مذكرة هولندية: حذرت مذكرة سرية صادرة من ملحق الدفاع الهولندي في السفارة الهولندية في تل أبيب الحكومة، من أن الجيش الإسرائيلي “يعتزم التسبب عمدا في إحداث دمار هائل للبنية التحتية والمراكز المدنية” في قطاع غزة، وهو ما يفسر “ارتفاع عدد القتلى” بين الفلسطينيين المدنيين. وتصف المذكرة تصرفات إسرائيل بأنها “قوة غير متناسبة” و”انتهاك للمعاهدات الدولية وقوانين الحرب”، حسبما أفاد المجلس النرويجي للاجئين.
والمذكرة، التي اطلع عليها المجلس النرويجي للاجئين، كتبها الملحق العسكري في السفارة الهولندية، الذي يراقب الوضع في قطاع غزة بشكل مكثف مع فريق عسكري.
وتتناقض النتائج الواردة في التقرير السري الهولندي بشكل صارخ مع التصريحات العلنية للجيش الإسرائيلي، الذي يدعي أنه يفعل كل ما في وسعه لمنع “مقتل” المدنيين الفلسطينيين.
وفي نهاية هذا الأسبوع، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي، غارات جوية وبرية على محيط مستشفى الشفاء في غزة. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتقى 11 ألف فلسطيني في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
الحكومة الهولندية تعرف اساسا: ووفقا للمجلس النرويجي للاجئين، تظهر المذكرة أن الحكومة الهولندية “تعرف” أن إسرائيل تختار بوعي نهجا عسكريا لا يرحم، مما يؤدي الى ارتقاء أعداد كبيرة من الضحايا.
ومع ذلك، لم يقم رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته، ووزير الخارجية هانكي بروينز سلوج، بإدانة الإجراءات الإسرائيلية. وقال “روته” يوم الأربعاء بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “يجب أن تظهر أن ما تفعله متناسب” وتتصرف ضمن حدود القانون. وحتى الآن، رفض روته الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وبحسب المذكرة، فإن النهج العسكري الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية هو بدافع الانتقام. ونقل المجلس النرويجي للاجئين عن الوثيقة أن “المشاعر والغضب تتردد في الإحاطات الإعلامية للجيش الإسرائيلي”.
استخدام القوة المميتة للانتقام: ومن أجل الحد من الخسائر من جانبه، يسارع الجيش الإسرائيلي إلى استخدام القوة المميتة، كما جاء في المذكرة.
كما أشارت السفارة الهولندية إلى أن الجيش الإسرائيلي يطبق “عناصر” من عقيدة الضحية – وهي استراتيجية استخدمت لأول مرة في الحرب في لبنان عام 2006 والتي “تهدف عمداً إلى التسبب في تدمير هائل للبنية التحتية والمراكز المدنية” مع قتل أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين, امر مفروغ منه. وجاء في المذكرة أن ذلك ينتهك قوانين الحرب.
ووفقاً للسفارة الهولندية، فإن هدف إسرائيل المعلن المتمثل في “انتصار عسكري واضح على حماس” من المستحيل تحقيقه. وحتى لو تم تدمير حماس بشكل شبه كامل، فإن إيديولوجية الحركة الأصولية سوف تظل باقية. لا يوجد رد عسكري على هذا، إنها مسألة سياسية”.
التهجير الى سيناء: كما أثارت السفارة مخاوف بشأن خطط إسرائيلية مسربة لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة قسراً إلى صحراء سيناء في مصر. وكتبت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا عن وثيقة سياسية ذكرت هذا الخيار، مما أثار مخاوف من التطهير العرقي. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الخطة بأنها “افتراضية”، لكن السفارة الهولندية تعتبرها خطيرة. “العديد من الأشخاص – بما في ذلك البرلمانيون والمستشارون والجنود – لا يرفضون هذا الخيار باعتباره متطرفًا، ولكنه حقيقي”.
ولم تقدم وزارة الخارجية الهولندية ردا موضوعيا على المذكرة. وشددت فقط على أن الملحق العسكري هو أحد “المصادر المتعددة” المستخدمة في إعداد المشورة السياسية للوزير. وقالت الوزارة: “هولندا تشعر بقلق بالغ إزاء خطورة وحجم الصراع”. “يجب منع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين على الجانبين قدر الإمكان.”