اندلعت اشتباكات بين مواطنين فلسطينيين و”الشرطة الإسرائيلية”، خارج البلدة القديمة بالقدس، يوم السبت، خلال أداء عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاتي العشاء والقيام بالمسجد الأقصى.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 80 فلسطينيا على الأقل أصيبوا، منهم قُصّر وطفل يبلغ من العمر عاما واحدا، ونقل 14 منهم إلى المستشفى. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن شرطيا واحدا أصيب.
وارتفعت حدة التوتر في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة وغزة، طوال شهر رمضان وسط غضب متزايد من محاولات طرد فلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح في القدس، يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها.
وتجمع مئات المتظاهرين في قطاع غزة على طول الشريط الحدودي. وقال الجيش الإسرائيلي إن الحشود ألقت إطارات مشتعلة ومفرقعات باتجاه القوات. وفقا لوكالة رويترز.
وأضاف جيش الاحتلال الاسرائيلي، أن مسلحين في غزة أطلقوا صاروخا واحدا على “إسرائيل” وسقط في منطقة خالية.
وقالت “إسرائيل” إنها عززت قواتها الأمنية يوم السبت، تحسبا لوقوع مواجهات أخرى مع المتظاهرين الفلسطينيين.
ونقلت رويترز عن مسؤول فلسطيني “إن مصر تتوسط بين الجانبين لمنع حدوث مزيد من التصعيد وإن العنف الذي وقع يوم السبت كان أقل حدة من أحداث الجمعة”.
وأطلقت الشرطة يوم الجمعة الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية صوب شبان فلسطينيين يرشقونها بالحجارة عند المسجد الأقصى في البلدة القديمة في الحرم القدسي.
وأصيب ما لا يقل عن 205 فلسطينيين و18 شرطيا إسرائيليا في مواجهات الجمعة التي أثارت إدانات دولية ودعوات للتهدئة.
واندلعت اشتباكات ليلا في حي الشيخ جراح في القدس، حيث تواجه عائلات فلسطينية هناك، محاولات طرد في قضية معروضة على القضاء منذ زمن طويل.
وقال “الجيش الإسرائيلي” إنه عزز قواته في الضفة الغربية وبالقرب من قطاع غزة، حيث أُطلِقت بالونات حارقة، مما أدى إلى اشتعال حرائق لدى “الاسرائيليين”.
اللجنة الرباعية تناشد
عبرت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن القلق بشأن العنف واحتمال طرد فلسطينيين من ديارهم في القدس.
وقالت اللجنة الرباعية في بيان “ندعو السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس وتجنب اتخاذ أي إجراءات تزيد من تصعيد الموقف خلال هذه الأيام المقدسة عند المسلمين”.
وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام الشرطة بإيقاف حافلات تقل مصلين مسلمين من مدن عربية في الداخل المحتل عام ١٩٤٨، على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى القدس.
وانتشرت تلك الأنباء على وسائل التواصل الاجتماعي وجذبت مئات الشبان من القرى العربية المجاورة ومن القدس.
وقاد العشرات سياراتهم في الاتجاه المعاكس عبر الطرق الخالية، في اتجاه القدس وأخذوا معهم من اضطروا لترك سياراتهم لبدء رحلة شاقة سيرا على الأقدام. وهتف البعض “بالروح والدم نفديك يا أقصى”.
وادعت الشرطة الاسرائيلية، إنها لا توقف سوى الذين ينوون المشاركة في “أعمال شغب”.
ونشبت مشاجرات وأظهرت لقطات مصورة رجال الشرطة الاسرائيلية يطلقون الاعيرة المطاطية وقنابل صوت.
ومن المتوقع أن يظل التوتر قائما خلال الأيام القليلة المقبلة. وستعقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة بشأن عمليات الطرد في حي الشيخ جراح يوم الإثنين، الذي يوافق الاحتفال بيوم القدس وهو ذكرى احتلال القدس الشرقية في حرب عام 1967.