تمر الأراضي الفلسطينية هذه الأيام بظروف استثنائية نتيجة تداعيات الانتشار الكبير لوباء كورونا في مدن الضفة الغربية.
بعد مرور نحو عام على دخول كورونا إلى فلسطين، وتسجيل عدد قليل من الإصابات وقتها في مدينة بيت لحم، لم يعد الحال اليوم كمان، كورونا باتت بمثابة احتلال آخر.
الاستعدادات لكورونا
يقال أن الكلام في فسحة الوقت سهل، لكن الأفعال في وقت الاختبار والضيق صعبة للغاية، فمنذ وصول كورونا لفلسطين، وبدء انتشارها فعّلت الحكومة قانون الطوارئ لمواجهته، وعزلت المدن عن بعضها، ونشرت حواجز المحبة على مداخلها ومخارجها، للحد من انتشاره.
وزارة الصحة هي الأخرى أعلنت الجاهزية الكاملة للتعامل مع الفيروس، وأكدت أن المستشفيات قادرة على التعامل مع الوباء، لكنَّ اتساع رقعة الفيروس وانتشاره الكبير كشف زيف هذا الاستعدادات وأن الحكومة بمؤسساتها ليست قادرة على مواجهة الفيروس.
عام مرّ والحكومة تبيع الوهم للمواطن الفلسطيني أن الأمور تحت السيطرة، قبل أن تعلن عن عدم قدرتها على مواجهات تبعات هذا الفيروس، على لسان الناطق باسمها إبراهيم ملحم: ” الحكومة لا تمتلك القدرة المالية أو الاقتصادية لمجابهة الفيروس لافتقارها للموارد، وانها قدمت بعض المساعدات للمتضررين في بداية الجائحة، لكن ذلك لم يكن كافياً”.
نظام صحي مهترئ
الجائحة لم تعرِّ الحكومة فقط، بل كشفت عن مدى هشاشة النظام الصحي الفلسطيني وحقيقته وإمكانياته، وقدرته على التعامل مع الأزمات وتحمًل الضغوطات.
فما أن ارتفع منحنى الإصابات اليومي ، حتى ظهرت حقيقة إمكانيات وزارة الصحة، ومستشفياتها، إذ لا يجد مريض كورونا اليوم سريرا داخل المستشفى بعد أن قدرتها الاستيعابية حاجز الــ 100%.
يقول المواطن محمد شاوشه: ” لليوم الثالث بدون توقف احاول الاقي سرير في اي عناية مكثفة في اي مستشفى خاص او غير خاص عشان انقل ابوي عليه ومش لاقي، شعور بالعجز والقهر لما ابوك يمسك ايدك ويقلك من شان الله طلعني من هان، خذني على اي مكان ثاني بس طلعني”.
محمد وغيره الكثير من المواطنين لا يجدون أسرة في المستشفيات لآبائهم وأمهاتهم، الأمر الذي يؤكد أكذوبة الاستعدادات التي صرعت بها وزارة الصحة المواطن الفلسطيني طيلة عام كامل.
المطاعيم والمحاصصة
شكلّ ملف المطاعيم واحداً من الملفات التي مارست فيها الحكومة التضليل على المواطن الذي ينتظرها بفارغ الصبر.
أولى الأكاذيب كانت بإدخال نحو 60 ألف جرعة من المطعوم لفلسطين بتبرع من الامارات، لم تعلن عنها الحكومة، ليتبيّن لاحقاً أنه تم توزيعها على الحكومة وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية والمنتخب الفلسطيني، فيما لم يتم إعطاء الكوادر الصحية أية حصها.
دفعة ثانية من المطعوم وصلت الأسبوع الماضي لم تعلن عنها الحكومة، إلا بعد أن سربت وسائل إعلام إسرائيلية الخبر، فلم يتم تطعيم أي مواطن فلسطيني، في وقت بدأت فيه دول العالم عمليات التطعيم منذ أشهر.
الأنسان الفلسطيني سعيد!!
تزييف آخر للحقائق مارسته الحكومة، بنشرها خبراً مضللاً عبر تلفزيون فلسطين، يتعلق بتقرير لمؤشر السعادة صادر عن الامم المتحدة.
حيث يدعي تلفزيون فلسطين، ان فلسطين حصلت على المرتبة 22 عالميا، من بين الشعوب الاكثر سعادة، في وقت يعيش فيه المواطن الفلسطيني تحت الاحتلال، وفي زمن كورونا، وسط غلاء معيشي كبير، وبطالة مرتفعة.
لكن الحقيقة، ووفقا للتقرير الذي نشرته الامم المتحدة، يظهر ان البحرين تصدرت الثانية بعد العشرين، كواحدة من بين الدول الاكثر سعادة على مستوى العالم.
جملة من القضايا سقطت فيها مصداقية الاعلام الرسمي والحكومة أمام المواطن، في محاولة لتجميل الصورة، مستخدمتا تزييف الحقائق، في وقت اصبحت فيه التكنولوجيا والانترنت من اهم اساسيات الحياة لجميع الناس في مختلف انحاء العالم.