يعلم الجميع أن التصعيد الأخير الذي شهده قطاع غزة، كان بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، ومحاولة سلطات الاحتلال طرد عائلات تسكن حي الشيخ جراح من بيوتها.
اندلعت الحرب في غزة لمدة 11 يوماً، بين حركة حماس وإسرائيل، من أجل القدس، وخلّفت دماراً كبيراً في الأبراج والمباني السكنية، وفي المدارس والمقرات الحكومية، وفي الشوارع والبنية التحتية.
أمام هذا التصعيد الذي كان يتوقع أن يمتد لأسابيع، تدخلت الواسطات الدولية لاحتواء الموقف، سيما قطر ومصر وأمريكا، التي نجحت في التوصل لاتفاق تهدئة لم تعرف شروطه حتى اللحظة، ولا الآلية التي تم بناء عليها وقف اطلاق النار.
ما الذي تغير على الأرض في الأقصى بعد الحرب؟
بعد يومين من وقف إطلاق النار في غزة، اعادت سلطات الاحتلال فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المستوطنين لاقتحامه وبأعداد كبيرة وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، ومنعت الاف من المقدسين من دخول الحرم القدسي.
حيث قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن عدد من سمح لهم بصلاة الفجر يوم الأحد – وهو يوم العودة للاقتحامات- بلغ 500 مصلٍ فقط، فيما تم منع الالف من دخول الاقصى لتأدية صلاة الفجر.
فتح الأقصى أمام اقتحامات المستوطين جاء بعد 20 يوماً من إغلاقه بوجه المستوطنين، بسبب التوترات التي شهدتها مدينة القدس، والتصعيد العسكري في غزة، سيما عقب التهديدات التي وجهتها المقاومة في غزة لحكومة الاحتلال.
ماذا عن حيَ الشيخ جراح؟
في الزاوية الأخرى، تواصل سلطات الاحتلال فرض حصار مطبق على حي الشيخ جراح، منذ أكثر من 20 يوماً، وتمنع الدخول إليه أو الخروج منه.
يقول مراد عطية وهو أحد أهالي سكان حي الشيخ جراح إن سلطات الاحتلال حوّلت الحي إلى سجن كبير، وتفرض حصاراً محكماً عليه.
وأوضح ان سلطات الاحتلال تسمح لسكان الحي الذي يقطنون في شارع عثمان بن عفان فقط بالدخول والخروج، بعد التدقيق بهوياتهم، وذلك منعاً لدخول أي شخص من خارج سكان الشارع.
وأكد أن قضية حي الشيخ جراح لم تنتهِ وأن البيوت ما زالت مهددة بالمصادرة، وأن لا شيء تغير على وضع الحي بعد حرب غزة.
من المنتصر؟
يقول الطرفان، حماس وإسرائيل، إن كلاهما نجح بتحقيق الانتصار في الحرب، وهو الأمر الذي انعكس أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي.
عربيا أطلق ناشطون وسما #غزة_تنتصر و #فلسطين_تنتصر ، اللذان تصدرا قائمة ترند تويتر في معظم الدول العربية بأكثر من 500 ألف تغريدة.
فيما احتفل الفلسطينيون في غزة والضفة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل بانتصار المقاومة على الاحتلال، معتبرين أن هرولة اسرائيل لوقف اطلاق النار بحد ذاته انتصارا.
لماذا غزة هي من انتصرت؟
يرى سياسيون أن غزة انتصرت في الحرب لعدة اسباب أبرزها:
– ربط الفلسطينيين ببعضهم تحت قضية واحدة من البحر الى النهر.
– قدرة المقاومة في غزة على ردع اي اجتياح بري للقطاع.
-تشكيل رأي عام عربي والدولي متعاطف مع القضية.
-الاعتداء على اي فلسطيني او القدس سيقابل بالرد من كل فلسطين
– اضعاف الداخل الاسرائيلي سياسيا واجتماعيا
– توحد الفلسطينيين بعد الانقسامات السياسية التي عمل عليها الاسرائيلي طوال عقود.
– افشال مشروع التطبيع واحراج الدول المطبعة امام شعوبها.
– اضعاف سلطة محمود عباس وظهور تيار مقاوم قديم جديد في الضفة الغربية
الخلاصة:
الحرب في غزة اندلعت بسبب المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح، الاقتحامات للمسجد الاقصى توقفت خلال الحرب، وسرعان ما عادت، وقضية حي الشيخ جراح ما زالت قائمة ولم تحل.
فما الذي تغير بعد الحرب في غزة.