القائمة البريدية
إشترك بالقائمة البريدية

احصل على اشعارات دائما من بدون رقابة عبر بريدك الالكتروني

التصعيد في الضفة الغربية

كيف أوصل عباس السلطة وفتح إلى سنوات الضياع؟

تعيش حركة منذ سنوات أوضاعا غير مستقرة، وعدم رضا من الكثير من كوادرها عن الطريق الذي تسير فيه حركتهم.

في السنوات الأخيرة، شهدت الحركة صراعات خفية وعلنية، نتيجة سيطرة محمود عباس على مفاصلها بالكامل.

عباس بات الرجل الأول والاوحد، داخل الحركة، فهو يفرض نهجه ورؤيته على الخط السياسي والاجتماعي والاقتصادي للحركة، أدت الى فصل العديد من القيادات الوازنة فيها، نتيجة رفضهم لطريقة إدارته للحركة وللحال الذي وصلت اليه.

قيادة السلطة الفلسطينية الحالية تعيش مأزقا غير مسبوق، سيما أنها لم تعد طرفا قويا وفاعلا على الأرض، في رسم سياسات ومآلات الأمور في الأراضي الفلسطينية.

جهات ودول كثيرة، باتت تتجاهل الاتصال برئيس السلطة محمود عباس، وتلجأ للتواصل المباشر مع حركة حماس وكذلك مع حركة الجهاد الاسلامي، للتباحث بشأن الأحداث الأخيرة التي وقعت في المسجد الأقصى، والقدس والضفة الغربية، ما يعني تراجع كبير في الحضور السياسي المحلي للسلطة.

سنوات الضياع

أوصل محمود عباس بفعل سياساته وتفرده بالقرارات، حركة فتح والسلطة التي يرأسهما إلى الضياع، فتخلت فتح الثائرة عن مشروعها، وباتت تركض خلف السلطة والامتيازات الخاصة لقيادتها.

عقلية الرئيس الفلسطيني الذي تجاوز عمره الـ 85 عام، ترفض مشاركة أي رأي آخر، ويضع التعاون والتنسيق الأمني على اولوياته، وتنصاع بشكل كامل لإملاءات ومصالح الاحتلال الاسرائيلي، وضعت فتح والسلطة في أزمات غير مسبوقة.

خلال سنوات قيادة محمود عباس للسلطة، برز العديد من قضايا الفساد المالي والاداري، وهذا عامل اخر واساسي في عزل السلطة لذاتها عن الشارع الفلسطيني، وخسارة شعبيتها لدى الموطن الذي تحكمه.

ولجأت القيادة الفلسطينية الى تفضيل قطاع الامن على باقي القطاعات الاخرى من جسد السلطة، بمنحه موازنات مالية كبيرة، وعملت على تقويته، ودفعته الى استخدام العنف واستخدام قوة السلاح على القانون الذي تم تغيبه تدريجيا.

كما عمل عباس خلال بدايات حكمه للسلطة الى اعادة رسم وتدوير العقلية الامنية الفلسطينية، بحيث تتماشى وفقا لمتطلبات ومصالح “اسرائيل” التي تساهم اليوم في تقوية حكمه، و تعتبره الفرصة الذهبية فالتي قد لا تأتي مرة اخرى.

فقد عمل الرئيس عباس ايضا على الغاء الجناح العسكري لفتح وتطهير المخيمات الفلسطينية من السلاح الذي كان يشكل عائقا امام استقرار الجيش الاسرائيلي في المناطق التي يحتلها بالضفة الغربية، والتي اصبحت تضم اليوم نحو 700 الف مستوطن.

 

التواصل المفقود

يقول أحد قيادات حركة فتح في تصرح صحفي، رفض الكشف عن اسمه، أن قرار الحركة بات مرهونا في أيدي عدد قليل من الأشخاص.

وأوضح أن عباس يتواصل مع حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية والمسؤول عن التعاون مع اسرائيل، وماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية – الرجلان الأقرب لعباس – من أجل تنفيذ القرارات التي يسعى الى تحقيقها.

وبيّنَ أن الرئيس عباس يطبق الاملاءات الإسرائيلية ويلتزم التزاما تاما بالتعاون والتنسيق الأمني، غير انه لا يكترث ويعطي اهتماما لغير هذه الأمور.

المزيد من الأخبار