العدوان الإسرائيلي على غزة، اظهر فشل “إسرائيل” في تحقيق الاهداف العسكري التي اعلنت عنها، وخلال ذلك، اخذت الولايات المتحدة في النظر إلى مستقبل القطاع.
رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ان هدف “إسرائيل” هو القضاء على حركة حماس وفرض تصور إسرائيلي للحكم في القطاع لفترة محدودة. بالرغم من محاولات إسرائيل لتحقيق ذلك عسكريا، فإن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة استمرت في مواجهتها.
السلطة الفلسطينية من الاحداث والانغلاق عن العالم: خلال مفاوضات الهدنة، بدأ الحديث عن تغيير مستقبل القطاع، وظهرت محاولات من قبل الولايات المتحدة لفرض ضغوط وخيارات أخرى لتحقيق أهدافها. خلال ذلك، لم تظهر السلطة الفلسطينية أي دور إيجابي تجاه ما يحدث في قطاع غزة، بل اكتفت بنشر بيانات ادانة وخطابات عبر وسائل الإعلام دون اتخاذ إجراءات عملية على أرض الواقع.
في 22 نوفمبر، ظهر نبيل ابو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية على قناة الحرة، في مقابلة بثت على الهواء مباشرة، اكد استعداد السلطة الفلسطينية لتولي المسؤولية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتطرق ابو ردينة الى المدفوعات المالية التي تغطيها السلطة الفلسطينية. وأشار ابو ردينة إلى أن السلطة الفلسطينية ترسل منذ 30 عاما كل احتياجات غزة من الكهرباء والماء والغاز، والصحة والتعليم. على حد قوله.
لم تقم السلطة الفلسطينية، على غرار سياستها السابقة، بالتلويح بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ولم يكن ذلك خيارًا مطروحًا.
عرضت قيادة السلطة الفلسطينية تقديم خدماتها للولايات المتحدة، بناء على عرض قدمته لرئيس السلطة الفلسطينية، استعدادها لادارة قطاع غزة.
السلطة الفلسطينية تتعامل مع قطاع غزة، على اساس قطاع خارج “شرعيتها” وفرضت عقوبات على القطاع، تمثلت في قطع رواتب الموظفين ووقف تغطية تكاليف المحروقات وفرض سياسة قللت من خلالها استقبال المرضى في مستشفيات الضفة الغربية وامتنعت عن تغطية تكاليف علاج مرضى السرطان بحجة مواجهتها ازمة مالية.
خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ بعد العملية التي نُفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، قامت السلطة الفلسطينية بحظر المسيرات المؤيدة للمقاومة والتظاهرات المنددة بالعدوان.
انتشرت قوات الأمن الفلسطينية وواجهت مسيرة في نابلس وجنين، المنطقة التي تُعتبر معقلًا للمقاومة الفلسطينية التي يُحاربها رئيس السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الأمن الإسرائيلي، وأسفر ذلك عن مقتل طفل واعتقال آخرين.
وفي مقابلة ابو ردينة على قناة الحرة، قال ان ما يحدث في غزة لا علاقة للسلطة الفلسطينية به، واكد ان السلطة الفلسطينية لا ترغب الدخول في متاهات معارك وصفها بالمعارك “الثانوية”.
ينظر الى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كوكيل يقدم خدمات امنية لـ”اسرائيل”، بهدف توطيد حكم حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس والذي يسيطر على السلطة الفلسطينية منذ عام 2005 .
خلال فترة العدوان الاسرائيلي صعدت اسهم المقاومة الفلسطينية في غزة، وحركة حماس على وجه التحديد، في الضفة الغربية، وعلى الجانب الاخر من المكان ذاته، تهاوت اسهم حركة فتح بزعامة عباس والسلطة الفلسطينية، وهي تعاني اساسا من سمعة سيئة.
عملياً، أخذت حركة فتح، التي تعاني من انقسامات داخلية أساساً والتي يسيطر عليها محمود عباس، العيش داخل مربع، حيث عزلت نفسها من الاقليم العربي والغربي، ويترتب على ذلك أيضاً الوضع الحالي للسلطة التي يسيطر عليها محمود عباس منذ قرابة 18 عامًا.
على الجانب الاخر: مع بداية التوصل الى هدنة وتنفيذ اتفاق تبادل الاسرى بين الفصائل الفلسطينية في غزة و”اسرائيل”، ظهرت قضية مستقبل القطاع كمحور رئيسي في المناقشات. وفي ظل ذلك، خرجت شخصيات من تيار دحلان للعلن، ممثلين وفدًا في الدوحة للاجتماع مع قادة حماس.
تحدث سمير المشهرواي، نائب رئيس التيار الاصلاحي على القناة الجزيرة من الدوحة، ورفض تصنيف حماس كانقلابية وحمل إسرائيل مسؤولية الأزمة.
التيار الاصلاحي الذي يرأسه محمد دحلان، اظهر خلال العدوان الاسرائيلي على غزة، مرونة وانفتاح على التغيرات، وهذا يعتبر مؤشمر جيد اذا ما قورنت بالفصيل الذي يسيطر على السلطة في رام الله.
“إذ لا يتمتع دحلان بعلاقات جيدة مع الدوحة، وقد هاجمت الجزيرة دحلان ومقربيه على مدى أكثر من عقدين من الزمن. ودعا المشهراوي حركة فتح إلى الانتفاضة لحماية الضفة الغربية. ويتمتع دحلان بشعبية في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث يسعى عباس إلى تجريدها من السلاح. وتُعتبر المخيمات الفلسطينية معقلاً للمقاومة في الضفة الغربية.”
وعلى الرغم من ذلك، سجل تيار دحلان حضور في قطر والوقوف الى جانب حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة والاراضي الفلسطينية المُحتلة.