يشكل ملف اللقاحات في فلسطين سراً خفياً، ولغزاً محيّراً، للمواطن الفلسطيني الذي ينتظر وصولها بفارغ الصير بعد أن فقد الأمل بالحكومة لحمايته من الوباء الذي آتي على كل شيء.
كثرت الشائعات، والأحاديث في الأيام الماضية عن وصول الآلاف من جرعات اللقاح، لمخازن وزارة الصحة، لم يتم الإعلان عنها.
أحاديث ارتبطت بتساؤلات كثيرة، لا تخلو من لغة التشكيك والاتهام، عن مصير هذه اللقاحات التي لم تسلم من المحاصصة وأبناء “عظام الرقبة” من المسؤولين كما يقول كثير.
إذ يُقابل حالة الشك هذه، حالة مأساوية للوضع الصحي في البلاد، إثر القفزة الكبيرة التي شهدها المنحنى الوبائي صعوداً.
إقرأ أيضاً :
السلطة الفلسطينية تحجب 20 الف جرعة من اللقاح الروسي عن المواطنين والطواقم الطبية
اللّقاح.. ومقياس الثقة
شكّل ملف اللقاحات، واحداً من أهم معايير مقياس ثقة المواطن الفلسطيني بحكومة الدكتور محمد اشتية.
كورونا كانت بمثابة الاختبار الحقيقي للحكومة، لتكشف عن قدراتها وما يمكن أن تقدمه لشعب يعاني الكثير من المصاعب والمتاعب قبل كورونا والتي زادت بعدها.
بداية اختبار الثقة الحقيقي للحكومة في إدارة ملف كورونا، كان بوصول 60 ألف جرعة من اللقاح الروسي، لم تعلن الحكومة عن وصوله وقتها، كما أنها لم تفصح عن الأشخاص الذي تلقوّنه، إلا تحت ضغط شعبي كبير، ليتبين لاحقاً أن الدفعة الأولى التي وصلت لصالح العاملين في القطاع الصحي ذهبت لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية ومن هم في دائرتها، لترسب الحكومة في اختبار الثقة هذه.
الوعودات والمواعيد التي كانت تقدمها الحكومة المواطن عن موعد وصول دفعات جديدة من اللقاح، ساهمت أيضا بزيادة فقدان ثقة المواطن بالحكومة، لأن شيئاً منها لم يصل.
حزّورة اللقاح.. “وصل ولا ما وصل”؟
بات وصول اللّقاح للأراضي الفلسطينية، بمثابة (الحزّورة)، فلا يكاد يمر يوم حتى تضج مواقع التواصل الاجتماعي، بأخبار تتحدث عن وصول دفعة من اللقاحات إلى فلسطين، فينتهي الحديث بتساؤل: “وصل اللّقاح ولا ما وصل”؟.
غياب المعلومة الرسمية، أو ربما شفافية الحكومة في التعامل مع ملف اللّقاح زاد من ضبابية المشهد، وفتح المجال أمام الاجتهادات والتسريبات عن وصول دفعات من اللّقاحات إلى رام الله، سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة.
رئيس الحكومة محمد اشتية أكد في تصريحات متلفزة يوم الأربعاء، 17 مارس، أن الدفعة الأولى من اللقاح ستصل خلال أقل من أسبوع بتبرع من مؤسسات دولية.
وأوضح أن الحكومة خصصت مبلغ 32 مليون دولار منها 20 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي، وأن سبب تأخر وصول اللقاح ليس مادياً، وإنما يتعلق بعدم التزام الشركات المصنّعة له بالمواعيد.
الإعلان عن وصول اللّقاح يأتي بعد فضيحة.. الإعلام الإسرائيلي يكشف ما تخفيه الحكومة
في كل مرة تصل دفعة من اللقاح إلى فلسطين، تأتي التصريحات الحكومية متأخرة، فلا يتم الإعلان عنها إلا بعد الكثير من الاشاعات واللغط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يوم الأربعاء، 17 مارس، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار تتحدث عن وصول دفعة من لقاحي فايزر واستارزينيكا، بناء على أخبار بثها الإعلام الإسرائيلي.
كما أن الإعلام الإسرائيلي، كشف عن وصول 40 جرعة لقاح، قبل أن تخرج وزارة الصحة بعد ساعات من انتشار الخبر لتعلن عن وصول 38 ألف جرعة، الأمر الذي أثار حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث كتب الصحفي أحمد جرار على صفحته على الفيسبوك: ” الإعلام العبري بقول وصلنا 40 ألف لقاح، والصحة بتقول وصلنا 38 ألف لقاح، يمكن ال2000 لقاح المختفيات وقعوا من سيارة النقل عالمطبات وحفر الشوارع الكثيرة في شوارع رام الله!
فيما كتب الصحفي حافظ أبو صبره: ” يعني موقع والا العبري هو الناطق باسم الفلسطينيين !! حدا يطلع يقول وصلنا لقاحات.. الموقع بقول انه صار واصلنا 100000 لقاح .. ومع تطعيم العمال بالداخل بكون اللقاح يفترض انه وصل لربع مليون فلسطيني ..
أما الصحفي أنس حواري غرد قائلاً: ” حتى خبر وصول لقاحات عرفناه من الإعلام العبري”.