الحل الوحيد لا يمكن تحقيقه: قد يؤدي رحيل رئيس السلطة الفلسطينية “أبو مازن” إلى احتجاجات جماهيرية وأعمال عنف وحتى انهيار السلطة الفلسطينية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، والذي يحذر من أنه على الرغم من أن أفضل سيناريو هو إجراء انتخابات ديمقراطية، إلا أنه يظل الخيار “الأقل احتمالًا”.
انقسام المجتمع الفلسطيني: وحذرت المنظمة من أن رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 87 عامًا ليس له خليفة محدد ومتفق عليه، ومن ناحية أخرى، ينقسم المجتمع الفلسطيني إلى مجموعات عديدة وهناك عدد غير قليل من الخلفاء المحتملين الذين يرغبون في هذا المنصب. وذكر التقرير أن أبو مازن “يفرغ المؤسسات والآليات الفلسطينية من واجباتها وصلاحياتها لتقرير من سيخلفه”، بحيث “لم يتضح من سيخلفه وكيف سيتم ذلك”.
ما يُخيف عباس: الحقيقة أن الفلسطينيين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع منذ 2005، أي منذ أن تولى أبو مازن السلطة. حتى بعد الإعلان عن انتخابات عام 2021، ألغى أبو مازن هذا القرار، مبررًا ذلك برفض إسرائيل السماح بإجرائها في القدس الشرقية – التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمتهم المستقبلية. في المقابل، عزا المعلقون تحرك أبو مازن إلى الخوف من تراجع شعبية حركة فتح التي يتزعمها، وهو ما كان يمكن أن يؤدي إلى انتصار حركة حماس.
الصراع والاسماء المرشحة: ورد في تقرير مجموعة الأزمات الدولية عدة أسماء محتملة للصراع على خلافة أبو مازن. ومن بين أمور أخرى، كان وزير الشؤون المدنية وسكرتير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، الذي سرب له مؤخرًا تسجيل يشتم فيه أبو مازن. من ضمن الأسماء المذكورة. كما ورد اسم رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج. على الرغم من أن الاثنين يتمتعان بمكانة رفيعة في السلطة الفلسطينية وقدرتهما على العمل مع المجتمع الدولي، إلا أن التقرير يشير إلى أنهما لا يحظيان بشعبية كافية بين الفلسطينيين.
يذكر اسم آخر هو رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، وكذلك الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي، محمد دحلان، الذي يعيش في الإمارات العربية المتحدة بعد صراع حاد مع أبو مازن. كما ورد اسم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه كمرشح. ورأى التقرير أن “لكل من هؤلاء الأشخاص شبكة علاقات خاصة”، ومع ذلك لا يمكن لأي منهم “العمل بمفرده”.
تحذيرات سابقة من فقدان السيطرة: دعونا نتذكر، في العام الماضي، حذر كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا من أن السلطة الفلسطينية تفقد السيطرة في جنين ونابلس، مما يسمح بظهور الجماعات المسلحة في هذه المناطق. في حين نجح النظام الأمني في إحباط البنية التحتية الإرهابية لعرين الأسود في نابلس، فإن الوضع في جنين أكثر تعقيدًا – حيث يحدث تبادل كثيف لإطلاق النار بين الحين والآخر بين القوات والمسلحين. لقد تذوقنا ما يمكن أن يحدث بعد مقتل أبو مازن في سبتمبر الماضي، عندما قامت حشود من الفلسطينيين بأعمال “شغب” بعد اعتقال رجل مطلوب من حماس، مصعب اشتيه، من قبل قوات الأمن الفلسطينية.