا يمكن أن نسمح به ولا يمكن أن يمر علينا لأنه كلام فاضي”.
وأوضح عباس قائلا “أمام هذا الموقف من القدس إلى الآن لا موافقة إطلاقا… لو اجت إسرائيل بعد أسبوع وقالت احنا موافقين على القدس بنعمل انتخابات بعد أسبوع”.
وبث التلفزيون الرسمي الفلسطيني كلمة عباس في بداية الاجتماع قبل أن يتحول الاجتماع إلى مغلق لمناقشة اتخاذ قرار بالمضي قدما في الانتخابات التي كانت مقررة في 22 من الشهر القادم أو تأجليها إلى وقت لاحق.
تأجيل الى اجى غير مسمى
أعلن محمود عباس في كلمة بثها التلفزيون اليوم الخميس تأجيل الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة أهل القدس الشرقية.
وقال عباس “أمام هذا الوضع الصعب قررنا تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة القدس وأهلها في هذه الانتخابات، فلا تنازل عن القدس ولا تنازل عن حق شعبنا في القدس في ممارسة حقها الديمقراطي”.
وجاء القرار بعد ساعات من الاجتماع المغلق للقيادة في مقر الرئاسة في رام الله .
لا انتخابات منذ البداية
قال المؤرخ الإسرائيلي إيال زيسر في مقال نشر نشرته صحيفة “اسرائيل اليوم” إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بدأ يبحث عن سلم لإنزاله عن شجرة التورط بالدعوة للانتخابات الفلسطينية التي دعا لها في كانون الثاني/ يناير 2021.
ولفت زيسر، إلى أن عباس الذي يحتل منصب الرئاسة بلا انتخابات منذ نحو عقدين، لم تمر عليه سوى ثلاثة أشهر حتى بدأ التفكير بالتهرب من الاستحقاق الانتخابي.
وأضاف: “بالنسبة لأبو مازن فإن المهم كان مجرد الإعلان عن إجراء الانتخابات، ويمكن منذ البداية ألا يكون قصد على الإطلاق إجراءها عمليا بل كل ما سعى إليه كان أن يعرض نفسه أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، كديمقراطي، وكذا لحشر إسرائيل في الزاوية وعرضها كرافضة دائمة تخرب مساعي الفلسطينيين لإجراء انتخابات ديمقراطية”.
وقال إنه لم تمر سوى بضعة أيام “وإذا بأبو مازن يكتشف بأنه فتح صندوق مفاسد إذ أن خطوة الانتخابات دفعت بأعدائه داخل منظمة التحرير الفلسطينية وخارجها لأن يستغلوها. وهكذا فإن الخطوة هدفها تعزيز أبو مازن والمس بإسرائيل أصبحت خطوة من شأنها أن توقع عليه نهايته”.
ويرى زيسر، إن خطة أبو مازن هي النزول عن شجرة الانتخابات، وتحميل إسرائيل ذنب إلغائها، فقد أعلن خلال الأيام الأخيرة أنه إذا لم تسمح إسرائيل بإجراء انتخابات في القدس فإنه سيأمر بإلغائها، “وهنا ينبغي الافتراض بأنه إذا ما وقعت إسرائيل على الرأس وسمحت لسكان “شرقي القدس” بالتصويت، سيجد أبو مازن ذريعة أخرى”.