بدون رقابة - أخبار
يسير موكب محمود الهباش بمركبته المصفحة ترافقه مركبتين إضافيتين من نوع “تويوتا لاند كروز” معبئة برجال أمن مسلحين، من منزله في حي الطيرة الملاصقة لبلدة رام الله القديمة، من أجل لقاء مجموعة صحافيين إسرائيليين على وليمة إفطار في إحدى المطاعم الراقية في مدينة رام الله، و أجهزة السلطة الامنية وفرت ظروف أمنية و حراسة رافقتهم عبر حاجز قلنديا، 9كليومتر حنوب مدينة رام الله بـ الضفة الغربية.
مشهد موكب الهباش الذي يعمل مستشار لرئيس السلطة الفلسطينية يزعج الشارع الفلسطيني عامة و على وجه الخصوص المواطنين في المدينة البسيطة، لما يتسبب به من إزعاج و إغلاق للطرقات التي يستخدمها.
“متى سيكون هناك تغيير” سألت الصحفية “تال شاليف” التي تعمل لصحيفة “والا” الاسرائيلية المملوكة لشركة بيزك للاتصالات. أجابها الهباش أن ذلك “يعتمد على الشارع الفلسطيني. حل الدولتين في خطر بسبب سياسة بنيامين نتنياهو. فإذا لم يكن هناك حل دولتين. فالحل الوحيد سيكون دولة واحدة لشعبين”.
في سياق حديث الهباش للصحفية شاليف قال، “أن الهدف من دعوة مجلس الأمن هو التعبير عن الرد الفلسطيني الرسمي على خطة ترامب و هذا الهدف تحقق”، بحسب تعبيره. و يضيف أن القيادة إذا توصلت الى استنتاج و حاجة الى مناشدة أخرى لمجلس الأمن أو الجمعية العامة، فهذا الامر يعتمد على قرار و تقدير القيادة.
وفي بداية فبراير الحالي قدمت السلطة الفلسطينية مشروع قرار بواسطة تونس و أدونيسيا اللتين تشغلان مقعدين غير دائمين في مجلس الأمن، يتضمن المشروع إدانة خطة السلام التي طرحها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في 28يناير، و تخفيف لهجة القرار الذي يمتنع عن التطرق الى ذكر الولايات المتحدة الأمريكية.
و بعد يوم واحد من تعديل صيغة مشروع القرار قامت السلطة الفلسطينية بسحب المشروع بالكامل و أكتفى الرئيس محمود عباس بخطاب استغرق 38 دقيقة لاقى معارضة كبيرة في الشارع الفلسطيني لما يتضمنه من استجداء و استثناء من ذكر الشهداء و الاسرى و الجرحى و وصف المقاومة و النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي بـ”الارهاب”.
كبير المفاوضين د. صائب عريقات نفى حينها أن قد تم سحب القرار، و تبين لاحقا أن الدبلوماسية الفلسطينية التي تعول عليها قيادة السلطة الفلسطينية لم تنجح في جمع 9 اصوات من أصل 15 صوت في مجلس الامن لصالح القرار و تم فعلا سحب القرار.
الياس زنانيري، نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي والذي يعتبر أحد المنسقي الصغار للتطبيع مع الاحتلال
الاسرائيلي، يسكن في مدينة القدس و يحمل الجنسية الاسرائيلية يخبر الصحفية “نوا لانداو” التي تعمل لصحيفة هآرتس العبرية، “لقد إنحفض الجبل قليلا، و صفقة القرن أصبحت وراءنا، الوضع اليوم لا يسمح بالحوار مع إدرة ترامب و الحكومة الانتقالية الاسرائيلية، سنرى بعد الانتخابات”. و يضيف النزنانيري لـ نوا، “أن ترامب ليس نهاية الطريق، و سيواصل الاسرائيليون و الفلسطينيون العيش هنا بعد ترامب”.
يبدو أن قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، تعيش في عالم مختلف عن الواقع و مجريات الاحداث الحقيقية، أم أنها جزء مساهم في الخطة، يتمحور دورها في ضبط الشارع الفلسطيني وإبقاء الظروف على ما هي عليه. حيث أعلن الاحتلال الاسرائيلي يوم 14 فبراير عن تشكيل لجنة اسرائيلية-أمريكية تتكون من ٦ اشخاص. من ٣ اسرائيليين و ٣ أمريكيين، لتنفيذ ما جآء في خطة ترامب تتضمن رسم الخرائط التفصيلية.
و أعلن السفير الامريكي “ديفيد فريد مان” وهو الامريكي الوحيد من اللجنة الامريكية الذي يسكن خارج الولايات المتحدة الامريكية، أنه يتوقع البدء في تنفيذ خطة الرئيس ترامب بعد الانتخابات الاسرائيلية المزمع إجراؤها يوم ٢ مارس المقبل، و ستتم بالتنسيق مع واشنطن، و أي إجراء أحادي سيضر ما جآء بالصفقة و بنودها.
Israel is subject to the completion a mapping process by a joint Israeli-American committee. Any unilateral action in advance of the completion of the committee process endangers the Plan & American recognition.
— Ambassador Tom Nides (@USAmbIsrael) February 9, 2020
المتحدث بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قام باستضافة صحافيين اسرائيليين أيضا وقال لهم “أن العلاقات الأمنية بين إسرائيل و السلطة الفلسطينية لن تدوم الى الابد” مبديا اسعداد السلطة أن توقع على اتفاق خلال اسبوعين مع اسرائيل اذا منحتهم دولة عاصمتها الشرقية. و أضاف” أن زيارات السودان وأوغندا لن تجلب السلام. عليك أن تعيش مع الفلسطينيين، وليس مع السودانيين والأوغنديين”.
أشرف العجرمي الذي شغل منصب وزير الاسرى في السابق، أعرب عن خييبة أمل الفلسطينيين التي لم يراها طوال حياته، بحسب تعبيره. و اضاف “أن هناك اضطرابات في الشارع و الجمهور ينتظر لمعرفة ماذا سيحدث و هل هناك ضم بالفعل”.