“فضيحة دبلوماسية”.. كواليس سبقت تصريحات عباس في المانيا

خطاب عباس في ألمانيا

رفض خطاب عباس وميركل كانت تأمل في أن يطلب منه "مغادرة" ألمانيا (الصورة: AFP)

بدون رقابة

اجتمع مسؤولون ألمان مع مساعدي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قبيل المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في برلين، وذلك قبل التصريحات التي أشعلت “فضيحة دبلوماسية”، وفقا لما نقله موقع “أكسيوس” عن مسؤول ألماني.

وذكرت لـ “أكسيوس” عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته،  أن المسؤولين الألمان اجتمعوا بمستشاري عباس قبيل المؤتمر الصحفي وأنهم حثوهم على “خفض وتيرة الخطاب والحرص على أن يتجنب عباس استخدام لغة قد لا تكون مقبولة في ألمانيا”.

وفي تصريحات الثلاثاء، التي وصفها “أكسيوس” بـ “الفضيحة الدبلوماسية”، اعتبر عباس أن إسرائيل ارتكبت “50 محرقة بحق الفلسطينيين”.  وجاءت تصريحات عباس ردا على سؤال صحفي بشأن الذكرى الخمسين المقبلة للهجوم على فريق إسرائيلي في أولمبياد ميونيخ عام 1972، والتي نفذتها حركة “أيلول الأسود”، وهي مليشيا مسلحة كانت تابعة لحركة “فتح”.

وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، لموقع “أكسيوس” إنه أوضح للألمان وللإدارة الأميركية وللإسرائيليين أن عباس “أسيء فهمه”.

وذكرت قناة الحرة، وفقا لمصدر اخبر مراسلها في القدس، ان رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، يائير لبيد، اجرى اتصالا هاتفيا مع الشيخ، حسبما أكد مصدر حكومي إسرائيلي.

الهولوكوست

وأضاف المصدر أن المحادثة كانت حادة للغاية، وأن لبيد أوضح موقفه من تصريحات عباس بشأن الهولوكوست. مضيفا أنه في أعقاب هذه المحادثة صدر بيان، الأربعاء، عن الجانب الفلسطيني لتوضيح تصريحات رئيس السلطة.

وفي البيان قال عباس إنه “يعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث، ولم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي”.

وتابع: “إن المقصود بالجرائم التي تحدث عنها، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الإسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا”.

وقبل صدور بيان التوضيح، عبر المستشار الألماني، أولاف شولتس، الأربعاء، عن استيائه من تصريحات عباس، وقال شولتس إنها تقلل من أهمية المحرقة (الهولوكوست).

وتابع شولتس: “بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص، فإن أي محاولة لإضفاء الطابع النسبي على تفرد المحرقة أمر غير محتمل وغير مقبول.. أنا مستاء من هذه التصريحات المشينة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس”.

وكان المستشار الألماني أبدى رفضه لاستخدام كلمة فصل عنصري لوصف العلاقات بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية وذلك بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني.

وقال شولتس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عباس في برلين، الثلاثاء، “من الطبيعي أن يكون لدينا تقييم مختلف في ما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية، وأريد أن أقول صراحة هنا إنني لا أؤيد استخدام كلمة الفصل العنصري ولا أعتقد أنها تصف الوضع بشكل صحيح”.

كما وصف لبيد، تصريحات عباس بأنها “حقيرة ووصمة عار أخلاقية وتحريف فظيع للتاريخ”.

وقال إن “ستة ملايين يهودي أبيدوا في الهولوكوست بينهم مليون ونصف مليون طفل”، مؤكدا على أن “التاريخ لن يغفر له (محمود عباس)”.

وقال “وزير الدفاع الإسرائيلي”، بني غانتس، إن “كلام أبو مازن حقير وكاذب ومحاولة لتشويه التاريخ وإعادة كتابته. المقارنة المؤسفة التي لا أساس لها (…) بين المحرقة التي قام بها الألمان ومساعدوهم في محاولة لإبادة الشعب اليهودي، والجيش الإسرائيلي الذي يحمي إعادة قيام شعب إسرائيل في أرضه ومواطني إسرائيل وسيادتها ضد الإرهاب الوحشي هو إنكار الهولوكوست”. بحسب تعبيره.

Exit mobile version