يتذكر “مؤيد العلامي” مقتل ابنه بأيدي قوات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة

محمد العلامي

مؤيد العلامي، والد الطفل محمد الذي قُتل برصاص الجيش الاسرائيلي يتحدث الى وسائل الاعلام (الصورة: ا.ب)

فلسطين بدون رقابة

لا يثق والد طفل فلسطيني، كان يبلغ من العمر 12 عامًا عندما قُتل على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية، في الضفة الغربية المحتلة، في أنه سيحظى بتحقيق العدالة في قضية مقتل نجله.

الأسبوع الماضي، أطلق جنود الاحتلال النار على محمد مؤيد العلامي بينما كان يستقل سيارة العائلة مع والده.

بعد أسبوع من وفاة ابنه الأكبر، جلس مؤيد العلامي على الأريكة في منزله مع طفليه المتبقيين، متذكرين مقتل طفله البالغ من العمر 12 عامًا على يد القوات الإسرائيلية.

قُتل محمد العلامي برصاص جنود إسرائيليين في 28 يوليو/ تموز في بلدة بيت أمر بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وأدى مقتله إلى اندلاع اشتباكات عنيفة على مدى يومين بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أحد المحتجين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه فتح تحقيقًا في مقتل “محمد” بنيران جنود إسرائيليين بينما كان يستقل سيارة العائلة.

لكن هذا لا يريح والده، الذي دمره موت ابنه، وليس لديه أدنى قدر من الثقة في أن التحقيق سيجلب العدالة في قضية مقتل نجله.

وتملأ ثقوب طلقات الرصاص جوانب ومؤخرة سيارة مؤيد، ولا تزال المقاعد الخلفية مغطاة ببقع الدماء.

استشهاد الطفل محمد العلامي

وروى الأب أحداث الأسبوع الماضي، قائلا إنه كان قد احضر للتو بعض الوجبات الخفيفة للأطفال، مستخدما سيارته، عندما طلب “محمد” العودة إلى المتجر.

وقال مؤيد إنه أدار السيارة. وبعد لحظات، تلقت سيارته البيضاء من طراز رينو طلقات نارية من الخلف، بما في ذلك ثلاث رصاصات على الأقل قال إنها أصابت “محمد”.

تم نقل الطفل إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية استمرت لمدة أربع ساعات قبل ان يعلن عن وفاته.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن جنودا في المنطقة طالبوا السيارة بالتوقف، وأن القوات أطلقت طلقات تحذيرية وصوّبت ناحية إطارات السيارة فقط.

وقال مؤيد إنه لم يسمع أي تحذيرات. أكثر من 10 ثقوب لطلقات رصاص اخترقت السيارة.

وقال الجيش أيضا إن سيارة مؤيد تشبه سيارة يقودها مجموعة من الرجال شوهدوا وهم يدفنون ما تبين أنه رضيعا ميتا في وقت سابق من ذلك اليوم.

وقال شقيق مؤيد، الذي شهد الحادث بأكمله من الشرفة، إن الحادثين غير مرتبطين وأنه في وقت سابق، كانت عائلة أخرى تدفن رضيعا ميتًا في جبّانة.

وأصدرت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان هذا الأسبوع ما قالت إنه فيديو بكاميرا أمنية لعملية إطلاق النار.

وفي الفيديو، شوهدت سيارة مؤيد وهي تقترب من منحدر في الطريق، مع مجموعة من الجنود الإسرائيليين يقفون في منطقة ابعد على تلة.

وشوهد مؤيد وهو يستدير قبل أن تطارده القوات في الشارع، حيث سمعوا وهم يصرخون عليه بالتوقف قبل إطلاق النار.

ولم يُر إطلاق النار الفعلي، لكن سُمع دزينة من الطلقات على الأقل. وقالت بتسيلم إن الفيديو يظهر أن الأسرة لا تشكل أي تهديد على القوات الاسرائيلية.

وقال جيش الاحتلال الاسرائيلي إن كبار القادة والشرطة العسكرية، الذين يحققون في مخالفات مشتبه بها من قبل القوات – يشاركون في التحقيق.

لكن مؤيد قال إنه لا يتوقع أن يؤدي التحقيق إلى أي شيء. وقال إن “الجيش الاسرائيلي” ساعد في نقل طفله إلى المستشفى بعد إطلاق النار، لكنه لم يسمع من المحققين الى الان.

وأعربت بتسيلم، وهي منظمة حقوقية رئيسية، عن الإحباط الشديد من نظام القضاء العسكري الذي أوقف في عام 2016 ممارساته الطويلة في تلقي المساعدة في التحقيقات.

واتهمت المنظمة الجيش بتبييض المخالفات، وتقول إن الجنود نادرا ما يعاقبون.

قتل إسرائيل لأطفال فلسطين

وفي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، قتلت نيران الاحتلال الإسرائيلية 11 طفلاً فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة، متجاوزًة العدد الإجمالي لقتلى الأطفال في عام 2020، وفقًا للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين.

وأسفرت جنازة “محمد” في اليوم التالي عن اشتباكات كبيرة، استشهد فيها فلسطيني يبلغ من العمر 20 عاما بنيران الجيش الإسرائيلي.

وشيعت جنازته يوم الجمعة، وأعقبتها اشتباكات أخرى.

قال رئيس بلدية بيت أُمر، وهو أيضًا من عائلة العلامي الكبيرة، إن معظم سكان بيت أُمر البالغ عددهم 17 ألفًا حضروا جنازة الطفل.

بدون رقابة / أسوشيتد برس
Exit mobile version