لأول مرة منذ عام 2000 الذي شهد انطلاق انتفاضة الأقصى، تدخل اليوم كل مدن ومخيمات وقرى فلسطين المحتلة على خط المواجهة وتنخرط مكونات الشعب الفلسطيني في وحدة حال عنوانها مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض فمن غزة الى اللد ومن القدس الى جنين ومن نابلس الى حيفا العنوان واحد وهو فلسطين.
أمام هذا الحراك الشعبي الواسع، يتساءل كثيرون أين هي السلطة الوطنية الفلسطينية اليوم من مساحة الفعل الوطني هذا ؟
” تصريحات اعلامية تعاكس التحركات “
تحول مسؤولو السلطة الفلسطينية خلال الاحداث الاخيرة التي شهدتها القدس المحتلة ، و التي أسفرت عن مئات الجرحى والمعتقلين الى ضيوف اعلاميين على شاشات القنوات الفضائية ومغردين على منصات التواصل الاجتماعي.
يتهم الفلسطينيون السلطة الفلسطينية بالعجز أو ربما التخاذل في اتخاذ موقف حقيقي يردع التمادي الاسرائيلي وسياسات الاستيطان الممنهجة.
ردود أفعال خجولة
لم يكن سقف الحديث لدى مسؤولي السلطة الفلسطينية بمستوى الحدث، وبمستوى الهبة الجماهيرية التي تشهدها الساحة الفلسطينية، ولا يعادل كذلك مستوى الخطر الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك.
تصريحات السلطة الفلسطينية اقتصر فقط على بيانات الشجب والاستنكار من خلف الشاشات والمكاتب الفاخرة في مقر المقاطعة بمدينة رام الله.
تحرك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اقتصرت على مطالبات خجولة للمجتمع الدولي من أجل الضغط على إسرائيل لوقف انشطتها في القدس المحتلة.
أما وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، فقد صرح بأن السلطة تدرس خيارات متعددة للرد على إسرائيل، دون الكشف عن طبيعة وشكل هذه الخيارات.
فيما تحدث رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية عن أن مجلس الوزراء في حالة انعقاد مستمرة لمتابعة التطورات في القدس، مبيناً أن القدس تعيد اليوم وهج القضية امام من يحاولون عبثا طمس هويتها.
أجهزة السلطة تقمع المسيرات المتضامنة مع القدس
بيدَ أن هذه التصريحات التي غزت الاعلام من مسؤولي السلطة قابلها تحركات معاكسة لدى اجهزة السلطة الفلسطينية ومسؤوليها، فقد دعا محمود عباس في اجتماع عاجل مساء يوم الاحد داخل مقر الرئاسة (مقر المقاطعة) على ضرورة وضع حد للمظاهرات والاحتجاجات وشدد على أهمية التنسيق الأمني مع الجانب الاسرائيلي.
و قامت الاجهزة الامنية الفلسطينية مساء أمس بفض مظاهرات قام بها شبان فلسطينيون تضامنا مع القدس المحتلة في مدن الضفة الغربية.
وخلال الاسبوع الماضي، واثناء ذروة الاحداث في البلدة القديمة داخل القدس قدمت أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية معلومات للجانب الاسرائيلي عن مكان سيارة استخدمها منفذ عملية حاجز زعترة وسط الضفة الغربية المحتلة.