شخصيات - بدون رقابة
صائب عريقات، المفاوض الذي ارتدى الكوفية الفلسطينية في مؤتمر مدريد للسلام وكاد ان يعصف بالمؤتمر بأكمله، عندما اعترض رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك إسحاق شامير، وكان لعريقات ما أراد.
تولي عريقات ملف المفاوضات منذ تأسيس السلطة الفلسطينية حتى وفاته في نوفمبر 2022 وعُرف فكبير المفاوضين.عريقات رجل أكاديمي عمل جاهدا خدمة قضيته وكان له قبول مجتمعي ووطني رغم نفور الشعب الفلسطيني من مسار المفاوضات مع إسرائيل. اورث خصلة طيبة لابنائه، خاصة ابنتيه سلام ودلال.
تعمل دلال عريقات طبيبة بارعة في تخصص العيون، وتساعد المواطنين الفلسطينيين دون مقابل، وكذلك دلال التي تعمل في مسؤولة العلاقات الدولية والمحاضرة في الجامعة الامريكية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. الاكاديمية دلال تقدم في مقالاتها التي تنشرها صحيفة القدس اللندنية، نقدنا لبعض سياسات السلطة الفلسطينية للعديد من المواقف، حتى وان بدى ذلك نقدا ناعما، لكنه مهما.
وبالعودة الى عريقات الذي توفي بعمر 65 عام، تعرض لمرض خطير في صدره، أدى إلى حدوث تلف في أجزاء من الصدر، تتطلب إجراء عمليات جراحية لزراعة رئتين في الولايات المتحدة الامريكية. في الوقت ذاته اخذت اسرائيل تعزز ظهور حسين الشيخ، المنبوذ في الشارع الفلسطيني بسب سمعته السيئة والمرتبطة بقضايا اخلاقية وفساد مالي واداري وقربه الكبير من اسرائيل.
عزز الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساحة لـ “الشيخ” في منظمة التحرير الفلسطينية، وكلفه بالتواصل مع الاسرائيليين في الملف الذي كان عريقات يديره منذ سنوات طويلة.
حيث حاز “الشيخ” على ملف التفاوضية والخارجية، ويشارك اكثر من اي وقت مضى في استقبال سياسيين اسرائيليين، ووزراء خارجية، وشارك مؤخرا في لقاء وزراء خارجية كممثل عن فلسطين.
في ذلك الوقت عاد عريقات الذي تعافى جيدا، وعاد الى حياته الطبيعية، لكن خلال عامين طرأ ظرف صحي على عريقات وتوفي بصورة مفاجئة. شكلت وفاته صدمة لعائلته البسيطة والشارع الفلسطيني.
كان عريقات يتبع برنامج صحي وقائي صارم، وحصل على تطعيمات ضد فيروس كورونا كوفيد-١٩.
تشير المعطيات الى ان عريقات تم التخلص منه بطريقة بطيئة، قيل انه اصيب بفيروس كورونا وتوفي خلال ايام قليلة. أُخرِج عريقات من المشهد، ليعزز بذلك قدوم احتلال الشيخ لمكانه على الفور.
صائب عريقات شغل منصب “أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية”، الذي شغله ياسر عرفات ومحمود عباس ومن خلاله أصبحا رؤساء للسلطة الفلسطينية. وهكذا كان ينظر لصائب عريقات في الوسط الفلسطيني والفتحاوي والاسرائيلي ايضا.
إسرائيليا لا يمكن قبول عريقات في مستقبل السلطة، ولكن يمكن قبول حسين الشيخ كما جاء في مقال غال بيرجير بعنوان “رجلنا في المقاطعة”.
يقول بيرغر في مقاله: “عندما حصل صائب عريقات على رئتين جديدتين في الولايات المتحدة، واستبدلت أجندته المليئة بالاجتماعات السياسية والإحاطات الإعلامية بعلاجات المستشفى بدأ صعود نجم حسين الشيخ. بدأ أبو مازن في اصطحابه معه في رحلات للخارج برفقة ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية، والقُرب من الرئيس أتى ثماره، وحقيقة توليه حقيبة مهمة كمسؤول عن الاتصالات مع “إسرائيل” ساعده في التسلق والاقتراب أكثر فأكثر من الرئيس؛ حتى أصبح الرقم الثاني غير الرسمي بعده.