مع اقتراب موعد زيارة الرئيس جو بايدن ، الى إسرائيل والضفة الغربية ، يرى الفلسطينيون ان الزيارة بمثابة إجراء شكلي ، و “لن تحقق اختراق ح”قيقي في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الانباء الصينية شينخوا، عن مراقبون قولهم، “إن إدارة بايدن غير جادة في إيجاد حلول سياسية للقضية الفلسطينية وتعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين فقط مع إبقاء السيطرة الأمنية بيد إسرائيل”.
واكد البيت الأبيض في بيان قبل أيام، أن بايدن سيصل إلى إسرائيل في 13 يوليو المقبل، في زيارة تستغرق 40 ساعة، كما سيزور الأراضي الفلسطينية ويلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة بيت لحم.
وكان وفد أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية باربر ليف وصل منذ عدة أيام إلى الضفة الغربية، وأجرى لقاءات منفصلة مع الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه محمد اشتية وحسين الشيخ مسؤول التعاون والتنسيق مع اسرائيل، والذي كلفه عباس مؤخرا بمنصب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تحضيرا للزيارة والتشاور حول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.
السلطة الفلسطينية تستجدي ادارة بايدن لإعادة الدعم
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض في حديث لوكالة شينخوا، بأنه “لا يتوقع الفلسطينيون أن يتم إحراز اختراق أو تغيير جذري بالموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية أو حتى بما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي (…) كل ما سمعناه من واشنطن أنها مع حل الدولتين هي مجرد تصريحات فهي لم توضح متى وكيف وأين وما هي الآليات لتجسيده على أرض الواقع”.
ويعتقد عوض بأن الزيارة يجب أن يسبقها خطوات ملموسة مثل “رفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قوائم الإرهاب وفتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن واستئناف المساعدات للسلطة الفلسطينية وفتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وهذه وعود قطعتها الإدارة الأمريكية ولكن لم تنفذ حتى الآن”.
ويقول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن بايدن قد يعلن خلال زيارته تقديم حوافز اقتصادية وخطوات رمزية للفلسطينيين ولا تزعج الإسرائيليين في ذات الوقت مثل (توسيع الولاية الجغرافية الفلسطينية في بعض مناطق الضفة الغربية وتجميد معين للاستيطان وإشراف رمزي على المعابر الحدودية).
وغلب الإحباط واليأس لدى القيادة والشعب الفلسطيني بعد مرور نحو 29 عاما من توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل لإنهاء عقود من الصراع، فيما وصلت الأمور إلى طريق مسدود واستمر الاحتلال الإسرائيلي دون الحديث عن حقوق سياسية وطبيعية للشعب الفلسطيني.
وكان موقع “اكسيوس” الامريكي ذكر في وقت سابق، عن مصدر مطلع على مكالمة هاتفية وُصفت بالـ “صعبة” جرت بين وزير الخارجية توني بلينكن وعباس. واشار الموقع ان عباس محبط من سياسة الولايات المتحدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وما يعتقد ان إدارة بايدن بوعودها التي منحته اياه في السر والعلن.
وفي سياق المحادثة الهاتفية، قال عباس ، وفقا لمصدر مطلع على المكالمة لموقع “اكسيوس ، “انتهيت. هذه هي النهاية”.
وزعم مسؤولون فلسطينيون خلال الايام الماضية من أن القيادة الفلسطينية ستطبق قرارات المجلس المركزي الأخيرة المتعلقة بإعادة صياغة العلاقة مع إسرائيل والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ردا على استمرار الوضع الحالي.
ويتطلع الفلسطينيون إلى إيجاد حل في التعامل مع إسرائيل، بعد اكثر من عشر سنوات من التهميش، رافق ذلك رفض الحكومات الإسرائيلية الجلوس على طاولة المفاوضات او حتى اجراء مقابلة مع الرئيس محمود عباس.
وتقول وكالة “شينخوا” ان زيارة بايدن مجاملة سياسية، وفقا لمقابلات اجرتها مع محللين سياسيين في رام الله.
وتُعتبر جولة الرئيس الأمريكي هي في الاساس لزيارة المملكة العربية السعودية، بهدف إقامة حلف أمني جديد، يهدف لتغيير كامل المشهد السياسي على المستوى الاقليمي.