سيطرت الكتلة الإسلامية، التابعة لحركة حماس، 28 مقعدًا، مقابل 18 مقعدا لحركة فتح، في مؤشر على مدى تحول الرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
انتخابات طلبة جامعة بيرزيت، كشفت مرة اخرى، ان الحزب الذي يسيطر على السلطة بالضفة الغربية باتت شعبيته تتضائل شيئا فشيئا.
خسارة الشبيبة
جاء فوز الكتلة الإسلامية، التي تتبع حركة حماس، بحصولها على 28 مقعدا، وهو فارق كبيرة من المقاعد. حيث حصلت حركة الشبيبة التابعة لحركة فتح على 18 مقعدا، من أصل 51 من مقاعد مجلس الطلبة.
بينما حاز القطب الطلابي التقدمي، الممثل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على 5 مقاعد. وحازت كتلة الوحدة الطلابية الذراع الطلابية للجبهة الديمقراطية على 132 صوتا، وكتلة اتحاد الطلبة التقدمية الذراع الطلابية لحزب الشعب على 76 صوتا.
بلا شك، فإن نتائج انتخابات بيرزيت يؤهل كتلة الوفاء الاسلامية لتشكيل المجلس منفردة في دورته الحالية 2022-2023.
السلطة الحاكمة
تقول صحيفة جيروساليم بوست الاسرائيلية، بينما كانت جامعة بيرزيت المرموقة، ذات يوم من معاقل حركة فتح ، فإن الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين ارتبطتا في الغالب في السنوات الماضية، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في عام 2019 – حصل الحزبان على 23 مقعدًا.
وتحدثت الصحيفة الاسرائيلية عن الانتخابات الفلسطينية. وقالت ان الفلسطينيون لم يشاركوا في انتخابات وطنية منذ عام 2006، عندما فازت حماس بنصر حاسم على حركة فتح المنقسمة في تصويت برلماني. وتوفر الانتخابات الجامعية للشباب الفلسطيني فرصة نادرة للتوجه إلى صناديق الاقتراع. يتابع الجمهور الفلسطيني التصويت عن كثب.
كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، الذي يتزعم أيضا حركة فتح ، تعهد بإجراء انتخابات شاملة في كانون الثاني/يناير الماضي. لكنه ألغاها قبل أسابيع من الموعد المقرر لها في مايو ، خوفا من خسارة مذلة لخصومه داخل حركتي فتح وحماس.
وتناولت صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” الانتخابات في بيرزيت والانتخابات التي تجري سوى مرة واحدة منذ تسلم عباس زمام السلطة. وتقول “تايمز اوف اسرائيل”، ان ولاية عباس انتهت في عام 2009 ويحكم منذ ذلك الحين بقانون الطوارئ. عزز خلالها سلطة حكم الفرد وارتفعت نسبة الفساد في المؤسسات الرسمية.
ويرى غالبية الفلسطينيين أن إدارته فاسدة وغير فعالة. حيث وجدت استطلاعات رأي سابقة، أن أغلبية كبيرة تطالب باستقالة الرئيس محمود عباس على الفور واجراء اصلاحات مستعجلة.
لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتهرب من اجراء انتخابات منذ تسلمه الحكم، متذرعا بان اسرائيل لم تسمح له باجراء انتخابات في مدينة القدس.
خلال ترأس محمود عباس لحركة فتح، على مدار ربع قرن تقريبا، اخذت الحركة بالتراجع اكثر مما كانت عليه عند خسارتها في الانتخابات التشريعية عام 2006.
تشير التقارير ان بداية الانقسامات الحديثة داخل حركة فتح، جاءت بعد قرار عباس فصل محمد دحلان، الملقب برجل فتح القوي، ويتمتع بشعبية كبيرة في المخيمات الفلسطينية، وقطاع غزة بلا شك، واخذت وحدة الحركة تتهاوي شيئا فشيئا مع مرور الوقت.
وقبل وقت قصير من قرار عباس الغاء الانتخابات التي كانت مقررة في مايو عام 2021، اعلن ناصر القدوة تشكيل قائمته المستقلة بعيدا عن حركة فتح التي يترأسها عباس، فقرر الاخير فصله من الحركة وازاحه عن ادارة مؤسسة ياسر عرفات.
تبعه مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الاسرائيلية، والذي يعتبره الشارع الفلسطيني مناديلا فلسطين، فاعلن ترشحه للانتخابات التشريعية والرئاسية، وشكل قائمته مع ناصر القدوة، ابن اخت الرئيس الراحل ياسر عرفات، لتكتمل بذلك صورة باهتة لقائمة عباس والحركة التي يتزعمها، ويقرر اخيرا الغاء اجراء الانتخابات الى اجل غير مسمى.