أرسلت وزارة الخارجية الأميركية مذكرة داخلية إلى دبلوماسييها العاملين في القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط، تدعوهم فيها إلى الامتناع عن تقديم تصريحات تشمل الدعوة إلى “خفض العنف” في قطاع غزة، وذلك وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء في الرسائل الإلكترونية التي بعثتها الخارجية الأميركية، الجمعة، واطلعت عليها صحيفة “هافينجتون بوست”، أنه يجب الامتناع عن استخدام العبارات الثلاثة التالية: “وقف التصعيد/وقف إطلاق النار”، و”إنهاء العنف/سفك الدماء”، و”استعادة الهدوء”.
وبعثت الخارجية الأميركية بهذه الرسائل بعد ساعات من مهلة الـ24 ساعة التي وضعها “الجيش الإسرائيلي”، صباح الجمعة، لمواطني غزة القاطنين في شمال القطاع لمغادرة منازلهم والذهاب إلى الجنوب من غزة، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة أمراً غير ممكن، باعتبار أن هذه المنطقة يقطن فيها أكثر من مليون شخص.
وتشير رسالة الخارجية الأميركية إلى إحجام إدارة بايدن عن الضغط على إ”سرائيل” من أجل وقف التصعيد والهجوم الذي تشنه على غزة.
واشنطن “تتفهم” أمر الإخلاء في غزة: رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيري، الرد على سؤال بشأن الأمر الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة، سواء بـ”الرفض أو التأييد”، ولكنه وصفه بـ”الأمر الصعب”.
وقال كيري: “ما يمكنني قوله هو أننا نفهم ما يحاول الجيش الإسرائيلي القيام به، إنهم يحاولون إبعاد المدنيين عن الأذى، وإعطائهم تحذيراً منصفاً”. على حد قوله.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ”هافينجتون بوست”، لم تكشف الصحيفة اسمه، إن الوزارة “لا تعلق على الاتصالات الداخلية”.
ضغوط داخلية على بايدن: وباعتبارها أكبر داعم لإسرائيل، دبلوماسياً وعسكرياً، تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ واطلاع كبير على الخطط الإسرائيلية بشأن طريقة الرد على العملية التي نفذتها “حماس”، أو ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول فعلاً الحد من الخسائر المدنية في غزة، وفق “هافينجتون بوست”.
وقد يضغط حلفاء بايدن من أجل أن يصدر دعوات أقوى لنتنياهو، بهدف إعطاء الأولوية للمخاوف الإنسانية في قطاع غزة.
مطالب بوقف إطلاق النار: والجمعة، حضت النائبة سارة جاكوبس، وهي ديمقراطية تعمل في لجنتي الشؤون الخارجية والقوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، “إسرائيل” على إعادة النظر في أمر الإخلاء في غزة.
وقالت جاكوبس في بيان: “عائلتي لا تزال في إسرائيل، وأنا أشعر بالألم والغضب الذي تشعر به عائلات الرهائن الآن، وأتفهم إلحاح الحكومة الإسرائيلية على تحميل حماس المسؤولية”.
وأضافت: “ولكنني أشارك الأمم المتحدة مخاوفها.. بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء، لا يستطيع العديد من المدنيين في غزة تلقي إشعار الإخلاء، ناهيك عن الإخلاء بسرعة وأمان. إن الجدول الزمني القصير لإشعار الإخلاء لا يمنح السكان المدنيين الذين يزيد عددهم عن مليون شخص الوقت الكافي، كما أنه لا يوفر الوقت الكافي للمنظمات الإنسانية لضمان قدرة جنوب غزة على استقبال مليون شخص إضافي”.
وشددت جاكوبس على أن “الحفاظ على سلطتنا الأخلاقية وحماية أرواح الأبرياء هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، وهو مهم أيضاً لسلامة وأمن إسرائيل على المدى الطويل”.
كما وقّع 55 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب على رسالة، الجمعة، طالبوا فيها بايدن بـ”التعبير عن أن رد إسرائيل في غزة يجب أن يتم وفقاً للقانون الدولي، واتخاذ جميع التدابير اللازمة للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين الأبرياء”.
إقناع إسرائيل في المحادثات الخاصة: ويعتقد المسؤولون الأميركيون، أن إقناع الإسرائيليين في المحادثات الخاصة يكون أكثر فعالية من الضغط عليهم في العلن، وفق “هافينجتون بوست”.
كما أن المسؤولين الحاليين يتحسّسون من إمكانية النظر إليهم على أنهم “غير داعمين بالشكل الكافي لإسرائيل”، خصوصاً مع تصاعد القلق من مصير أكثر من 100 أسير إسرائيلي لدى حركة “حماس”، من بينهم أميركيين، فضلاً عن جهود الجمهوريين لتصوير بايدن على أنه خذل صديقاً رئيسياً لأميركا.