يعدّ ” جبريل الرجوب ” أحد الاسماء الإشكالية في الحياة السياسية الفلسطينية التي تلعب اليوم دورا لا يمكن قياسه على أي مسطرة وطنية ولطالما ارتبط اسمه في الذاكرة الوطنية بعلامات الاستفهام مرة والإنتقاد مرة والتشكيك فيه مرات.
من الطفولة الى التعليم الى السياسة
اسمه جبريل محمود الرجوب ويكنّى بـ “أبو رامي” ، وُلد في بلدة دورا قضاء الخليل بالضفة الغربية، في الرابع عشر من مايو 1953، يحمل شهادة الثانوية العامة في فرع الأدبي، وحاصل على شهادة دبلوم في الدراسات الأمنية في روسيا عام 2004 ، ثم حصل على شهادة الماجستيرعام 2009 من جامعة القدس دون ان ينتظم الى صفوف الطلاب في الجامعة.
وينتمي تنظيميا الى صفوف حركة فتح، وبعد عودته عقب اتفاق أوسلو، تقلد منصب رئيس الأمن الوقائي حتى عام 2002 ، ومن هنا بدأت الحكاية،
فالرجل حول جهاز الأمن الوقائي الى أداة ضبطية قمعية سميكة توجه الى أبناء الشعب الفلسطيني ، فيما عرف عنه بأساليب التحقيق القاسية وحملات الاعتقال التي طالت الشباب الفلسطيني وممارسات التعذيب عوضا عن ” المنفعية الزبونية ” التي تغلغلت في مفاصل المؤسسات الأمنية على أساس من شبكة المصالح والتي حولت الجسد الأمني الفلسطيني الى جسد متضخم غير رشيق مترهل في الفكر والأداء.
قاد جهاز الامن الوقائي بطريقة تخدم المصالح الامنية الاسرائيلية. عُلّقت عضويته في المجلس الثوري لفتح، بسبب محاولته السيطرة على الضفة الغربية بمساعدة امريكية بعد تدهور صحة الرئيس الراحل ياسر عرفات، استغل نفوذه الأمني والسياسي لمصالح تجارية ، واحتكر إيرادات عدة مؤسسات اقتصادية ، درّت عليه ملايين الدولارات سنوياً ، يُعرف عن الرجل خصومته السياسية وعدائه لفصائل المقاومة .
” رجل الرياضة الذي يعبث في السياسة ”
يتولى جبريل الرجوب منصب رئاسة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والمجلس الأعلى للرياضة والشباب منذ عام 2008 , وهو العام ذاته الذي أنتخب فيه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح .
وما بين نشاطه الرياضي الذي شهد سقطات ، واحدة تلو الاخرى، ليس آخرها الوقوف دقيقة صمت على 11 ضحية إسرائيلية استهدفهم مقاتلوا حركة فتح في عملية ميونخ عام1972 .
وما بين نشاطه السياسي في منظومة القيادة الحالية؛ يمارس الرجوب عبثا ممنهجا في الحالة الفلسطينية السياسية والوطنية ، وينسجم عبر أدواره وتصريحاته مع مشروع استهداف القضية الفلسطينية وميوله العلني الى الجانب الاسرائيلي.
ويذكر هنا تصريحاته أثناء مقابلته مع القناة الخامسة الاسرائيلية عام 2012 الذي شدد فيها على قدسية حائط البراق ، وأنه من الأفضل أن يرى العالم الفلسطينيات بالشورتات ليس وهن ملثمات “.
واليوم وخلال الظرف التاريخي التي تمر به فلسطين دولة وقضية وشعبا يغدو ” الفريق المتقاعد ” الذي حصل على الرتب في سياق جوائز الترضية الرئاسية
لا يزال الرجوب يدق بيديه وأفكاره مسامير نعش الحلم الفلسطيني ، ويقاوم التغيير الفلسطيني نحو الأفضل. ويغدو على ما هو عليه طفل بحجم كبير يحترف كل أنماط المراهقة السياسية.
يُعرف عن الرجل خصومته السياسية ، وعدائه لفصائل المقاومة ، يُتهم الرجوب بالعمالة والخيانة، وملاحقة وتعذيب وتسليم الكثير من المقاومين والنشطاء، لجهاز الشباك الاسرائيلي، خلال تسلمه الأمن الوقائي.
كما قام الرجل بإلغاء طلب طرد إسرائيل من الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وأكد على قدسية ومكانة حائط البراق في قلوب اليهود.