يواصل اليمين الاسرائيلي بقيادة حزب الليكود سياسة ابتلاع الاراضي في الضفة الغربية ومحيطها واستمرار دعم بناء المستوطنات في سياق شعار ” خلق الحقائق عل الأرض ” الذي رفع منذ اخر السبعينات الى اليوم ويهدف الى تهويد الارض العربية المحتلة واعطائها بعدا يهوديا تاريخيا وهو ما تجسد في اطلاق اسم السامره على اراض الضفة.
وفي ضوء التطورات الأخيرة لمشروع الضم الاسرائيلي الذي يمثل أحد ركائز مشروع التصفية ” صفقة القرن ” ذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن سلطات الاحتلال أقدمت على اقتلاع أشجار في بلدة حوارة ، جنوب نابلس ، تمهيداً لفتح الطريق الاستيطاني ، المسمّى ” التفافي حوارة ” والذي يصل طوله لنحو 7 كم بكلفة 300 مليون شيقل ، ويستولي على 406 دونمات من اراضي قرى وبلدات حواره وبورين وعورتا وأودلا وبيتا الى الجنوب من مدينة نابلس.
واضاف المكتب أن هذا الطريق يعّد واحدا من عدد من الطرق الالتفافية الجديدة مثل التفافي العروب والتفافي اللبن الغربية والنبي الياس وقلنديا وغيرها، وهو من أخطر المشاريع الاستيطانية لأنه يعزز الاستيطان ويحول مستوطنات جنوب نابلس من مستوطنات معزولة إلى مدن في جسد الضفة الغربية
كما أعلنت الإدارة المدنية التابعة للاحتلال الاسرائيلي على موقعها الرسمي ادراج مخطط شامل يتضمن مصادرة 1243 دونمًا من أراض رامين وبيت ليد شرق طولكرم لغايات بناء وحدات استيطانية لصالح مستوطنة “عناب” .
ويهدف هذا المخطط بناء 410 وحدات استيطانية في المرحلة الأولى من أصل 839 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة “عناب” في المنطقة ، ويذكرأن هذه المصادرة لأراضي المواطنين الفلسطينيين في محافظة طولكرم تسعى الى تحويل الأرض من زراعية إلى مناطق للاستخدام السكاني والتوسع العمراني.
يحدث هذا ايضا في الوقت نفسه الذي صادقت سلطات الاحتلال على قرار بالاستيلاء على 147 دونما من أراضي غرب بيت لحم ، تقع في الحوض (3) من منطقة “ظهر المترسبة” من اراضي بلدة نحالين، وحوض طبيعي رقم (5) من منطقتي “خلة السراويل”، وشعب البيش” في قرية حوسان .
وقد كشفت لجنة التنظيم والبناء في “الإدارة المدنية ” التابعة لجيش الاحتلال والمتحدثة باسم مجلس التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون” عن تقدم في العمل لبناء حي استيطاني دائم مكان الكرفانات ال20 المتنقلة واستبدالها ب 96 وحدة استيطانية ، حيث أعلن رئيس مجلس التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون”شلومو نئمان : “سنقوم ببناء منازلنا الجديدة وفي الحي الذي سيربطنا بالقدس ونؤسس مدرستنا الدينية في أرضنا”
ناهيك عن بناء 23 مستوطنة في الاغوار الشمالية وتوسيع مستوطنة مسكيوت في خربة عين الحلوة في سايق العبث في الجرافية الفلسطينية واعادة تشكيلها على اساس مشروع الضم الاسرائيلي
ولم يكتفِ الجانب الاسرائيلي في العمل التوسعي الاستيطاني بل طرحت في ذات السياق عن حملة تعبئة شعبية مؤيدة للاستيطان عبر جامعة مستطونة ارئيل التي ربطت المنح الاكاديمية للطلاب مقابل تطوعهم في الاعمال الاستيطانية مثل الزراعة والحراسات الليلية.
” غياب المجتمع الدولي “
يأتي هذا التوسع الاستيطاني وتثبيت نظام الفصل العنصري – الابرتايد – في ظل غياب المجمتمع الدولي عن ساحة الحدث في الارض المحتلة، وسط انشغالات القوى الدولية في ملفات ساخنة تتصدر فيها جائجة الكوفيد-19 وحرب اللقاحات المشهد على الساحة الدولية والمناكفات الدولية بين اقطاب العالم الجديد ، وهو ما يرى فيه مراقبون استغلال اليمين الاسرائيلي هذا الانشغال الدولي والمضي قدما في مشراريع التوسع والابتلاع والاقتلاع والاستيطان وفرض حقائق على الارض لا يمكن الانسحاب منها أو التراجع عنها مستقبلا.
” دولة فلسطينية مشتتة “
ان الخطر القائم وراء بناء المستوطنات والتوسع بها وتشكيل طرق التفافية في اراض الضفة الغربية لا يقتصر فقط على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم ومصادرة اراضيهم فحسب بل يكمن ايضا في البعد الجغرافي الذي ستكتسبه هذه المستوطنات وتحويلها من مستوطنات معزولة الى مدن منسجمة قائمة في جسد الضفة الغربية ،
وهو ما يراه المختصون أنه يعدم بناء دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ويدفع باتجاه دولة فلسطينية عير متصلة جغرافيا مشتتة لا تتوافر فيها عناصر بناء الدولة (الارض والسلطة والشعب) .
يذكر أن بنود صفقة القرن التي تبنتها ادارة دونالد ترامب – ولم تعلق عليها ادارة جو بايدن حتى اللحظة – والواقعة في حوالي 83 صفحة اشارت الى شكل الدولة الفلسطينية القائمة حسب الرؤية الاسرائيلية بأنها دولة منزوعة الاتصال الجغرافي تقام على الهوامش والاطراف ولا تشتمل على اي موارد طبيعية تتناسب مع التوزيع السكاني لها – الديموغرافية – وهو ما يعتبره المحللون أنه محاولة جادة لانهاء الحلم الفلسطيني باقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.