سعى وسطاء مصريون اليوم السبت، لتثبيت وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه قبل يوم بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وطالبت مسؤولة إغاثة بفترة هدوء للبدء في التصدي لأزمة إنسانية في غزة أعقبت قتالا دار على مدى 11 يوما.
وما زال وقف إطلاق النار الذي سرى قبل فجر أمس الجمعة صامدا حتى اليوم، مما مكن المسؤولون من البدء في تقدير الأضرار.
ورغم اندلاع مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين في القدس يوم الجمعة، لم ترد أنباء عن إطلاق حماس صواريخ من غزة أو شن “إسرائيل” ضربات جوية على القطاع خلال الليل أو يوم السبت.
وشلت الصواريخ التي أطلقتها حماس وفصائل أخرى بلدات جنوب “إسرائيل” خلال العمليات وتسببت في هلع واسع النطاق لكنها تسببت في أضرار أقل بكثير من التي تسبب فيها القصف الإسرائيلي لغزة.
وقدّر مسؤولون فلسطينيون تكاليف إعادة الإعمار بعشرات الملايين من الدولارات في قطاع غزة حيث قال مسؤولون طبيون إن 248 شخصا استشهدوا في القتال.
وحذرت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة جابت قطاع غزة المكتظ بالسكان اليوم السبت من تزايد المخاطر الصحية وانتشار اليأس على نطاق واسع بعد أن تضررت بيوت وطرق وبنية أساسية حيوية أخرى أو تعرضت للدمار.
وقالت لين هاستينجز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية في منطقة ملأها الركام في مدينة غزة تحدثت فيها إلى الناجين “كل شخص يحتاج فحسب إلى البقاء ساكنا وألا يتورط في أي أعمال استفزازية”
وقال خبراء اقتصاديون إن القتال ربما يحد من تعافي الاقتصاد الإسرائيلي من جائحة كوفيد-19. وقال مسعفون إن هجمات الفلسطينيين قتلت 13 شخصا في إسرائيل قبل وقف إطلاق النار.
وقال مسؤولون من حركة حماس لرويترز إن مصر أرسلت، بعد أن توسطت في وقف إطلاق النار بدعم من الولايات المتحدة، وفدا إلى إسرائيل يوم الجمعة لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار على أن يشمل ذلك مساعدة الفلسطينيين في غزة.
وقام أعضاء الوفد منذ ذلك الحين بجولات مكوكية بين إسرائيل وغزة، وقال مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الوفد المصري اجتمع مع عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة يوم السبت.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع يوم السبت، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيزور إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة يومي الأربعاء والخميس، على أمل البناء على وقف إطلاق النار. ومع ذلك فإن عباس لديه القليل من النفوذ في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس، إن واشنطن ستعمل مع الأمم المتحدة على تقديم مساعدات إنسانية ومساعدات لإعادة الإعمار في غزة مع ضمانات للحيلولة دون استخدام الأموال في تسليح حماس التي يعتبرها الغرب “جماعة إرهابية”.
ودعا مجلس الأمن الدولي يوم السبت إلى “الالتزام الكامل” بوقف إطلاق النار وشدد على الحاجة الفورية لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
وأصدر المجلس المؤلف من 15 دولة عضوا بيانا تم الاتفاق عليه بالإجماع، بعد عدم تمكنه من إصدار قرار خلال الصراع الذي استمر 11 يوما بسبب معارضة الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن “من المؤسف للغاية” أن مجلس الأمن “تجاهل إطلاق أكثر من أربعة آلاف صاروخ على المدنيين الإسرائيليين من مناطق مأهولة في غزة”.
وسعيا للبناء على الهدنة، حث جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إسرائيل والفلسطينيين اليوم السبت على العودة إلى مفاوضات ذي مغزى في اتجاه حل الدولتين مشيرا إلى المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود منذ سنوات.
وكتب بوريل تدوينة جاء فيها “لا يمكن انتظار أن يمول الاتحاد الأوروبي إعادة إعمار غزة من جديد دون بادرة قوية على حل فعلي للصراع القائم”.