بدون رقابة
قال وزير الدفاع الإسرائيلي تعقيبا على لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله يوم الخميس، إن اجتماعه مع عباس عُقد بروح طيبة وأجواء إيجابية. مؤكدا انه “اتفق مع عباس على مواصلة التنسيق الأمني الوثيق وتجنب أي إجراءات تضعف الاستقرار”.
يأتي لقاء غانتس مع عباس قبل أيام من وصول بايدن إلى إسرائيل والضفة الغربية ، في زيارة قصيرة ، يعتبرها المراقبون حدثًا تجميليًا للفلسطينيين، ولن يحمل في جعبته ما يستحق ذكره للفلسطينيين.
وعن الجانب الفلسطيني، يتوقع ان يعيد عباس تجديد مطالباته المتمثلة بالتمويل وفتح قنصلية في القدس واعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.
ولكن اعادة فتح مكتب المنظمة يتطلب ازالة منظمة التحرير عن قائمة الارهاب، التي تم ادراجها خلال ادارة دونالد ترامب.
وقال عمر الغول، وهو سياسي مقرب من مكتب رئاسة السلطة الفلسطينية، خلال مشاركة هاتفية في فقر نقاش التي بثها راديو مونت كارلو يوم الجمعة، ان الرئيس الفلسطيني سيطالب باعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة التزام اسرائيل بالعملية السلمية وتمويل السلطة الفلسطينية.
وبشأن لقاء غانتس – عباس، قلل الغول من دوافع زيارة غانتس لعباس. وقال ان زيارته جائت لتهنئة الرئيس عباس بعيد الاضحى بالدرجة، وتجديد التواصل بالدرجة الثانية.
وخلافا لما صرح به وزير الدفاع الاسرائيلي بني غانتس، ان زيارته لعباس تمحورت حول التنسيق الامني والعمل المشترك (الفلسطيني والاسرائيلي) لانجاح زيارة بايدن، اعتبر الغول ان الحديث الذي دار بين عباس و غانتس، كان حديث مجاملة.
ويسعى الجانب الاسرائيلي لضمان عدم اندلاع “فوضى” في مناطق السلطة الفلسطينية خلال زيارة بايدن، وضمان عدم وقوع صدامات.
وقال د.خطاب، في مشاركته في “نقاس مونت كارلو” ان لدي عباس بعض الاوراق الشكلية، وهي ان يجدد مطالبات معينة من الادارة الامريكية التي تركز اكثر على الجانب الاسرائيلي.
بايدن وعباس
وذكرت وسائل اعلام عبرية، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء ورئيس إسرائيل تحدثوا عبر اتصالين هاتفيين نادرين يوم الجمعة في بادرات دبلوماسية، قبل أيام من زيارة الرئيس
الأمريكي جو بايدن للمنطقة، على الرغم من أن بوادر إحياء محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ وقت طويل ما زالت واهنة.
وذكرت رويترز في تقرير يوم السبت، ان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوج ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد اجريا اتصالا هاتفيا منفصلا مع عباس، عقب اجتماع بين عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس.
وفي أول اتصال هاتفي معروف من نوعه بين الرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء لإسرائيل منذ سنوات ناقش لابيد وعباس “التعاون المستمر والحاجة إلى ضمان الهدوء” بحسب لابيد الذي صار في الأسبوع الماضي رئيس وزراء لتسيير الأعمال قبل إجراء انتخابات في أول نوفمبر تشرين الثاني.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن عباس استقبل جانتس في مقره الرئاسي في رام الله مضيفة أن عباس شدد على أهمية خلق أفق سياسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحفاظ على الهدوء قبيل زيارة بايدن.
ونقلت صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد، ان لبيد وعباس تحدثا عن “استمرار التعاون وضرورة ضمان الهدوء”.
عيد الاضحى ذريعة
وقالت صحيفة هآرتس العبرية مقال افتتاحي، ان عطلة عيد الاضحى، أعطت رئيس الوزراء يائير لبيد ذريعة لإجراء محادثة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وتحدث الرجلان اخرج مرة، قبل حوالي خمس سنوات، وتحدثا هذه المرة ، عن “التعاون والحاجة إلى الحفاظ على الهدوء وعدم التصعيد في المنطقة”.
وذكرت الصحيفة، انه قبل يوم واحد فقط ، في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ، قدم لبيد “خطًا منعشًا” عندما قال “ليس سراً أننا نؤيد حل الدولتين” ، واضاف ان “ما نحتاج إلى القيام به الآن هو ضمان عدم اتخاذ أي خطوات تعيق فرص السلام في المستقبل ، ونحن بحاجة إلى تحسين حياة الفلسطينيين. كل ما هو إنساني ، سأدعمه “.
في تلك المناسبة ، صاغ لبيد عبارة ” انعدام الجدوى السياسية ” في تنفيذ حل الدولتين. لا أحد يتوهم أن هناك جدوى سياسية الآن ، في جميع الأوقات، أو أنه خلال الأشهر الأربعة القادمة لرئاسة حكومة تصريف الأعمال ، سيكون لبيد قادرًا على إطلاق اختراق دبلوماسي.
وترى الصحيفة انه إذا كان لبيد يطمح بالفعل إلى إرساء أسس السلام مع الفلسطينيين ، فعليه أن يفهم أن تطبيع العلاقات الشخصية مع القيادة الفلسطينية هو أمر أساسي للعملية الدبلوماسية. من غير المعقول أن يكتفي لبيد باجتماع وزير الدفاع بيني غانتس مع عباس ، أو بتحية الرئيس إسحاق هرتسوغ في مكالمة هاتفية.