تخلق زيارات اليهود المتزايدة إلى باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة التوترات والخوف في أوساط الفلسطينيين من اعتزام “اسرائيل” السيطرة على الموقع أو تقسيمه في نهاية المطاف، على غرار الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
لطالما كان الموقع المقدس الواقع في قلب البلدة القديمة بالقدس، محور خلاف بين الفلسطينيين واليهود، لمكانته الدينية.
في الأسابيع الأخيرة، أثارت عدة جولات لليهود الاشتباكات عند المسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع بالنسبة للمسلمين، مخاوف من تكرار الحرب التي جرت العام الماضي بين حركة حماس في غزة و”إسرائيل”.
كانت الحرب التي دارت العام الماضي قد تأججت نتيجة التوترات عند الموقع المقدس.
بموجب الترتيبات المعروفة باسم “الوضع الراهن”، يسمح لليهود بزيارة الموقع دون الصلاة فيه.
في السنوات الأخيرة، قام اليهود بزيارات بأعداد متزايدة برفقة الشرطة الاسرائيلية وقام الكثير منهم بالصلاة، ما أثار غضب الفلسطينيين وكذلك الأردن المجاور، الوصي على المواقع المقدسة في القدس.
لطالما خشي الفلسطينيون من اعتزام “إسرائيل” السيطرة على الموقع أو تقسيمه في نهاية المطاف.
تقول إسرائيل إنها ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن وتتهم حركة حماس بالتحريض على اسمته بأعمال “العنف” الأخيرة.
يقوم بالزيارات في الغالب القوميون والمتدينون اليهود. أحدهم هو “يسرائيل مداد”، وهو مستوطن إسرائيلي يعيش في الضفة الغربية المحتلة ويزور المسجد الأقصى بشكل متكرر. ويتجاهل “مداد” التقارير التي تفيد إن اليهود يريدون السيطرة على الموقع.
تصاعدت التوترات أيضا نتيجة اعطاء “السلطات الإسرائيلية” الضوء الأخضر لليهود بتنظيم “مسيرة الأعلام” في قلب الشارع الفلسطيني الرئيسي في البلدة القديمة بالقدس في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ويهدد القرار بإعادة إشعال المواجهات في المدينة المقدسة. وسيتم تنظيم المسيرة في التاسع والعشرين من مايو / أيار عبر باب العامود.
يشارك في المسيرة كل عام الآلاف من الإسرائيليين المتطرفين، حيث يلوحون بالأعلام الإسرائيلية ويغنون الأغاني، وفي بعض الحالات يرددون شعارات معادية للعرب والفلسطينيين أثناء مرورهم أمام المتاجر الفلسطينية.
تهدف المسيرة للاحتفال باستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية في حرب عام 1967. واندلعت حرب غزة العام الماضي مع انطلاق مسيرة الاعلام.
في إشارة إلى انعدام الثقة، اتهم الناشط الفلسطيني يعقوب أبو عصب، الذي منعته السلطات الإسرائيلية من دخول المسجد الأقصى، المتطرفين اليهود بالرغبة في السيطرة على الموقع بأكمله.
تخضع الضفة الغربية للحكم العسكري الإسرائيلي منذ ما يقرب من 55 عاما، بينما يخضع قطاع غزة لحصار إسرائيلي منذ سيطرت حركة حماس على السلطة الفلسطينية في عام 2007.
تدير السلطة الفلسطينية مناطق محدودة من الضفة الغربية المحتلة وتتعاون بشكل وثيق مع “إسرائيل” في مجال الأمن. ويستبعد المؤرخ محمد هاشم غوشة تقاسم المسجد الأقصى مع المتدينين اليهود.