القائمة البريدية
إشترك بالقائمة البريدية

احصل على اشعارات دائما من بدون رقابة عبر بريدك الالكتروني

الامير حمزة

أحداث تسللت تحت جنح الظلام.. الأردن ينجو في الدقيقة صفر

عملية أمنيَة وصفت بالمعقدة، دارت رحاها ليلة أمس السبت، في العاصمة الأردنية عمان.

وحدات عسكرية أردنية تشارك في عرض عسكري في حزيران / يونيو 2016. (المصدر: EPA)

الساعة السابعة مساء بتوقيت عمان، انطلقت صفارات الانذار في جميع انحاء المملكة، ايذانا بمنع التجوال للمواطنين ضمن إجراءات الحكومة لمحاربة فيروس كورونا، عمَّ هدوء قانل الشوارع. ومع تقدم ساعات المساء، شيء مريب، وتحركات غريبة، بدأت في شوارع عمان الغريبة، بالقرب من القصور الملكية.

أخبار عاجلة، بدأت تتوارد تباعاً عبر وكالة الأنباء الرسمية بترا، تتحدث عن القاء القبض من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية على مسؤولين وشخصيات كبيرة في الدولة الأردنية، الحديث كان يدور عن اعتقال الشريف حسن بن زيد، ورئيس الديوان الملكي الأسبق بسم عوض الله، وشخصيات أخرى.

خبر نزل كالصاعقة

الشارع الأردني انقلب رأس على عقب، بعد ورود انباء تتحدث عن اعتقال الأمير حمزة بن الحسين، وهو الأخ غير الشقيق للملك الأردني، على خلفية محاولته الانقلاب على نظام الحكم، كما أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

بعد ساعات من الأخبار والمعلومات، خرجت القيادة العامة للقوات المسلحة ببيان يوضح فيه ملابسات ما جرى بالفعل.

البيان نفى بالفعل صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال سمو الأمير حمزة، لكنه بيّن أنه طُلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره. وأوضح البيان أن التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح.

فيديو مصور للأمير حمزة

في الوقت الذي خرج فيه بيان للجيش الأردني، يتحدث عن عدم اعتقال الأمير حمزة، خرج الأمير بفيديوهين مصورين، أحدهما باللغة الانجليزية والثاني باللغة العربية يتحدث فيه عن وضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله مع أبنائه، ومنعه من التواصل مع الخارج، كم تم اعتقال وسحب مرافقيه.

الأمير تحدث في تصريحاته عن الفساد الذي ينخر جسد الدولة الأردنية، وأنه ليس ضمن أي مؤامرة تهدف لزعزعة أمن الأردن واستقراره.

كما ذكر الأمير أن رئيس هيئة الأركان المشتركة زاره صباح السبت وحذره من الخروج، مضيفاً أن ما جرى يأتي للتغطية والتشتيت عما وصفه بالتراجع الملموس في البلاد.

ما حدث ليس انقلابا

عديد المصادر الأردنية رفضت وصف ما حدث بأنه محاولة انقلاب على نظام الحكم في الأردن، وأن الدولة تعاملت مع الأزمة بحكمة وتم السيطرة عليه.

رئيس مجلس النواب الأردني عبدالمنعم العودات قال إن بلاده حسمت الليلة الماضية محاولة للمس بأمنها واستقرارها، ذات الأمر قاله رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز الذي أكد أن التسلل تحت جنح الظلام واستغلال عوز الأردنيين ليس من صفات الرجولة.

محللون ومسؤولون سابقون في الدولة الأردنية، تحدثوا عن أن ما جرى يأتي ضمن اجراءات النظام في التخلص من “صداع” كان يمشي في رأس الدولة منذ سنوات، وأن وسائل الإعلام بالغت كثيراً في تناول القضية وأخرجتها عن سياقاتها الواقعية.

إسرائيل وعلاقتها بما حدث

قال نائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني، إنه ليس مستبعداً ان يكون لإسرائيل علاقة وصلة بما حصل في الساحة الأردنية ليلة امس، وأن إسرائيل دائما متهمة بأي حادثة تشهدها الأراضي الأردني.

توقعات العناني،جاءت مرتبطة بتراجع وتوتر في العلاقة الدبوماسية بين عمان وتل أبيب، كانت آخر فصولها، منع طائرة نتنياهو من عبور الأجواء الأردنية، ثم إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الأراضي الفلسطينية في ذكرى الإسراء المعراج، والتجذابات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، سيما صفقة القرن والموقف الاردني الرافض والمقاوم لها بكل تفاصيلها.

الأردن والأهمية الجغرافية والأمنية

خريطة المملكة الاردنية الهاشمية. (المصدر: Jordan Map And Satellite Image)

يعتبر الأردن من أهم اللاعبين السياسيين في المنطقة العربية والإقليم بشكل عام، إذ ينظر للأردن على أنه الأكثر استقرارا سياسيا وأمنيا في وسط إقليم ملتهب، مليء بالصراعات.

أهمية دعم استقرار الأردن، ظهرت في مواقف الدول العربية والغربية التي تداعت سريعا لإعلان وقوفها إلى جانبه، فالأردن يمثل العمق الأمني لبلاد الشام ودول مجلس التعاون الخليجي، نظراً لموقعه الجغرافي المميز، وحدوده الحيوية مع فلسطين، ومع العراق وسوريا، اللتان تعتبران مركزاً لتنظيم “داعش” الإرهابي.

دول الإقليم والعالم تدرك، أهمية الحفاظ على استقرار أمن الأردن، الذي يعتبر شريك استراتيجي في محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وأن عدم استقراره سيعود سلبا على الأمن في المنطقة. 

المزيد من الأخبار