اتفاقية جينيف: بعد 20 عام من إطلاقها، قررت وزارة الخارجية السويسرية إغلاق فصل من فصول مبادرة جنيف للسلام في الشرق الأوسط. وترى الخارجية السويسرية أن هذه المبادرة لم تعد تحظى بالدعم الكافي وأن السياق السياسي الدولي قد شهد تغييرات جذرية، مما يستدعي اعتماد خطة جديدة أكثر ابتكارا وفعالية. وفقا لتقرير اوردته Swiss Info.
تم توقيع مبادرة جنيف في أكتوبر 2003 بين وزيري خارجية إسرائيلي وفلسطيني برعاية وتشجيع من الأكاديمي السويسري ألكسيس كيلّر. وكان من المأمول أن تكون هذه المبادرة خطوة أولى نحو حل شامل للصراع في الشرق الأوسط. واعتبرها الكثيرون “الاتفاق الأول من نوعه” الذي اقترح حلا ملموساً للنزاع.
جينيف فشلت: تزامن توقيع المبادرة مع فترة زمنية هامة في تاريخ المنطقة، حيث غزت الولايات المتحدة العراق وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوجها. وبينما اعتبر كثيرون أن المبادرة قدمت فرصة حقيقية للتقدم نحو السلام، إلا أنه مع مرور الوقت أصبح واضحاً أنها لم تحقق أهدافها المتوقعة.
تعتمد مبادرة جنيف على مشاركة المجتمع المدني من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما يميزها عن المبادرات السابقة. إلا أنه بعد عشرين عاماً من توقيعها، أظهرت الوقائع أنها لم تتمكن من تحقيق تأثير إيجابي على الوضع في المنطقة. وتعزى هذه الفشل إلى عدم الدعم الكافي من الدول والجهات الفاعلة والتحديات المعقدة التي تواجهها.
الانقسامات الداخلية والتحديات الخارجية: تفاقمت الانقسامات في سويسرا بشأن المبادرة، حيث لم تكن لدى الحكومة السويسرية أغلبية داعمة لها. واعتبر البعض أن سويسرا لم تلتزم بما يكفي لدعم المبادرة على مدى السنوات العشرين الماضية، وقد تراجعت مساهمتها المالية بها. بالإضافة إلى ذلك، أدت تغيّرات السياسة الدولية ورفض إسرائيل وتخلّف الدعم من بعض البلدان العربية إلى تقويض جهود المبادرة.
تقييم للمبادرة: في العام 2020، أجرت سويسرا تقييماً جديداً لفعالية المبادرة ووجدت أنها تراجعت بسبب نقص الدعم السياسي في الدول المعنية. وبناءً على ذلك، قررت الخارجية السويسرية سحب الدعم المالي للمنظمات التي تروّج للمبادرة بحلول نهاية عام 2023.
تأكيداً على التزامها بالتوسط في السلام والتنمية في المنطقة، أطلقت سويسرا استراتيجية جديدة لتعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ورغم توقف دعم المبادرة، فإن سويسرا تصر على أنها لا تنسحب من المنطقة وتواصل السعي لتحقيق حلاً سياسياً للصراع.
الانتقال من رام الله: بشكل مثير للجدل، أُقرَّر نقل مكتب التعاون السويسري من رام الله، مما أثار اعتبارات حول تغيير توجهات السياسة الخارجية السويسرية. ولاحظ بعض الخبراء أن تصريحات وزير الخارجية السويسري أثناء زيارته للمنطقة في عام 2018 تشير إلى تحول في توجهات السياسة الخارجية السويسرية.
ملخص: باختصار، تظهر مبادرة جنيف سعي سويسرا للتوسط في السلام في الشرق الأوسط وجهودها لتحقيق حلاً للنزاع، والتحديات التي واجهتها في هذا المجال على مدى عشرات السنوات.