حذرت إسرائيل يوم الثلاثاء عملاق المنتجات الاستهلاكية يونيليفر من “عواقب وخيمة” بسبب قرار وحدتها التابعة بن آند جيريز وقف بيع البوظة (الآيس كريم) في الأراضي المحتلة، وحثت ولايات أمريكية على تفعيل قوانين تمنع المقاطعة.
جاء قرار بن آند جيريز أمس الاثنين عقب ضغوط من جماعات مناصرة للفلسطينيين على الشركة التي مقرها في ولاية فيرمونت بسبب أنشطتها في إسرائيل والمستوطنات اليهودية بالضفة الغربية، والتي يتولاها منذ 1987 شريك مرخص له هو بن آند جيريز إسرائيل.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير قانونية. وتعارض إسرائيل هذا.
نفتالي بينيت
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنه وصف هذه الخطوة في مكالمة هاتفية مع رئيس يونيليفر التنفيذي آلان جوب بأنها “إجراء صارخ مناهض لإسرائيل”، وقال إن الحكومة ستتحرك “بقوة لمنع أي إجراء مقاطعة يستهدف المدنيين”.
كما قوبل قرار بن آند جيريز برد سريع من بعض سلاسل البقالة الأصغر العاملة في منطقة مترو نيويورك، والتي تضم عددا كبيرا من السكان اليهود، قائلة إنها إما ستقلل أو تزيل منتجات بن آند جيريز على الأرفف.
وتشتهر بن آند جيريز، التي مقرها ساوث برلنجتون بولاية فيرمونت، بالتزامها بالعدالة الاجتماعية، وهو ما شمل مؤخرا دعما قويا لحركة بلاك لايفز ماترز وحقوق أصحاب الميول الجنسية المختلفة وإصلاح تمويل الحملات الانتخابية.
واستحوذت عليها يونيليفر في 2000 في صفقة تسمح لها بالعمل باستقلالية أكبر من الشركات التابعة الأخرى، وهو ما يشمل منح صلاحيات قانونية لمجلس إدارة مستقل لاتخاذ قرارات بشأن دوره الاجتماعي وصورة علامته التجارية وسياساته.
ويوم الاثنين، أصدرت شركة صناعة الآيس كريم تشانكي مانكي بيانا قالت فيه إن العلامة التجارية لن تجدد اتفاق ترخيصها مع شريكها الإسرائيلي عندما تنتهي صلاحيته في نهاية 2022.
وقالت بن آند جيريز إن بيع منتجاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة “يتعارض مع قيمها”.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الرد على قرار بن آند جيريز ووصفه بأنه “تصرفات لشركة خاصة”.
لكنه كرر معارضة إدارة بايدن للحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وهي الحركة التي تسعى لعزل إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.
وقال برايس في إفادة صحفية دورية “نحن نرفض بشدة حركة المقاطعة التي تستهدف إسرائيل بشكل غير عادل”.
وأثارت الخطوة صداما بين مجلس إدارة بن آند جيريز المستقل ويونيليفر.
بن آند جيريز
تضمن إعلان بن آند جيريز يوم الاثنين القول إن الشركة ستبقى في إسرائيل بموجب ترتيب مختلف دون مبيعات في الضفة الغربية، وهي من المناطق التي “يسعى” الفلسطينيون إلى إقامة دولة فيها. وتكرر ذلك الموقف في بيان منفصل أصدرته يونيليفر نفسها في نفس اليوم.
وفي مقابلة مع إن.بي.سي، قال أنورادا ميتال رئيس مجلس إدارة بن آند جيريز المستقل إن المجلس لم يُطلب منه التصويت على أي اقتراح لمواصلة المبيعات في إسرائيل، وبالتالي فإن الإعلان عن هذه الخطوة انتهك صفقة الاستحواذ لعام 2000.
وقال ميتال إن مجلس إدارة بن آند جيريز سيتعين عليه التصويت للموافقة على أي ترتيب مختلف، وهو ما لم يفعله بعد. وقال ميتال لإن.بي.سي “أسفت لخداعها.
“هذا لا يتعلق بإسرائيل. إنه يتعلق بانتهاك اتفاق الاستحواذ الذي حافظ على روح الشركة. لا أستطيع التوقف عن التفكير في أن هذا هو ما يحدث عندما يكون لديك مجلس إدارة جميعه من النساء والأشخاص الملونين الذين يدفعون لفعل الشيء الصحيح”.
وردا على طلب للتعليق على تصريحات ميتال، قالت يونيليفر “كما رأيتم في بياننا، تقر يونيليفر دائما بحق العلامة التجارية ومجلسها المستقل في اتخاذ قرارات بشأن دورها الاجتماعي”.
بن وجيري
وفي نيويورك، قالت سلسلة متاجر السوبر ماركت مورتون ويليامز، التي تدير 15 متجرا في نيويورك وواحدا في نيو جيرزي، إنها تقلل بشكل كبير من منتجات بن آند جيريز في متاجرها، وأضاف آفي كانر المشارك في ملكيتها أنه يتصل بتجار التجزئة والموزعين الآخرين على أمل أن يحذو حذوها.
وأصدرت متاجر سوبر ماركت أخرى، منها جورمت جلات وسيدار ماركت بنيو جيرزي، بيانات على إنستجرام تقول إنها لن تتعامل مع العلامة التجارية بعد الآن، وهو ما يبدأ سريانه على الفور. وقالت جروف كوشر ماركت في فلوريدا إن متاجرها لا تتعامل مع العلامة التجارية ولن تفعل ذلك في المستقبل أيضا.
وأغلقت أسهم يونيليفر منخفضة بنحو واحد بالمئة اليوم. ومن المقرر أن تعلن الشركة عن نتائج أعمالها في النصف الأول من العام يوم الخميس.