على مدار شهور شاهد العالم تطورات سياسية لمسعى مستوطنين إسرائيليين لإجلاء سكان فلسطينيين من ديارهم، في طريق صغير تحوطه المتاريس في القدس الشرقية وأصبحت هذه التطورات صورة مصغرة من الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ مدة طويلة.
وفي حين تتركز الكاميرات على المواجهات بين ضباط شرطة يمتطون الخيول وبين محتجين في شارع عثمان بن عفان، فإن كل يوم يذكر تالا أبو دياب ابنة الخمسة عشر ربيعا بأن الشارع الهادئ الذي نشأت فيه تحول إلى درب من العراقيل يملؤه الخوف.
حواجز إسرائيل في حي الشيخ جراح
إذ يتعين على تالا التلميذة الفلسطينية أن تقدم أوراقها لرجال الشرطة الإسرائيلية المسلحين المتمركزين على مدار الساعة كل يوم عند حواجز أمنية على طرفي الشارع وتنتظر الإذن بالخروج من بيتها أو الدخول إليه.
وقالت أبو دياب “لم تعد حياتنا حياة عادية فلا يمكنني الخروج لرؤية أصدقائي ولا يمكنهم المجيء لرؤيتي”.
وأضافت “إذا سمحوا لهم بالدخول وهو نادرا ما يحدث فهم يبقون 30 دقيقة ثم تبدأ الاشتباكات … ولذا يضطر أصدقائي لمغادرة الحي. وهذا أثّر علي فلم أعد أرى الناس باستثناء أفراد الأسرة”.
وتقول الشرطة الإسرائيلية إن الحواجز الأمنية والقيود تهدف لمنع الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين الذين انتقلوا بالفعل إلى بعض البيوت في الشارع. وفقا لرويترز.
وتم رفع مستوى الحواجز باستخدام الخرسانة بعد أن صدمها فلسطيني بسيارته بسرعة عالية قبل شهر. وأطلقت الشرطة النار عليه فأردته قتيلا بعد أن أصاب ستة من رجالها بجروح.
مستوطنون حي جراح
وبدأ التوتر بسبب دعوى قضائية قديمة يطالب فيها مستوطنون يهود بوضع اليد على بيت أسرة أبو دياب وبيوت أخرى.
الأمر الذي أثار اهتماما دوليا واحتجاجات شبه يومية.
وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي أصدرت محكمة إسرائيلية قرارها لصالح المستوطنين.
الذين يقولون إن الفلسطينيين يعيشون على أرض كانت مملوكة ليهود في الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لا تحظى بالاعتراف الدولي.
وبينما تستمر التطورات السياسية والقضائية تقول تالا أبو دياب إنها تشعر هي وأسرتها على نحو متزايد بأنهم معزولون في الشارع.
قالت تالا التي تبعد مدرستها 15 دقيقة عن الشارع “أثر ذلك على صحتي النفسية. إذا خرجت يضايقونني وعندما أعود يضايقونني. شيء صعب جدا”.