موجز: تعرضت صحفية فلسطينية لتحرش جنسي في احدي مستشفيات السلطة الفلسطينية، بالضفة الغربية. تقدمت الصحفية، وتدعى ميرفت العزة، بشكوى تفيد بتعرضها لتحرش جنسي من قبل اخصائي اشعة في مستشفى خاص في بيت لحم، عندما تعرضت لحادث سير يوم 2 مارس /اذار الماضي، تم نقلها إلى مستشفى في بيت لحم بالضفة الغربية.
عملية التحرش في مريضة بمستشفى فلسطيني
تعرية المريضة وملامسة اعضاء جسدها: تقول الصحفية ميرفت، في بث مباشر، نشرته على صفحتها، واطلعت عليه بدون رقابة، إنها تعرضت لحادث مروري في الثاني من ارس / اذار، ونتيجة لذلك، نُقلت إلى مستشفى خاص تابع للسلطة الفلسطينية في بيت لحم ، لإجراء فحص طبي، وتضيف ميرفت أنه خلال فحوصات الأشعة، جرد أخصائي الأشعة جسدها العلوي من ثيابها ووضع يديه على صدرها.
وأكدت ميرفت، أن المستشفى مجهز بكاميرات مراقبة ، لكن المستشفى قدم جزءًا من شريط مسجل بكاميرا مراقبة مثبتة خارج غرفة الاشعة، تظهر فيه وهي تعيد ترتيب ملابسها، خلال مغادرتها غرفة الاشعة.
لجنة تحقيق: قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، انها شكلت لجنة تحقيق داخلية في الشكوى التي تقدمت بها ميرفت العزة. وقالت وزارة الصحة، في بيان يوم السبت، إنّها “لا تستهين بهذا النوع من الشكاوى، وتنظر إليها بخطورة بالغة”.
تشكيك بنزاهة التحقيق: شككت الصحافية العزة في نزاهة وشفافيّة لجنة التحقيق الداخلية التي فنّدت روايتها، وقدّمت لجنة التحقيق نتائج عملها وتوصياتها إلى وزيرة الصحة مي الكيلة، واُرسلت نسخ من نتائج التحقيق والتوصيات الى النيابة العامة والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
شكوى ميرفت العزة
وعلى اثر تشكيك الصحافية العزة، دعت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة، تضم نقابة الصحافيين، والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ومنظمات مجتمع مدني معنية بحقوق المرأة، وممثلًا عن المشتكية، وممثلًا عن نقابة الأشعة، وأن تستعين اللجنة بأي جهة تراها مناسبة ومهمة لكشف الحقيقة، وذلك من منطلق الحرص على صون كرامة وحقوق وشرف المرضى وجميع المواطنين والمواطنات سواء داخل المرافق الصحية الحكومية والأهلية والخاصة، والتأكد من وجود بيئة آمنة داخل المرافق الصحية، ولمكاشفة الجمهور الفلسطيني، والعمل على إبراز الحقيقة الكاملة.
فني الاشعة يعاني من مشكلة صحية في يده: قالت وزيرة الصحة مي الكيلة في حديثها لاحدى وسائل الاعلام بشأن قضية التحرش، “إن تقرير اللجنة الذي اطّلعت عليه في آخر يوم دوام قبل العطلة، جاء فيه أن “فني الأشعة عنده مشكلة في يديه”، ورفضت الوزيرة أن تدلي بمزيد من التفاصيل عن محتوى تقرير نتائج لجنة التحقيق في القضية.
وبالاشارة الى ان فني الاشعة يعاني من “مشكلة” في يديه، يطرح سؤوال اخر، هل هو مؤهل لممارسة عمله؟
تحويل الى فحص نفسي: احالت النيابة العامة الفلسطينية، الصحفية ميرفت العزة، لإجراء فحوصات نفسية وعقلية، بعد تقدمها بشكوى تحرش جنسي، من قبل فني أشعة في مستشفى خاص بمدينة بيت لحم، الشهر الماضي.
بعد أيام قليلة من طلب النيابة العامة إجراء فحوصات نفسية ، توجهت ميرفت إلى مستشفى الأمراض العقلية في بيت لحم، وخضعت للفحوصات على مدى يومين ، في اليوم الأول لمدة ساعة ، وفي اليوم الثاني لمدة ساعتين ، مبينة أنه وجهت إليها عدد كبير من الأسئلة ، “أما الفحوصات المتعلقة بالصدمة التي تعرضت لها بعد الحادث ، فلم تستغرق وقتاً طويلاً”.
ولا تعتقد ميرفت العزة أن هذا الفحص يجري لأي امراة تقدمت بشكوى لدى النيابة من تعرضها للتحرش، حيث أن المشتكية بحاجة لأناس خبراء وداعمين لها من الصدمة التي تعرضت لها عقب التحرش، “ولكن نوعية الأسئلة والنظرات والدائرة التي كانت تحيط بها لم تراعي هذه المشاعر” وفق قولها، مؤكدة أنها “تحارب حتى تبقى بكامل سلامتها النفسية وبتركيز كبير على القضية، وصولاً لنيل حقها”.
تحصين الخدمات العامة: الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان) قال في بيان صحفي، اطلع عليه بدون رقابة، قال فيه ان ائتلاف أمان يتابع باهتمام قضية التحرش بحق الصحفية ميرفت العزة، وهي من ضمن مطالباته المستمرة بضرورة تحصين الخدمات العامة ضد فرص الفساد، وبخاصة الفساد المبني على النوع الاجتماعي، سواء كان في المؤسسات العامة أو الخاصة التي تقدم خدمة عامة.
تعاني غالبية مستشفيات السلطة الفلسطينية بشكل عام من نظام رقابة داخلي ، وتفتقر إلى شروط صارمة تتعلق بالفحوصات الطبية ، خاصة تلك التي تتطلب إجراؤها من نفس جنس المريض.
أكد ائتلاف أمان في بيانه، على ضرورة تطوير ووضع تدابير وقائية لتجنب فرص التحرش والابتزار الجنسي في أماكن العمل بإساءة استغلال السلطة والمنصب للحصول على منافع شخصية. وفي هذا المجال، يواصل ائتلاف أمان مطالبته بضرورة تجريم التحرش والابتزار الجنسي في أماكن العمل ضمن قانون مكافحة الفساد، خاصة وأن خطورة هذه الجرائم يكمن بكونها جرائم مستترة قد يصعب على الضحية إثارتها أمام الرأي العام، وتقديم شكاوى لفضح هذه الجريمة بسبب قصور سياسات الحماية والتشريعات، وكذلك ضعف أنظمة الشكاوى ومواءمتها للنوع الاجتماعي، إضافة للثقافة المجتمعية السائدة.
وشدد ائتلاف أمان على ضرورة أن يتم التعامل مع شكوى الصحفية العزة بموجب قواعد العناية الواجبة من قبل وزارة الصحة والنيابة العامة، بما يضمن شفافية الإجراءا
تعرض لضغوط: تقول الصحفية ميرفت العزة، انها تتعرض لضغوط من اطراف مختلفة، لوقف الشكوى التي تقدمت بها. ائتلاف أمان دعا الأطراف المجتمعية بالتوقف عن الضغط على الضحية لوقف شكواها، وبتوفير ضمانات لكسر الصمت عن مثل هكذا جرائم تلحق بالنساء.