وجهت المواجهات بين اليهود والفلسطينيين في “إسرائيل”(الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948) ضربة قوية لجهود يائير لابيد, المنافس السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة والإطاحة بالزعيم الإسرائيلي بعد سلسلة من الانتخابات غير الحاسمة.
وقال نفتالي بينيت، رئيس حزب يامينا القومي المتطرف، وأحد صناع الملوك بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في 23 مارس آذار، إنه تخلى عن جهود تشكيل ائتلاف مع أحزاب الوسط واليسار بهدف تشكيل حكومة جديدة.
ولا تزال الساحة السياسية بعد الانتخابات دون تغيير إلى حد ما، إذ حصل نتنياهو على فرصة لتشكيل حكومة وأخفق. والآن لا يملك حزب (هناك مستقبل) المنتمي للوسط، بزعامة لابيد أي مسار واضح لتشكيل أغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وقال بينيت، المنتمي لليمين والذي لم يكن دوما على الأرجح على وفاق مع لابيد الأكثر اعتدالا، إنه انسحب من محادثات تشكيل ائتلاف بهدف تشكيل حكومة وحدة أوسع نطاقا بما يخدم مصالح الشعب الإسرائيلي الذي يواجه أزمة.
ويترك هذا التطور المجال مفتوحا أمام احتمال إجراء انتخابات جديدة ستكون الخامسة في غضون ما يزيد بقليل على العامين.
ويقول محللون إن إنهيار شراكة لابيد-بينيت في أعقاب العنف الذي تشهده شوارع إسرائيل قد يمنح نتنياهو وقتا إضافيا لاتخاذ خطوة سياسية تبقيه في السلطة.
وقال بن كاسبيت المعلق في صحيفة معاريف اليوم الجمعة “من لحظة اشتعال (النار) ماتت حكومة التغيير وعادت (حكومة) نتنياهو إلى الحياة”.
وأمام لابيد ثلاثة أسابيع متبقية من تكليف مدته 28 يوما من الرئيس الإسرائيلي ، لمحاولة تشكيل ائتلاف حاكم. وكان اتفاق للتناوب على رئاسة الوزراء بين لابيد وبينيت مطروحا للمناقشة لكنه سيحتاج إلى دعم النواب العرب للحصول على أغلبية برلمانية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بينيت قوله أمس الخميس إن الصراع الحالي مع الأقلية العربية في إسرائيل التي تمثل 21 بالمئة من السكان سيجعل تشكيل مثل هذه الحكومة مستحيلا.
وفتحت “أعمال العنف” بين إسرائيل وغزة جبهة جديدة بتأجيج التوتر بين اليهود الإسرائيليين والأقلية العربية. وتعرضت معابد للهجوم واندلعت اشتباكات في الشوارع مما دفع الرئيس الإسرائيلي للتحذير من حرب أهلية.
وقال منصور عباس، الذي يرأس القائمة العربية الموحدة، للقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي إن بينيت اتصل به ليقول إن ما يسمى “بحكومة التغيير” مع لابيد أصبحت الآن “غير مطروحة على الطاولة”.
وفي كلمة نقلها التلفزيون، عبر لابيد عن أسفه لقرار بينيت لكنه قال إنه سيواصل جهوده لتشكيل ائتلاف.
ولا يرى المعلقون السياسيون الإسرائيليون فرصة تُذكر أمامه للنجاح.