رغم معاناة السلطة الفلسطينية من أزمة مالية هي الأسوأ منذ تأسيسها، إلا أن سياسية التعيينات لأشخاص محسوبين ومقربين من قيادات السلطة مستمرة.
ففي الوقت الذي تشهد فيه الضفة الغربية نِسَب بطالة متزايدة سنويًّا، تُفتَح أبواب الوظائف على مصراعيها أمام أبناء القيادات في السلطة الفلسطينية وكبار الشخصيات في حركة فتح، دون الرجوع إلى سند قانوني في ذلك.
وتعطى التعيينات في الإدارات العامّة، ووكالات الوزارات، والمناصب حساسة في القضاء إلى أقارب قيادات السلطة الفلسطينية.
محتويات الخبر
تعيينات جديدة من السلطة الفلسطينية
قبل أيام، أصدر الرئيس محمود عباس مرسوما رئاسيا بتكليف مؤيد إبراهيم صلاح شعبان قائما بأعمال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان خلفا لوليد عساف.
التكليف هذا أثار علامات استفهام وتساؤلات كثيرة، عن الألية التي يتبعها الرئيس عباس في اختيار الشخصيات التي تشغل المناصب في السلطة.
أهل الولاء.. أولا!
منذ سنوات عمد الرئيس عباس على تعيين الأشخاص الأكثر ولاء وإخلاصا له، في مناصب حساسة بالسلطة الفلسطينية، لاعتبارات تخص استمرارية حكمه وإحكام قبضته على كل مفاصل السلطة وفتح.
مقابل التعيينات هذه، مارس عباس حملة اقصاءات واسعة طالت قيادات معارضة له من الصفين الأول والثاني في فتح والسلطة، بسبب انتقادهم لسياسته.
التعيينات التي يقوم بها عباس تتم بناء على أهواء شخصية لا علاقة لها بالكفاءة والأحقية، وإنما تخضع لمعيار الثقة والمحاباة.
نموذج حيّ
يحرص عباس على تعيين أبناء المسؤولين في حركة فتح بمناصب عليا، بعيدا عن أي اعتبار تتعلق بالمهنية والكفاءة.
ومن جملة التعيينات التي قام بها عباس، تعيين قائد الشرطة برام الله السابق حازم عطا الله سفيرًا في بلغاريا، وليث عرفة سفيرا في ألمانيا، ورويد أبو عمشة سفيرًا في جيبوتي، وعبد الله أبو شاويش سفيراً في نيجيريا، وحسني عبد الواحد سفيراً في إسبانيا، ورولا ابنة القيادي في حركة فتح جمال محيسن سفيرةً في السويد، أما ابنه معتصم محيسن فعين مديراً لمديرية صحة رام الله والبيرة. كما تمت ترقية وائل الشيخ ليصبح وكيلًا لوزارة الصحة، وهو ابن شقيق وزير التنسيق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ.
تكافؤ الفرص
قبل أشهر نشر موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني تقريرا، تحدث فيه عن انعدام تكافؤ الفرص في العمل في فلسطين، حيث يعاني الشباب من نسب بطالة مرتفعة.
صفحة الوظائف الشاغرة في الموقع الرسمي لديوان الموظفين العام لا تعرض طلبات تعيين في أي مناصب حكومية عليا.
فخلال السنوات العشر الماضية، نشرت الجريدة الرسمية “الوقائع” 84 قرارا لتعيين سفراء جدد وإعلانات ترقيتهم إلى رتبة سفراء، 23 منها لأبناء وأقارب أعضاء السلك الدبلوماسي.
تنص المادة 17 من قانون الخدمة المدنية الفلسطيني لسنة 1998 على أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية يعين نواب (الوزراء) والمدراء العامين (للوزارات) بناءً على توصيات مجلس الوزراء، بينما يُعيّن كبار المسؤولين الحكوميين وفقًا للقرارات التي يتخذها مجلس الوزراء بناء على توصية مدير الدائرة المعنية.
اقرا أيضًا: