المصالحة الفلسطينية .. المحاولة الاخيرة!

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية (يمين) يلتقيان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي في أنقرة. يوليو 2023.

المحاولة مع تركيا: أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان محادثات في أنقرة الأربعاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، قبيل اجتماع مهم للفصائل الفلسطينية ينعقد نهاية الأسبوع في القاهرة.

قال إردوغان الذي تربطه علاقات جيدة مع كل من عباس وهنية إن حكومته ستبذل ما في وسعها للدفع باتّجاه مصالحة فلسطينية.

وأفاد خلال اجتماع الأربعاء المغلق بأن غياب الوحدة بين الفلسطينيين يصب في مصلحة “أولئك الساعين لتقويض السلام”، وفق ما ذكر مكتب الرئاسة التركية.

وقال مسؤول في الرئاسة الفلسطينية لفرانس برس إن عباس “دعا جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لحضور اجتماع قادة الفصائل” المقرر الأحد في القاهرة.

وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الاجتماع سيناقش “كيفية مواجهة العدوان ضد الشعب الفلسطيني، خصوصا من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وتعزيز الوحدة الفلسطينية”.

وذكرت مصادر مقربة من حركتي فتح وحماس بأن اجتماع أنقرة “ركّز على الوحدة بين الفلسطينيين وسبل وضع حد للانقسامات”.

وقالت المصادر إن الاجتماع “مهم للغاية خصوصا في ضوء تواصل العدوان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية وتواصل النشاط الاستيطاني”.

تصاعد التوترات: منذ مطلع العام الماضي، شهدت المنطقة سلسلة عمليات فلسطينية ومواجهات في شمال الضفة الغربية، واعمال عنف قام بها مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين.

وفي وقت سابق هذا الشهر، نفّذت “القوات الإسرائيلية” عملية استمرت يومين في مخيم جنين، حيث جرفت  ودمرت البنية التحتية ومناطق واسعة، وقتلت 12 فلسطينيا بينهم مسلحون وأطفال.

تعد عملية جنين من بين أكبر  العمليات العسكرية التي نفذها الجيش “الإسرائيلي” في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل اكثر 15 عام. 

تأجيل زيارة نتانياهو: يقيم عدد من كبار المسؤولين في حماس في تركيا، رغم أن معظم الدول الغربية تعتبر الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منظمة إرهابية.

ويزور هنية تركيا بشكل دائم، على غرار رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل.

يعد إردوغان من أبرز أنصار القضية الفلسطينية، لكنه بدّل استراتيجيته الإقليمية وتقارب مع الدولة العبرية بعد سنوات من التوتر.

وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تركيا هذا الأسبوع، لكن الزيارة تأجّلت لاحقا بعدما خضع لعملية جراحية نهاية الأسبوع الماضي فيما تشهد إسرائيل احتجاجات على خلفية إصلاحات قضائية مثيرة للجدل.

هل ادار الرئيس الفلسطيني ظهره للسعودية والجزائر؟ يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد ادار ظهره للسعودية والجزائر فيما يتعلق بدورها الطويل في محاولة اتمام المصالحة الفلسطينية.

ففي حين كانت الدول العربية قد لعبت دورا رئيسيا في مساعي جادة لاتمام المصالحة الفلسطينية في الماضي، إلا أن التقارير لم تشر ان الدول العربية تشارك في الجهود الأخيرة التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سوى ان القاهرة سوف تستضيف انعقاد اجتماع الفصائل الفلسطينية خلال الايام القليلة القادمة.

ويبدو أن هذا الموقف الفلسطيني ناجم عن عدد من العوامل. اهمها، عدم جدية الفلسطينيين (قيادة السلطة الفلسطينية) في مساعيهم السابقة التي بذلتها مصر والسعودية والجزائر في تحقيق المصالحة.

امضت الدول العربية، خاصة الاردن والسعودية ومصر ومؤخرا الجزائر، محاولات عديدة في رأب صدع الشقاق الفلسطيني الداخلي. ووقعت الاطراف الفلسطينية المتخاصمة عدد من اتفاقيات لانهاء المصالحة، لكنها لم تراوح مكانها، وبقيت حبرا على ورق.


تراجع الاهتمام العربي في المصالحة الفلسطينية:
عدم جدية الفلسطينيين في مساعيهم السابقة، واستخدام قيادة السلطة الفلسطينية ملف ولقاءات  المصالحة بسبب عدم قدرتها على تقديم  أي شيء جديد في المشهد الفلسطيني وللهروب من مشكلات داخلية. هذا جميعه من العوامل التي قد تكون ساهمت في تراجع اهتمام الدور العربي في المصالحة الفلسطينية. بالاضافة الى الانشغال بقضايا أخرى، مثل الحرب في سوريا واليمنة

من المرجح أن تستمر الأزمة الفلسطينية الداخلية في التفاقم في ظل غياب أي جهود فلسطينية جادة لحلها.


عدم جدية السلطة الفلسطينية:
أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مطلع الأسبوع الجاري، أنها لن تشارك في لقاءات الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة، في حال استمرت السلطة الفلسطينية في اعتقال عناصر من جماعتها.

ويعتبر الاعتقال السياسي الذي تمارسه السلطة الفلسطينية مطلبا رئيسيا للفصائل التي ستشارك في اجتماع القاهرة. ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس إطلاق سراح عناصر وقيادات عسكرية محسوبة على حركتي الجهاد وحماس.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد اتهمت السلطة الفلسطينية بممارسة “اضطهاد سياسي” ضد عناصرها، وطالبت بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. السلطة الفلسطينية اكدت أنها لن تتخلى عن ما وصفته “حقها” في اعتقال المسلحين الذين يشكلون خطرا على أمنها واستقرارها.

ويبدو أن الخلاف بين السلطة الفلسطينية والجهاد وحماس حول الاعتقال السياسي سيظل عائقا أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية.


ما هي اهمية لقاء أنقرة؟
يعد لقاء أنقرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية خطوة مهمة في طريق المصالحة الفلسطينية. فهذا اللقاء هو الأول بين الطرفين منذ سنوات عديدة، ويمثل رغبة حقيقية من الطرفين في إنهاء الانقسام الفلسطيني.

لكن نجاح اتمام المصالحة الفلسطينية يعتبر اكثر اهمية، وما لم يتم انهاء الانقسام ستجد الاطراف الفلسطينية نفسها في انعزال اقليمي ويدفع ذلك الى اضعاف الموقف الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل وفي المحافل الدولة كذلك.  

بدون رقابه / وكالات
Exit mobile version