لبنان يوجه تحذيرا للرئيس الفلسطيني: تدخل القوات ممكن إذا استمرت الاشتباكات

اقالة محافظين الضفة الغربية

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (الصورة : ارشيف)

لبنان يطالب بوقف الاشتباكات: وجه رئيس الوزراء اللبناني المؤقت تحذيراً قوياً إلى الرئيس الفلسطيني، حثّه فيه على وقف الاشتباكات المتصاعدة داخل أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. في رسالة صارخة، حذر من استمرار العنف الدامي، قد يتوجب على الجيش اللبناني التدخل.

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، الواقع بالقرب من مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، اشتباكات بين فصائل فلسطينية منذ يوم الأحد الاسبوع الماضي. وعلى الرغم من عودة الهدوء المؤقت إلى المخيم ومحيطه يوم الخميس، اندلعت مواجهات جديدة خلال ساعات الليل.

 

ترويع اللبنانيين: أدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاشتباكات الجارية ووصفها بأنها “انتهاك صارخ لسيادة لبنان”. وأكد ميقاتي أنه من غير المقبول أن تقوم الجماعات الفلسطينية المتحاربة بـ “ترويع اللبنانيين، وخاصة سكان المنطقة الجنوبية الذين قدموا دعمهم للفلسطينيين لسنوات عديدة”. وصدر بيان من مكتب ميقاتي يعبر عن هذا الموقف.

الاشتباكات الأخيرة في مخيم عين الحلوة، الذي يقطنه حوالي 50 الف لاجئ في فلسطيني، أدت إلى تصاعد التوتر بين حركة فتح التي يتزعمها عباس وبين الجماعات الإسلامية المتطرفة “جند الشام والشباب المسلم”. واتهمت حركة فتح الإسلاميين بقتل قيادي بفتح يدعى أبو أشرف العروشي داخل المخيم يوم الأحد الاسبوع الماضي.

الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة العديد، وتشريد قرابة 20 الف لاجئ من المخيم.

 

دور الانروا: أفصحت دوروثي كلاوس، المديرة الإقليمية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان، أن حوالي 600 شخص نزحوا من المخيم ولجؤوا إلى مدرستين تابعتين للأونروا، في صيدا ومخيم مية مية القريب.

 

الامن في المخيمان في لبنان: شكلت الفصائل الفلسطينية داخل المخيم لجنة تحقيق لمعرفة من المسؤول عن مقتل العروشي وتسليمهم إلى القضاء اللبناني للمحاكمة. على ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

تجنب الجنود اللبنانيون عادة التدخل داخل المخيمات الفلسطينية، التي تخضع لسيطرة فصائل فلسطينية متنوعة. وعلى عكس الصراع السابق في عام 2007 في مخيم نهر البارد، ظلت القوات اللبنانية على الهامش من الصراع الحالي في عين الحلوة.

 

مهم: تشير الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة على أن الوضع الامني في المخيمات الفلسطينية في لبنان أصبح غير مستقر ويضع اللاجئين الفلسطينيين في خطر. ويرى لبنان اليوم، ان تصاعد العنف في المخيمات الفلسطينية، التي يسيطر على امنها مجموعة فصائل فلسطينية دون تدخل من الجيش اللبناني، يهدد الأمن والاستقرار في لبنان.

تسلط الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة أيضًا الضوء على الوضع المعقد في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث يُعَدُّ هذا المخيم وكذلك غيره موطنًا مؤقتًا لآلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين تهجَّروا من ديارهم في فلسطين عام 1948. وعلى مدى سنوات طويلة، يعيشون في هذه المخيمات، مواجهين غالبًا التحديات الاقتصادية والبطالة والتهميش.

 

بدون رقابه / AP
Exit mobile version