أفرجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن الأسير المعتقل منصور الشحاتيت بعد سبعة عشر عاما عجافاً من الاعتقال خرج منها الشحاتيت محملا بتداعيات عصبية ونفسية كبيرة جراء حملات التعذيب وسياسة العزل الانفرادي لكنه خرج ايضا قويا غير مذلولا كما قال في أول لقاء معه يوم الخميس ” خرجت قوي ومش مذلول” .
وعلى غير العادة لم تكن الأجواء التي رافقت الافراج عن الشحاتيت هي ذاتها التي ترافق الافراج عن المعتقلين الاخرين حين غابت مظاهر الفرح والزغاريد احتفاء بالبطل وحضرت مظاهر الاستثمار غير اللائق في معاناة الأسير عبر منصات اعلامية غابت عنها القواعد المهنيّة وترى في الصعود على معاناة الناس وأوجاعهم سبقا صحفيا وتسعى من خلال الممارسة الناشئة فرصة ملحّة لتحسين وتلميع صورة بعض الأفراد هنا أو هناك.
” الشحاتيت باكياً ”
لم تمنع الحرية انهمار دموع الأسير وهو يروي شهاداته من داخل المعتقل مستحضرا ممارسات تعذيب الاحتلال بشتى أنواعها ،
الأسير الذي بدت عليه أعراض الانسحابات النفسية والتعامل بنصف ذاكرة أشار الى تعرضه للضرب من قبل معتقلي حركة حماس في السجون إثر خلافٍ مع يحيى السنوار قائد الحركة في قطاع غزة اثناء وجوده معه في نفس المعتقل؛
الأمر الذي نفته كلا من الحركة وعائلة الأسير.
” الاستثمار في معاناة الأسير “
عودة الى الاعلام الفلسطيني الذي ركن جانبا الرسالة الاعلامية السامية وتناسى عن قصد أبسط قواعد العمل المهني وسعى الى استغلال الظرف النفسي للأسير المعتقل لصالح حسابات تحسين صورة القيادة الفلسطينية
حيث اعتقل الاعلام الفلسطيني الأسير منصور الشحاتيت مرة ثانية عندما أجرت قناة فلسطين لقاءا متلفزا مع الأسير وفي حين كان الرأي العام ينتظر تسليط الضوء على الاسير وصموده وظروف اعتقاله وجهت مراسلة القناة عن رأي الأسير بموقف الرئيس محمود عباس الذي اعلن توفير العلاج له في صورة اعلامية بدت تراجيدية ولا يبدو بحسب آراء المتابعين أنها تستقيم مع حجم المعاناة.
هذه الممارسات التي تمر عبر أدوات اعلامية هشة تحدث على ايقاع السحب من الرصيد الوطني أو الديني أو الانساني التي تلجأ لها القيادات المأزومة حينما تجد نفسها على المحك والتي تشكل بمضمونها نوع من المساومة على صحة وكرامة الانسان الفلسطيني لصالح حسابات سياسية تتزامن اليوم مع مشهدية الانتخابات واعادة التعبئة الجماهيرية من خلال قدرة الاعلام في التأثير على الرأي العام وازاحته أكبر قدر ممكن عن القضايا الأساسية واشغاله ب ” البروباغندا ” الاعلامية الموجهة بعناية بالغة.