القائمة البريدية
إشترك بالقائمة البريدية

احصل على اشعارات دائما من بدون رقابة عبر بريدك الالكتروني

كيف تحول منصور عباس من خندق المقاومة إلى فندق الاحتلال؟

لقطة وصفت بالتاريخية تلك التي جمعت بين سياسي إسلامي من الأقلية العربية في إسرائيل منصور عباس وهو يقف مبتسما إلى جوار زعيم يهودي من اليمين المتطرف وحلفائه بعد لحظات من الموافقة على توليه رئاسة الوزراء ومنحه أغلبية حاكمة في البرلمان.

تمكن خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الأقلية العربية واليمين المتطرف في إسرائيل من الإطاحة به، ولو مؤقتا، عبر تحالف بين 7 أحزاب اجتمعت ضد نتنياهو.

من هو منصور عباس؟

ينتمي عباس لبلدة المغار التي يتألف سكانها من المسلمين والدروز، قرب بحيرة طبرية. وحزبه هو الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في إسرائيل التي تأسست في العام 1971 وترجع أصولها إلى جماعة الإخوان المسلمين.

ووضع عباس (47 عاما) خلافاته مع نفتالي بينيت رئيس الوزراء المقبل في الحكومة الجديدة والزعيم السابق لتنظيم كبير للمستوطنات اليهودية جانبا، ليضع يده في يد مدير مكتب نتنياهو السابق.

عباس يدعم “عراب المستوطنين”

ويأتي تفويض عباس بدعم تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة يقودها يائير لبيد، لتكون قائمته بذلك أول قائمة في الداخل الفلسطيني تدعم تشكيل حكومة إسرائيلية، رغم الرفض الواسع لموقف قائمته المنشقة عن الحركة الإسلامية الشمالية في التسعينيات وبقيت على هذا الاسم، ليكون قرار عباس مخالفا لكافة القوائم الممثلة لفلسطينيي الداخل المحتل، والتي ترفض دعم تشكيل أي حكومة إسرائيلية.

وبذلك يكون عباس قد دعم حكومة إسرائيلية يقودها “عرّاب المستوطنين” الذين تتصاعد اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين خاصة في أراضي الـ48 عبر ما تسمى بـعصابات “تدفيع الثمن” والتي يدعمها لبيد وغيره من المسئولين الإسرائيليين الذين يقودون الحكومات المتعاقبة.

خطورة تحالفات منصور عباس

تكمن خطورة تحالفات منصور عباس مع يائير لبيد و بينيت باعتبارهما من المتطرفين اللذين يعرف عنهم كرههم ورفضهم للوجود الفلسطيني، ومحاربتهم للهوية الفلسطينية.

يتبنى الشخصان اللذان تحالف معهما منصور عباس، فكرة الدولة القومية لليهود، بحيث تقام دولة خاصة باليهود وطرد العرب منها، لتكون مساحتها اكثر من 60%، وإعطاء الأجزاء الغربية للفلسطينيين، مقابل استمرار الاستيطان فيها.

كما أن لبيد وبينيت خدما في الجيش الإسرائيلي، واستلما مناصب حساسة في الحكومات الإسرائيلية.

وقال نفتالي بينيت أن الحكومة الجديدة لن تمتنع عن شن حرب على غزة أو لبنان إذا استدعت الحاجة.

ويعرف عن بينيت معارضته الشديدة لقيام دولة فلسطينية، ودعوته المتكررة لضم إسرائيل المناطق “ج” التي تُشكّل 60% من مساحة الضفة الغربية.

انتقادات فلسطينية لمنصور عباس

تعرض منصور عباس للكثير من الانتقادات والهجوم بسبب التغير الكبير في نهجه ومساره المقاوم للاحتلال، إلى شريك في حكومات إسرائيلية.

ويتساءل فلسطينيون كيف له أن يبرر الانتماء لحكومة تفرض احتلالا عسكريا على الفلسطينيين في الضفة العربية وحصارا على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس والتي تعتبر من سليل جامعة الاخوان المسلمين.

صورة أخرى يدور الحديث عنها، في حال تشكلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتواجد عباس فيها، هذه الصورة تتمثل في حال قيام هذه الحكومة بشن حرب على غزة مجددا، فما ذا سيكون موقف منصور وهو شريك أساسي في هذه الحكومة، وماذا عن استمرار اقتحامات الأقصى ومحاولات الاحتلال تقسيمه مكانيا وزمانيا في وقت كان يعتبر فيه عباس من أهم المدافعين عن المسجد الأقصى المبارك.

في هذا السياق، انتقد عضو القائمة المشتركة العربية سامي أبو شحادة، مشاركة عباس في الحكومة الجديدة قائلا:” إن حزب عباس غيّر بشكل جذري مسلكه السياسي التاريخي بالانضمام إلى بينيت وقيادات يمينية أخرى ووصف ذلك بأنه “جريمة كبيرة جدا”.

حماس تُعلق على مشاركة “منصور عباس” في حكومة الاحتلال

أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في الخارج موسى أبو مرزوق، ، أن رئيس القائمة العربيّة الموحّدة عباس منصور، لا يمثل إلا نفسه. وقال “أبو مرزوق” خلال تغريدة نشرها عبر حسابه بموقع (تويتر): “صمود شعبنا أمام العدوان الأخير، كان القشة التي قضت على نتنياهو ومستقبله السياسي، فالسجن في انتظاره”.

وأضاف أن “الائتلاف الجديد سيكون أكثر تطرفًا من التحالف اليميني السابق، أما عباس منصور فلا يمثل إلا نفسه، بعد أن أعطى غطاءً لطبخةٍ نتنة تسمم انتصار أهلنا في الداخل للقدس والأقصى”.

موقف مثير للجدل

شهدت مدن الداخل الفلسطيني المحتل حالة من الانتفاضة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، قام خلال الشبان بحرق معبد يهودي في مدينة اللد، الأمر الذي دفع منصور عباس للقيام بزيارة تضامن إلى المعبد الذي تعرض للحرق.

مرشح رئاسة الحكومة الإسرائيلية بينيت وصف تلك الواقعة بأنها نقطة تحول في وجهة نظره عن منصور عباس. وقال للقناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية “رأيت شخصا لطيفا وشجاعا”.

كما دان منصور عملية حاجز زعترة والتي تسببت بمقتل جنديين إسرائيليين، ووصف جنود الاحتلال بالأبرياء.

Related Posts